الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إطلاق مبادرة بناء الوعي.. وزير الأوقاف: هدفنا بناء إنسان واع رشيد.. وزير الشباب: نسعى للقضاء على التعصب الكروي.. وكرم جبر: دور الإعلام دحض شائعات الجماعات الإرهابية

كرم جبر ووزيرا الأوقاف
كرم جبر ووزيرا الأوقاف والشباب والرياضة مع أئمة السودان

في أولى فعاليات حملة "بناء الوعي"..

مختار جمعة: دورنا تضييق الخناق على كتائب التطرف عبر الفضاء الإلكتروني.. والمنتحر عذابه أليم

أشرف صبحي: توجيهات الرئيس السيسي بالتركيز على قضايا الوعي.. ونواجه التعصب الكروي

كرم جبر: الوعي من أهم القضايا التي تمس الأمم.. والإعلام يلعب دورًا مهمًا في التوعية

 

انطلقت أولى فعاليات حملة "بناء الوعي" التي تأتي ضمن مبادرة "بناء الوعي 2021"، بالتعاون بين وزارتي الأوقاف والشباب والرياضة والمجلس الأعلى للإعلام، بأكاديمية الأوقاف الدولية. 

 

ويأتي ذلك بحضور د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ود. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وقيادات وزارة الأوقاف وأئمة وواعظات الأوقاف من مصر والسودان المشاركين بالدورة التدريبية المشتركة الثانية لأئمة وواعظات مصر والسودان.

 

وبدأت الفعاليات بتلاوة آيات الذكر الحكيم، بصوت القارئ الشيخ محمود عبدالحكم.

 

وأكد د. محمد مختار جمعة، أن إطلاق حملة "بناء الوعي" ضمن مبادرة "بناء الوعي 2021" تأتي للأهمية الكبرى لقضية الوعي في بناء الأمم، مضيفًا أن مدة الحملة ستكون 3 شهور بعدها يتم النظر فيما تم إنجازه، والهدف من تلك الحملة بناء الإنسان الواعي الرشيد وتفنيد الفكر المتطرف ومواجهة الظواهر السلبية كالإدمان والتعصب الأعمى والانتحار.

 

وأضاف أن معركتنا مع التطرف لم تنته بعد، وقال: "الجماعات الإرهابية والمتطرفة بعد إخفاقهم الشديد على أرض الواقع نقلوا معركتهم الفكرية إلى مواقع التواصل الاجتماعي"، موضحًا أن دورنا الآن تضييق الخناق على تلك الجماعات عبر الفضاء الإلكتروني مثلما ضيقنا عليهم الخناق على أرض الواقع، لأن تلك الجماعات أهل باطل يظهرون فقط مع غياب أهل الحق.

 

وأكد أن مواجهة الإدمان أحد الأجزاء الهامة للحملة لما لذلك الأمر من ضرر كبير وخطر على الفرد والمجتمع، وكذلك فالتعصب الأعمى طريق الانحراف عن جادة القيم، مشيرًا إلى أن الانتحار لا تعقبه راحة بل عذاب أليم، وهو جريمة في حق النفس والإنسانية.

 

وأشار إلى أن عملية بناء الوعي أو إعادة بنائه قضية محورية في حياة المجتمعات والأمم والشعوب، وخاصة تلك الأمم والشعوب التي تعرضت ذاكرتها لمحاولات المحو والشطب، أو التغيير، أو التغييب، ناهيك عن محاولات الاختطاف، وحالات الجمود والخمول والكسل التي يمكن أن تصيب الذاكرة الجمعية للمجتمعات، مضيفًا أنه مع يقيننا أن إعادة تشكيل وعي أمة ليست أمرًا سهلاً ولا يسيرًا، إنما هي عملية بناء شاقة، وتحتاج إلى جهود مكثفة، ودؤوبة، ومضنية، ولا سيما في أوقات الشدائد والمحن والتحديات الجسام، شأن تلك المرحلة الراهنة الفارقة في تاريخ منطقتنا، وفي تاريخ العالم كله، بل في التاريخ الإنساني المعاصر، حيث صار الإرهاب والتطرف الفكري صناعة وأدوات غزو واحتلال من نوع جديد، ووسائل لإفشال الدول، أو إسقاطها، أو تركيعها، أو السيطرة على قرارها، بل على مقدراتها ومكتسباتها أيًّا كان نوع هذه المقدرات والمكتسبات: اقتصادية أم سياسية أم جغرافية أم ثقافية أم تراثية .

 

وقال: إننا على يقين دائم لا يداخله ولا يخالجه أي شك في أن أهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق ، وأن على أهل الحق ألا يكونوا أقل حماسًا لحقهم وقضاياهم التي يؤمنون بها من حماس أهل الباطل ودعاة الهدم والخراب لباطلهم ، مضيفًا: وإذا كان من حاولوا السطو على ذاكرة أمتنا قد استخدموا المغالطات الدينية والفكرية والثقافية والتاريخية للاستيلاء على هذه الذاكرة، فإن واجبنا مسابقة الزمن لكشف هذه المغالطات وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان أوجه الحق والصواب بالحجة والبرهان من خلال نشر الفكر الوسطي المستنير، في المجال الدعوي والثقافي والتعليمي والتربوي والإعلامي، وإحلال مناهج الفهم والتفكير والإبداع والابتكار محل مناهج الحفظ والتلقين والتقليد، مع اعتبار العمل على خلق حالة من الوعي المستنير واسترداد ذاكرة الأمة التي كانت مختطفة أولوية وواجبًا وطنيًّا على العلماء والمفكرين والمثقفين وقادة الرأي والفكر .

 

وأوضح أنه لا يمكن أن نحصر قضية الوعي في بعدها الديني أو الثقافي فحسب، فالوعي بالوطن يقتضي العمل على بنائه ورفعة شأنه في جميع المجالات: الاقتصادية، والفكرية، والثقافية، والاجتماعية، والإنسانية، وبشتى السبل بالعمل والإنتاج، بالجد والاجتهاد، بالدقة والإتقان، بالتكافل والتراحم، بالإخلاص للوطن، والإخلاص في العمل، بالعلم والفكر، بالثقافة والإبداع، بنشر القيم الإيجابية من الصدق، والأمانة، والوفاء، والرحمة، والتسامح، والتيسير، والمروءة، والنظافة، والنظام، واحترام الكبير، وإكرام الصغير، وإنصاف المظلوم، وإكساب المعدوم، وإغاثة الملهوف، وصلة الرحم، وحسن الجوار، وإماطة الأذى عن الطريق، والحرص على المنشآت العامة والمال العام، والترفع عن الدنايا، والبعد عن سائر القيم السلبية من الكذب، والخيانة، والغدر، والأذى، والبطالة، والكسل، والفساد، والإفساد، والتخريب.

 

واختتم حديثه قائلًا: إن الوعي بالوطن يقتضي الإحاطة والإلمام بما يحاك له من مؤامرات تستهدف إنهاك الدولة، وبخطورة الإرهابيين والعملاء والخونة، والعمل على تخليص الوطن من شرورهم وآثامهم، كما يقتضي أيضًا إدراك عمليات البناء والتعمير التي تتم على أيدي أبناء الوطن المخلصين، مضيفًا أنه مما لا شك فيه أن قضية الوعي بالوطن وبمشروعية الدولة الوطنية، وضرورة دعم صمودها، والعمل على رقيها وتقدمها، أحد أهم المرتكزات لصياغة الشخصية السوية، وأحد أهم دعائم الولاء والانتماء للوطن والحفاظ على مقدراته وكل ذرة من ثراه الندي.

 

ومن جانبه أكد د. أشرف صبحي، أن وزارة الشباب والرياضة بدأت منذ فترة في بناء الوعي بالقضايا الهامة ومنها قضية التعصب الكروي، فقضية بناء الوعي من أهم القضايا التي تناولها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ودائمًا ما يركز على قضية الوعي ، مضيفًا أن وزارة الشباب والرياضة حريصة على نشر مبادرة الوعي من خلال تحسين وتنمية الوعي العلمي، وتطوير وتعزيز المشاركة الوطنية في المسابقات المحلية وتوفير الخدمات الشبابية.

 

من جانبه، رحب الكاتب الصحفي كرم جبر، بالأشقاء السودانيين من الأئمة والواعظات، مضيفًا أن هناك عوامل تواصل كثيرة جدا يصعب حصرها تربط بين أبناء الشعبين فالعلاقات المصرية السودانية ممتدة منذ آلاف السنين ويربطها الدين والثقافة.
 

