الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. إيمان محمود شاهين تكتب: مفيش أسرة تخلو من المشاكل.. الأسباب والحلول

صدى البلد

 

تُعدّ الأسرة نواة المجتمع البشريّ، والحاضن الرئيسيّ لأفرادها ومصدراً أساسيّاً للسَّعادة والطمأنينة والاستقرار لهم. لكن لا تكاد تخلو أسرةٌ من وجود الخلافات أو المشاكل بين الحين والآخر، فالاختلاف في الآراء من سنن الله تعالى في الخلق، فلقد خلق الله تعالى البشر مختلفين، لكلِّ فرد شخصيّته المستقلّة سماته وميوله الذي يختلف به عن الآخر، فترى الزّوج يحبّ شيئاً لا تحبّه الزوجة وترى الأولاد يرغبون بممارسة أعمال لا يرغبها الأبوين؛ فالمشكلات الأسرىه هي وجود نوع من العلاقات المضطربة بين أفراد الأسرة والتي بدورها تؤدي إلى حدوث التوتُّرات، سواء أكانت هذه المشاكل ناتجة عن سوء سلوك أحد أفراد الأسرة أو الطرفين الرئيسيين فيها، وتؤدي كثرة الشجار والاختلاف بين الأبوين، أو بين الأبناء، أو بين الأبناء والأبوين إلى جعل الأسرة في حالة اضطراب، ويفقد الأبناء هيبة الأسرة واحترامها والانتماء لها؛ و هناك العديد من التصنيفات للمشاكل الأسريَّة، منها:المشاكل النَّفسية والانفعالية: وتعود للتَّباين في حالات أفراد الأسرة المزاجيَّة والعصبيَّة، وطرق انفعالهم اتجاه الظروف المحيطة. المشاكل الثقافية: وهي نتيجة اختلاف الأبوين في العادات والتقاليد تبعاً لاختلاف طريقة نشأة وتربية كلٍّ منهما. المشاكل الاقتصادية: وتكون بسبب تدهور الوضع المالي للأسرة، سواءً بسبب عوامل داخليّة أو خارجية؛ المشاكل الصّحية: مثل الأمراض المزمنة أو الأمراض العارضة التي تواجه أحد أفراد الأسرة. المشاكل الاجتماعية؛ بسبب علاقة الأسرة بأقارب الوالدين وعلاقة الوالدين ببعضهم. مشاكل الأدوار الاجتماعية: وذلك بسبب عدم وضوح دور كل فرد داخل الأسرة، وتعدُّد الأدوار وتصارعها، ممّا يؤدي إلى وجود خلاف داخل الأسرة. أسباب المشاكل الأسريَّة تظهر في معظم الأُسَر أشكالاً عديدةً من المشاكل الأسريَّة؛ سواء كانت بين الأبوين أو بين الأبناء. ومن الأسباب الرئيسيّة في وجود المشاكل بين الأبوين هي عدم فهم طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة من حيث اختلاف الرَّغبات، وطريقة التفكير، والاهتمامات فيما بينهم، وهذا الاختلاف في محلّه، حيث أنَّ العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تقوم على الاختلاف لا على التشابه، وإنّ التركيب العُضويّ والنَّفسيّ عند الرجل مختلف عنده عن المرأة. وإنّ نقص الخبرة والوعي لدى الأبوين بهذه الأمور تؤدي إلى الخلاف بينهم وبالتالي ينعكس سلباً على الأسرة. ومن الأسباب الأخرى للمشاكل الأسريَّة؛ التغير الاجتماعي يحدث العديد من التغيرات الاجتماعية في المحيط الخارجي للأسرة وتتأثر به ،بحيث يتبنى الأبناء قيماً وأفكار متحررة جديدة غيرتلك القيم والعادات تقليدية التي يتبنها الاباء مما يؤدي إلى حدوث الفجوة والصراع بين الأبناء والأبناء ؛ الجهل بخصائص نموّ مراحل العمر المختلفة: حيثُ أنَّ لكلّ مرحلة عمرية خصائصها ومتطلبات التعامل معها، فعدم الوعيّ بهذه الخصائص وكيفة التعامل بكلّ مرحلة سيؤدي لحدوث المشكلات وسينعكس على سلوك أفراد الأسرة؛ التباين الفكري والعاطفي: حيثُ أنّ التغيّر في مشاعر الزوجين بعد الزواج من حبّ وسعادة، واختلاف الخلفية الفكرية والثقافية لدى الزوجين يؤدي إلى حدوث خلاف حول طرق تربية الأبناء واتخاذ القرار ومعاملة الآخرين. الضغوطات الاقتصادية؛ يُعدُّ نقص الموارد المادّيّة للأسرة عائقاً في تحقيق تماسكها وتلبية احتياجاتها المختلفة، وأيضاً فإنَّ وجود الموارد المادّيّة العالية وعدم التخطيط المتوازن لها ينتج عنه خلاف ومشاكل أسرية. خروج المرأة للعمل: يختلف تأثير عمل المرأة من أسرة لأخرى حيث يمكن أن يؤدي الى حدوث صراع في الأدوار واختلاف في سيادة الأسرة وتنسيق المسؤوليات والأولويات والأمور المادية.وصراع في تحقيق توازن بين متطلبات العمل والأبناء والزوج وبين تحقيق ذاتها. ثأثير الأقارب والرُّفقاءفإنّ التأثير السَّلبي للأفراد من البيئة الداخليّة يُسبب المشاكل، سواء من خلال تدخلهم بشؤون أفراد الأسرة أو من خلال تحريض طرف على الآخر.
أساليب علاج المشكلات الأسريَّة إنّ اختلاف وجهات النّظر والتّفكير يؤدّي إلى حالةٍ من التّصادم تختلف شدّتها حسب الطريقة المتبعة في علاجها، هناك أساليب عديدة لحل المشكلات الأسريَّة منها: يجب أن يدرك أفراد الأسرة أنّ هناك قائداً وربّاً لهذه الأسرة يتمثّل في الأبّ والزّوج، وإنّ صمام الأمان للأسرة هو القائد الذي ينبغي للجميع إدراك دوره، حتّى يستطيع حسم الخلافات التي يمكن أن تظهر بين أفراد الأسرةأن يلجأ أفراد الأسرة إلى الحوار الناجح والاستماع والمهارات الإنسانيّة التي تمكّن كلّ طرفٍ من أن يستمع إلى الآخر ويتحاور معه، من أجل حلّ الخلافات والمشكلات التي يمكن أن تحدث، بل ومنع تفاقم تلك الخلافات وتحوّلها إلى صراعٍ وتصادم، كما أنّ الحوار وسيلة ناجحه تمكّن من فهم كلّ طرفٍ للآخر، فيسدّ بذلك كلّ طريق لإساءة الفهم وسوء الظّنّ؛ ألّا يلجأ أفراد الأسرة إلى العنف والشّدّة بل يتحلّى كلّ فردٍ من أفراد الأسرة بخلق الرّفق واللّين في تعاملاته كلّها، فكما قال النّبي عليه الصّلاة والسّلام: (إنَّ الرِّفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلَّا زانه . ولا يُنزعُ من شيءٍ إلَّا شانه)أن
يبتعد أفراد الأسرة عن الغضب، فالغضب لا يأتي بخير، وإنّما هو أصل الشّرور كلّها، واللجوء إلى ضبط الأعصاب.أن تضع الأسرة أسسًاً ومعايير لحلّ خلافاتهم، تُبنى على المنطق والحجّة والبرهان، بعيداً عن تحكيم الهوى والآراء الشّخصيّة، أن تتفق الأسرة على صيغة إدارية للبيت توضح فيها  أدوار كل فرد داخل المنزل؛ فمعرفه الأدوار المنوطه بكل شخص توفر كثير من المشكلات والتشاحنات داخل المنزل؛ وفي النهايه يجب على الزوج والزوجة والأبناء تفهم ان المنزل الذين يقوم علي الشراكة والحب والتعاون ووحده الأهداف هو المنزل الذي يحقق أهدافه المرجوة دون الخوض في كثير من المشكلات المنتشره الان على الساحة.