الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بأمر من السادات.. حكاية ابتهال مولاي والخلطة السحرية بين النقشبندي وبليغ حمدي

النقشبندي - ابتهال
النقشبندي - ابتهال مولاي

ربما لا يختلف الكثيرون على أن ابتها "مولاي إني ببابك قد بسطت يدي" من أجمل ما قُدم من ابتهالات وأناشيد دينية في التراث المصري، من حيث الصوت والأداء والكلمات واللحن والروحانية التي اعترت من ابتهل وتعتري من يسمع.

كلمات ابتهال مولاي 

أنشودة مولاي إني ببابك، من كلمات الشاعر عبد الفتاح مصطفى، وأدّاها قيثارة السماء الشيخ سيد النقشبندي، بينما الألحان كانت للعبقري بليغ حمدي.

وكلمات الإبتهال: مَوّلاى إنّى ببابك قَد بَسطتُ يَدى.. مَن لى ألوذ به إلاك يا سَندى؟.. أقُوم بالليّل والأسّحار سَاهية.. أدّعُو وهَمّسُ دعائى.. بالدموع نَدى.. بنُور وجهك إنى عائد و جل..ومن يعد بك لَن يَشّقى إلى الأبد..مَهما لقيت من الدُنيا و عَارضها..فَأنّتَ لى شغل عمّا يَرى جَسدي.. تَحّلو مرارة عيش رضاك.. و مَا أطيق سخطاَ على عيش من الرغد.. من لى سواك..؟ و من سواك يرى قلبي؟.. ويسمَعُه كُل الخلائق ظل فى الصَمد.. أدّعوك يَاربّ فأغّفر ذلّتى كَرماً.. و أجّعَل شفيع دعائى حُسن مُتَقدّي.. وأنّظُر لحالي..فى خَوّف و فى طَمع.. هَلّ يرحم العَبّد بعد الله من أحد؟.. مَوّلاى إنّى ببابك قَد بَسطتُ يَدي..مَن لى ألوذ به إلاك يا سَندي؟".

بأمر السادات

الغريب في قصة اتهال النقشبندي، أنه جاء بأمر من الرئيس محمد أنور السادات عندما كان رئيسًا لمجلس الأمة، حيث كانت ترطه علاقة صداقة مع النقشبندي، وطلب من الإذاعي الكبير وجدي الحكيم في أحد المرات أن يسمع النقشبندي ينشد من ألحان بليغ حمدي.

يحكي الإذاعي وجدي الحكيم أنه خطط مع السادات لاقناع النقشبندي بالتعاون مع بليغ حمدي، حيث رفض النقشبندي في البداية قائلًا له " يا حكيم ماينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة"، ووافق محرجًا قبل أن يتراجع مرة أخرى ويخبر وجدي الحكيم: "على آخر الزمن يا وجدى “هاغنى ؟”.

وكان النقشبندي عالما بالمقاقمات الموسيقية وقادر على تلحين كلماته في ابتهالاته، لكنه لم يكن يتخيل أن بليغ سيضيف له بهذا الشكل.

العمامة.. كلمة السر 

وفي النهاية حتى لا يغضب وجدي الحكيم والنقشبندي، الرئيس محمد أنور السادات، وحتى لا يكن الموقف محرجًا لبليغ حمدي أقنع الحكيم النقشبندي على الجلوس نصف ساعة فقط مع بليغ، وكانت كلمة السر، العمامة، اذا دخل وجدي الحكيم ولازال النقشبندي يرتدي العمامة فهو غير مقتنع بالتعاون مع بليغ ويتم التحجج بعطل فني في الاستودية وانهاء اللقاء.

يحكي وجدي الحكيم، أنه دخل بعد نصف ساعة فوجد الشيخ النقشبندي قد خلع العمامة والجبة والقفطان، وقال لي: "اقعد يا وجدي .. بليغ دة جن". 

وكانت أنشودة النقشبندي، مولاي إني ببابك هي باكورة التعاون بين قيثارة السماء وبليغ حمدي الذذي لحن له ابتهالات أخرى بعد ذلك.