وأضاف أن حماية الأمن القومي في مصر والسودان مسئولية تقع على عاتق الأئمة وهي أمانة في أعناقهم، من خلال محاربة ومواجهة الأفكار المتطرفة الهدامة، موضحًا أن الأمن القومي السوداني والمصري لا ينفصلان، فالنيل يجري في عروقنا.

 

وأوضح أن قضية الوعي من أهم القضايا التي تمس الأمم، وخاصة أمتنا الإسلامية والعربية والمصرية، مضيفًا أن الوعي يأتي من خلال الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام، والمسلم الحق هو من تسكن داخله روح حب الحياة والجمال والسكينة، فتعاليم الدين الصحيحة تغرس في النفوس هذه المعاني الجميلة لأن المسلم الصحيح لا يرى في الحياة إلا القيم العليا والمعاني السامية فلا تراق الدماء، والدين الإسلامي ليس دين عنف او تطرف ولكن دين محبة وسلام وتقارب بين الشعوب، ورسالة الأديان السماوية حماية الحياة.

 

وأضاف أن علينا جميعا الاصطفاف حول الدولة المصرية والقيادة السياسية، ومواجهة الأفكار الهدامة والتي تحاول الجماعات المتطرفة زرعها بين أبناء الشعب، مثل العلاقة بين الأديان والاوطان لان البعض حاول تصوير أن هناك علاقة عكسية بين الأديان والاوطان وهذا المفهوم يجب إرجاعه إلى المفاهيم الإسلامية الصحيحة، والتأكيد على أن الأديان تحض على حب الأوطان والدفاع عنها والتضحية من أجلها.
 

وأوضح أنه من أخطر القضايا التي يجب مواجهتها بالوعي الصحيح، استغلال الأديان في إشعال الحروب والفتن، بعدما حاولت الجماعات الإرهابية ومازالت تحاول خلق حالة من العداء مع من يختلف معها، ونشر الأفكار السوداء بأن الانتماء لا يجب ألا يكون للوطن بل للخلافة لاستعادة الأمجاد الزائلة، وأشار إلى أنه لو فكرنا قليلًا فسنجد أن الأمجاد التي يريدون الوصول إليها هي أنقاض الأوطان، وخلال مظاهرات تلك الجماعات في سنة حكم الإخوان، شاهدنا الأطفال يتشحون بوشاح كتب عليه "مشروع شهيد"، لذلك كان ضروريًا أن تمتد يد الدولة لدور الحضانة والمدارس الدينية التي تعلم النشء العنف، بعيداً عن مقاصد الإسلام وتعاليمه.

 

وأكد أن مسألة احتواء الجميع تحت مظلة واحدة من أهم الأولويات، فلا تفرقة بسبب الدين، ويجب تصحيح النظرة الخاطئة لأصحاب الديانات الأخرى، لأننا في النهاية سنذهب إلى الله وهو من يحاسبنا، فالحفاظ على العلاقة الطيبة بين المسلمين والأقباط، باعتبار أن الجميع مصريون من أهم ضوابط الأمن القومي المصري، والدرس المستفاد من تجارب من حولنا هو أن سلامة الأوطان تستند على الاحتواء، وأوضح أنه قديماً حاول اللورد كرومر زرع الفتنة بين المصريين وفشل المستعمر وعاد إلى وطنه وقال لهم أني وجدت في مصر مصريين بعضهم يذهب إلى المساجد والآخرين إلى الكنائس.

 

وتابع أن دور الإعلام هو أن يعمل بقوة خلال الفترة المقبلة على دحض الشائعات التي تحاول الجماعة الإرهابية إطلاقها، فالرسالة لا بد أن تكون واضحة وأن المشروعات القومية والنهضة التنموية التي تحدث على أرض مصر تمكنها من الوقوف على قدميها واستعادة مكانتها، مضيقًا أن الإعلام هو حجر الزاوية في بناء الوعي، والمجتمعات تصح بالإعلام الصحيح الواعي، فالإعلام مرآة تعكس ما يدور في المجتمع بمصداقية وحيادية ويلعب دوراً كبيراً في رفع درجات الوعي الصحيح لدى الجمهور، ولا ينفصل عن أهداف الدولة لما له من تأثير كبير بما يجعله شريكًا أساسيًا في إحداث التغييرات المطلوبة، بشرح الحقائق وتزويد الرأي العام بالمعلومات بدلاً من الشائعات، حتى يكون المواطنون فاعلين وشركاء في تنمية المجتمع.