الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر المانحين| محاولة لتخفيف الحالة الاقتصادية الصعبة في أفغانستان بمليار دولار

معاناه الشعب الأفغاني
معاناه الشعب الأفغاني

مازال يعتري العالم الخوف والقلق من سيطرة حركة طالبان على الحكم في العاصمة الأفغانية كابول وإعلان تشكيل حكومة جديدة تضم العديد من الأسماء الإرهابية والمتواجدين في القائمة السوداء والمطلوبين دوليا، هذا بالإضافة إلى الوضع الإنساني المتردي في أفغانستان والحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون الأفغان والخوف المسيطر عليهم منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين مقاتلي الحركة والجيش الأفغاني الذي انتهت بهزيمة الجيش الأفغاني و سيطرة طالبان على الحكم.

لذلك ما كان من العالم إلا أن يقدم المساعدة للمواطنين الأفغان الذين يريدون أن ينجوا من قبضة طالبان والهرب إلى أي مكان بالعالم بعيدا عنهم، عن طريق محاولات الإجلاء المستمرة والتي تقودها الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم في مطار كابول الدولي.

دور الأمم المتحدة في دعم أفغانستان

وبالإضافة إلى إجلاء الأفغان يقدم العالم برعاية منظمة الأمم المتحدة المساعدات العاجلة إلى الأسر الأفغانية المتضررة جراء الوضع الإنساني السئ في أفغانستان والوضع الاقتصادي المنهار، لذلك تؤكد الأمم المتحدة التزامها بتوفير حزم مساعدة إنسانية وتؤكد أيضا على ضرورة التواصل مع طالبان لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية وتوزيعها، ومن ضمنها المساعدات المالية المقدمة عن طريق مؤتمر المانحين التي نظمته الأمم المتحدة في جنيف بحضور العديد من ممثلي دول العالم، والذي ساهم بجمع أكثر من مليار دولار لمساعدة الشعب الأفغاني.

مؤتمر المانحين

ومن جهته أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الاثنين أن مؤتمر المانحين لدعم أفغانستان في جنيف تمكن من جمع تبرعات بأكثر من مليار دولار أمريكين وإن المؤتمر لبى بشكل كامل التوقعات المتعلقة بالتضامن مع الشعب الأفغاني.

وقد شارك في مؤتمر جنيف العديد من ممثلي الحكومات من بينهم وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.

وتفاقمت ندرة الغذاء بشكل كبير في أفغانستان منذ سيطرة طالبان على البلاد الشهر الماضي، ومع توقف تدفق المساعدات المفاجئ، قال عدد من المتحدثين في المؤتمر إن المانحين يقع عليهم "التزام أخلاقي" بأن يواصلوا مساعدة الأفغان مثلما فعلوا على مدى 20 عاما الماضيين.

نصف الأفغان يعتمدون على المساعدات

وقبل سيطرة طالبان على كابول، كان نصف السكان الأفغان، أي 18 مليون فرد، يعتمدون على المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة والدول الأخري، وقد حذر مسؤولون في الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة من أن العدد مرشح للزيادة بسبب الجفاف ونقص السيولة والغذاء. 

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، أمام المؤتمر إن أفغانستان فقدت 40% من محصول القمح فيها، وإن ثمن زيت الطعام ارتفع بشكل كبير وإن معظم الناس على أي حال لا يمكنهم الحصول على النقود لشراء الطعام.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أفغانستان بحاجة إلى أكثر من 600 مليون دولار لغاية نهاية هذا العام من أجل تجنب أزمة في الغذاء وانهيار الخدمات العامة.

التواصل مع طالبان 

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنه من المهم جدا أن تتواصل المنظمة الدولية مع حركة طالبان لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان وتوزيعها.

وقال "يستحيل توفير المساعدة الإنسانية في أفغانستان من دون التواصل مع حركة طالبان في هذه المرحلة".

وأضاف "أرى أنه من المهم جدا التواصل مع طالبان في هذه المرحلة على صعيد كل الجوانب التي تثير قلق الأسرة الدولية أكان الإرهاب أو حقوق الإنسان أو المخدرات أو طبيعة الحكومة".

المساعدات الألمانية

أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن زيادة المساعدات التي تقدمها بلادة إلى المحتاجين في أفغانستان. 

وقال ماس خلال مؤتمر المانحين "لقد زادت ألمانيا بالفعل من مساعداتها الإنسانية لأفغانستان والمنطقة بمقدار 100 مليون يورو، ونخطط لتوفير 500 مليون يورو أخرى لدعم أفغانستان والدول المجاورة لها".

وطالب ماس الحكام الجدد في أفغانستان بضمان الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية، قائلا: "على طالبان احترام حقوق الإنسان الأساسية، وألا تصبح أفغانستان مرة أخرى مكانا يهدد العالم بالإرهاب". 

وأضاف أن تشكيل حكومة انتقالية الأسبوع الماضي مع استبعاد مجموعات أخرى لم يكن الإشارة الصحيحة لتعاون دولي.

المساعدات الأمريكية

ومن جانبها أعلنت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس، في مؤتمر المانحين عن تقديم مساعدات لافغانستان بقيمة 64 مليون دولار، مطالبة حركة طالبان بتقديم ضمانات مكتوبة في مقابل توفير المساعدات الإنسانية. 

وقالت توماس في كلمتها عبر تقنية الفيديو: "الكلمات لم تعد كافية... علينا رؤية أفعال"، مؤكدة على أن حقوق منظمات الإغاثة والنساء والأقليات معرضة للخطر.

وأضافت أن وكالات الإغاثة الإنسانية لا تستطيع القيام بعملها ما لم تف طالبان بهذه الالتزامات الأساسية والمبادئ الإنسانية.

دول أخرى

وكانت قد تعهدت النرويج بتقديم مساعدات إضافية إلى الشعب الأفغاني قيمتها 11.5 مليون دولار، كما أعلنت الصين في الأسبوع الماضي أنها سترسل مساعدات غذائية وطبية قيمتها 31 مليون دولار إلى أفغانستان، وأرسلت باكستان إمدادات مثل زيت الطعام والأدوية ودعت إلى إنهاء تجميد أرصدة أفغانية في الخارج.