أصدر الدكتور سلطان الرميثي، الأمين العام لمجمع حكماء المسلمين، البيان الختامي لمؤتمر "إعلاميون ضد الكراهية" والذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين ، بالشراكة مع المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام، في العاصمة الأردنية عمان.
وأكد الرميثي، في البيان الختامي، أننا نؤمن بكرامة النفس البشرية وندرك أن الحفاظ عليها غاية المقاصد ونهايتها ونثمن سعي الإنسان إلى حفظ كرامة أخيه الإنسان، في عصر تتعاظم فيه المسئولية الأخلاقية والإنسانية للصحافيين والإعلاميين.
وأشار إلى أن مجلسُ حكماءِ المسلمينَ عقد مؤتمرَ: "إعلاميونُ ضدَّ الكراهيةِ" بالشراكَةِ مع المركزِ الكاثوليكيِّ للدراساتِ والإعلامِ، على مدارِ يوميْ الإثنين 27 والثلاثاء 28 سبتمبر-أيلول 2021، في العاصمةِ الأردنيةِ عمّان، بِرِعَايَةٍ كريمةٍ من الأمير غازي بن محمد، مستشار الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وبحضور أكثر من مئةِ إعلاميٍّ وإعلاميةٍ من مختلفِ البلدانِ العربيةِ.
وخلص المؤتمر إلى التوصيات الآتية:
أولا: تفعيلُ بنودِ مُدَوَّنَةِ العشرينَ باعتبارها مرجعًا مُؤَطِّراً للقِيَمِ وسُلوكياتِ العملِ الإعلاميِّ والصحفيِّ؛
ثانيا: التأكيدُ على دورِ الإعلامِ في الدفعِ نحو المصالحاتِ، وتقريبُ وجهاتِ النظرِ بين الشعوب العربية، وتكريسُ خطابِ التضامُنِ والتكاملِ مدخلاً لحل الخلافاتِ؛
ثالثا: إيلاءُ اهتمامٍ أكبرَ بالقضايَا الإنسانيةِ، خاصةً في فتراتِ الجوائحِ والأوبئةِ والحروبِ والنزاعاتِ، ودعمُ النازحينَ وضحايَا الحروبِ وأعمالِ العنفِ.. والتنبيهُ إلى مشاكِلِهِم الاقتصاديةِ ومعاناتِهِم اليوميةِ؛
رابعا: تشجيعُ وسائلِ الإعلام المتعددةِ على إحياء "يوم الأخوّة الإنسانية" الـمقرَّرِ من قِبَلِ الأممِ المتحدةِ في الرابعِ منْ شباط من كل عام؛ وكذلك أسبوعُ الوِئامِ بين الأديانِ المقرّر كذلك في الأسبوع الأول من شباط، من خلالِ رعايةِ وتنظيمِ أنشطَةٍ تنشرُ قيم التلاقي والمودةِ بين جميعِ الناسِ.
خامسا: وسعيًا من المشاركين في مؤتمر "إعلاميون ضد الكراهية"، لتحويل الرؤيةِ المشتركةِ لإعلامٍ عربيٍّ قادرٍ على التصدي لخطابِ الكراهيةِ إلى واقعٍ يؤثرُ في حاضرِ ومستقبلِ شعوبِنَا، ويُسهِمُ في تَنمِيَتِهَا وبناءِ نَهْضَتِهَا؛ فإنَّنَا ندعوا إلى تأسيسِ "ائتلافٍ إعلاميٍّ عربيٍّ" يَعْمَلُ على تفعيلِ مُدَوَّنَةِ العشرينَ والاستفادةِ من المواثيقِ المشابهةِ؛ محليةً كانت أو دوليةً.
وقال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، إن الدعوةَ لإطلاقِ هذا الائتلافِ من عمّان، يحملُ الكثيرَ من الدلالاتِ التاريخيةِ والإنسانيةِ والدينيةِ؛ فلقد كانت هذه الأرضُ ملتقَى الأديانِ، ومنها مرَّ الأنبياءُ، وعليهَا نُزِّلَتِ الرسالاتُ، وفيها دُفِنَ الصحابةُ والقديسونَ، وفي تاريخها الحديثِ مَثَّلَتِ المملكةُ الأردنيةُ الهاشميةُ منذ تأسيسها قبل 100 عامٍ نموذجًا للاعتدالِ والتسامحِ، ورمزًا للسلامِ والتعايشِ العالميِّ، من خلال مواقِفِها الإنسانيةِ والاجتماعيةِ والدينيةِ، ووقوفِها إلى جانبِ القضايا العادلَةِ حولِ العالم.
وتابع: إن مجلسَ حكماءِ المسلمين والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام وجميع المشاركين من الإعلاميين والإعلاميات؛ إذ يهنئونَ المملكة الأردنية الهاشمية بمناسبة مئوية تأسيسها، فإنهم يتوجهونَ للأسرة الأردنية الواحدةِ، حكومةً وشعبًا، بقيادةِ الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، ولراعي المؤتمرِ؛ الأمير غازي بن محمد الأكرم، بالشكر والتقدير على دعمهِم لرسالةِ المؤتمرِ ومجلسِ حكماءِ المسلمينَ والمركزِ الكاثوليكيِّ وأهدافِهِما في تعزيز ِالعيشِ المشتركِ، ومواجهةِ التطرفِ والعنصرية والتمييز، وعلى تقديمِ كل السبلِ اللازمةِ لإقامةِ هذا المؤتمر وإنجاحِهِ في العاصمةِ الأردنيةِ عمّان، وصولًا إلى تأسيس الائتلاف العربي الإعلامي المناهض للكراهية، وهو ما عمَّقَ القناعاتِ الراسخةَ لدى جميع المشاركينَ بضرورةِ الاستفادةِ من البيئةِ الأردنيةِ الخصبةِ في مجالِ الوئامِ الدينيِّ لمزيد من المشاريعِ والتجاربِ الخادمةِ لتعزيزِ الأخوة الإنسانيةِ.