الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الذين يقتلون الصحافة ويمشون في جنازتها

 

النظرة التشاؤمية التي تسود السوق الصحفية علي مدي السنوات الماضية نظره مقززة ومبالغ فيها في رأيي، ولا تتماشي مع الآمال المعلقة بالصحافة المصرية كاأداة تنوير لنحو مائة مليون مصري.
وبرغم كل ما يقال عن مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا وانتشارها الواسع، ودورها في التأثير، فإن مصداقيتها دائما علي المحك. فمن يكتبون تدوينة أو تغريدة مع كامل إحترامي لملايين التدوينات والتغريدات التي تظهر كل لحظة إلا أنها تبقي جميعها انطباعات وأراء وأخبار دون مصادر موثقة، وفي الغالب لايمكن محاسبة كتابها من المغردين والمدونين، إلا إذا حدث شطط أو سب وقذف تجاه جهة أو شخص، فيما تبقي الصحافة هي الأداة الإعلامية الأكثر مصداقية في نشر الأخبار، والتي لا تمر أخبارها في الأغلب الأعم إلا بعد تدقيق من محرريها والمسؤولين عنها.
وإذا كانت نبرة انهيار الصحافة الورقية وسقوطها عن عرشها وانصراف قرائها هي السائدة منذ فتره ليست بالقصيرة سواء داخل مصر أو خارجها، فان هذا لا يجوز تعميمه علي باقي ألوان الصحافة وفي مقدمتها الصحافة الالكترونية.
فالصحافة المصرية منذ ظهورها في مصر قبل أكثر من قرن ونصف، هي أداة التنوير والمعرفة وستظل كذلك  سواء كانت عبر وسيلة ورقية أو إلكترونية أو عبر ومضات تأتي عن طريق الهواتف المحمولة وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة.
وإذا كنا قد انتقدنا في المقال السابق في هذه الزاوية، غياب الاستثمارات الصحفية والإعلامية رغم الحاجة الماسه لها، فإننا ننتقد وبنفس والحدة استمرار التقليل من شأن الصحافة والحط من دورها وإشاعة جو من اليأس العام تجاهها وتجاه أحوالها.
إن المعارك التي تخوضها الدولة المصرية سواء كانت في مجال التنمية أو في مجال التصدي للإرهاب والتطرف أو في العمل علي تعزيز الوعي العام، ورفع مستوى المعرفة عند الجماهير المصرية، فإن هذه الأوضاع والمعارك تقتضي صحافة حرة وقوية ومنصات متعددة وحيوية دائمة في المادة المقدمة للقارئ المصري، ونحن في مصر لن نخترع العجلة بخصوص الصحافة المصرية، فهناك مدارس كبري قائمة وماضية في الصحافة المصرية، يتعلم الجميع منها ويتدارسونها، لكن المطلوب هو الكف عن التقليل من شأن الصحافة وتداول شائعات وأخبار عن انصراف الناس عنها، بعضها حقيقي وكثير منها مزور. فالناس لم ينصرفون عن متابعة الصحافة، ولا زال التلهف لقراءة خبر جيد أو تقرير موضوعي هو غريزة أساسية عند كل إنسان يطوق إلي المعرفة.
وفي هذا الصدد، يمكن اختصار القول إن جحافل الشامتين في الصحافة والمروجين لوفاتها وانصراف الناس عنها، هم هؤلاء الذين يكرهون التنوير ويحبون العتمة وتغييب الحقيقة. فالصحافة هي عقل وقلب كل مجتمع حر وحديث، وعلي العاملين بالمهنة من شيوخها وفتيانها، استمرار المناداة بصحافة حرة قوية ومؤسسات تضج بالحيوية والعمل علي دعم الإعلام الحر الصادق النزيه (الوطني) أما استمرار الهدم والتهديم وإشاعة اليأس، فإنه سيكون معول خطر علي المجتمع ومستقبله فلا حياة ولا مستقبل لمجتمع صحافته يتم قتلها وبتعمد، مهما ادعى المدعون وكذب الكاذبون.
.. الصحافة ضمير ونور وتنوير وصوت للحق والعقل شاء من شاء وأبى من أبى.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط