الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غينيا على صفيح ساخن|الصراع على الذهب الأسود يعيد البلاد لعقود من الظلام

القوات الخاصة الغينية
القوات الخاصة الغينية

أعلن ضباط من القوات الخاصة الغينية بقيادة قائد القوات الخاصة كولونيل مامادي دومبويا، السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد والقبض على الرئيس ألفا كوندي وحل مؤسسات الدولة، ووقف العمل بالدستور الحالي للبلاد.

وقال قائد القوات الخاصة الكولونيل مامادي دومبويا: «لقد قررنا بعد القبض على الرئيس الذي بات حالياً في أيدينا، حل الدستور الساري وحل المؤسسات وقررنا أيضاً حل الحكومة وإغلاق الحدود البرية والجوية».

وبث ضباط القوات الخاصة الغينية فيديو للرئيس كوندي مقبوضاً عليه، فيما رفض ألفا كوندي الإجابة حين سئل إن كان قد تعرّض لسوء معاملة.

وتعد غينيا بين الدول الأفقر في العالم رغم مواردها النفطية والمعدنية والمائية الهائلة، وتشهد عدم استقرارا سياسيا واقتصاديا منذ وقت طويل وتفاقمت مشاكلها مع دخول جائحة كورونا «كوفيد – 19».

وتسبب ترشح الرئيس الغيني «كوندي» لولاية ثالثة عام 2020 بتوتر استمر أشهراً، وخلّف عشرات القتلى في بلد معتاد على المواجهات السياسية الدامية، وتم اعتقال عشرات المعارضين قبل الانتخابات وبعدها.

صراعات خارجية

وفي هذا الصدد قالت أسماء الحسيني، المتخصصة في الشأن الأفريقي، إن ما يحدث في العاصمة الغينية كوناكري له سببان رئيسيان، السبب الأول يتعلق بالتدخلات الخارجية في غينيا والصراع بين القوى الكبرى ومنها؛ فرنسا والولايات المتحدة وتركيا والصين وروسيا»

وارجعت «الحسيني» في تصريحات لـ «صدى البلد» سبب الصراع إلى الموارد النفطية الهائلة المكتشفة في غينيا عام 2000، والموارد المعدنية والزراعية الكبيرة التي تمتلكها البلاد، وأيضا الطاقة الكهرومائية الكبيرة النابعة من كثرة الموارد المائية في البلاد.

ولفتت أن «هناك صراعا بين فرنسا المستعمر القديم لـ غينيا، والولايات المتحدة وروسيا التي تلقي بثقلها في المشهد السياسي في الدول الأفريقية وعقدت صفقات عسكرية عديدة مع دول أفريقية عدة، إضافة إلى الصين التي عقدت اتفاقيات تجارية هائلة مع دول أفريقية ومن بينها غينيا، وهناك أيضا تركيا التي زارها الرئيس الغيني منذ وقت قريب.

وأردفت «المشهد الداخلي في غينيا يشير إلى أن هناك احتقان من الرئيس الغيني ألفا كوندي بعد تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد وجلوسه في الحكم لفترة رئاسية ثالثة».

الرئيس الغيني كوندي

وأضافت أن «الرئيس كوندي كان يلقب بالزعيم من أتباعه، وهو مناضل قديم خاض عقود من النضال ضد النظم الدكتاتورية والانقلابات العسكرية في غينيا من عام 1677، وأنشأ أول منظمة سرية لمقاومة الأوضاع الخاطئة في غينيا، وبعد ذهابه إلى فرنسا وحصوله على الدكتوراه في القانون عاد إلى غينيا ولكنه قبض عليه وحكم عليه بالسجن 5 سنوات تم تخفيضها وخرج وخاض العديد من المعارك».

وتابعت: «مع وصوله إلى السلطة وعد المواطنين أن يكون مانديلا غينيا وأن يقوم بتنمية كبيرة في البلاد، ولكن استمرت هذه الوعود في بداية حكمه فقط ولم تتحسن معيشة البسطاء في غينيا، ثم جاءت فترة ولايته الثالثة التي تم تغيير الدستور بها وأتاح لنفسه 6 سنوات أخري في الحكم».

وأكملت: «لذلك خرجت ضده الاحتجاجات وتم الطعن في شرعية انتخابه وكان هناك احتقان واسع من الشارع الغيني».

أنشأها وانقلبت عليه

ولفتت إلى أن «القوات التي ثارت عليه وسيطرت على الحكم التي يقودها قائد القوات الخاصة مامادي دومبويا، هي قوات أنشأها الرئيس كوندي عام 2018 من أجل مكافحة الإرهاب وحماية الحدود الغينية، ولكنه استخدمها لحمايته وانقلبت عليه».

وأضافت أنه «في مقابل القوات التي ثارت ضد الرئيس كوندي كانت هناك قوات مؤيدة للرئيس وتصدت لـ هذه القوات الثائرة ولكنها لم تستطع منعها من الوصول إلى القصر الرئاسي وفرض سيطرتها، وهي الآن تعقد اجتماعات مع الوزراء والمسؤولين».

القوى الكبرى والفوضى في أفريقيا

وعن تعامل القوى الدولية مع الفوضى المتكررة في القارة الأفريقية، أوضحت المتخصصة في الشأن الأفريقي أن «القوى الدولية أصبحت تتعامل مع الانقلابات التي تحدق في الدول الأفريقية وغيرها بمرونة، وهو الأمر الذي فتح الباب أمام الانقلابات المتكررة سواء كانت الانقلابات العسكرية أو الانقلاب على الدستور كما فعل الرئيس الغيني كوندي قبل أشهر مما أسفر عن استيلاء القوات الخاصة الغينية على حكم البلاد».

بيان وزارة الدفاع الغينية

ومن جهتها أعلنت وزارة الدفاع الغينية في بيان لها، أن «المتمردين أثاروا الرعب في العاصمة كوناكري قبل السيطرة على القصر الرئاسي، غير أن الحرس الرئاسي مسنوداً بقوات الدفاع والأمن والقوات الموالية والجمهورية، احتووا التهديد وصدوا مجموعة المعتدين».

وقبل ذلك بساعات قليلة، سُمع إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة وسط عاصمة غينيا، في منطقة كالوم، حيث مقر الرئاسة والمؤسسات والأعمال في هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.