الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لنشر السلام وبناء المجتمعات.. جولات شيخ الأزهر في آخر خمس سنوات

شيخ الأزهر وبابا
شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان

صولات وجولات لشيخ الأزهر الشريف في العديد من دول العالم، فلم ينته من هذه الزيارة إلا وقد أعد لما بعدها في دولة أخرى، هنا يدافع عن قضية وهناك ينهي أزمة ، والقاسم المشترك بين هذه الجولات هو نشر السلام وتصحيح الأفكار المتطرفة والحفاظ على المجتمعات وبناء الإنسان أيا كان دينه أو معتقده.

 

تمثلت آخر جولة للإمام الأكبر،  في التوقيع على وثيقة نداء مشترك بين القادة الدينيين المشاركين في قمة قادة الأديان من أجل التغير المناخي، والتي عقدت في الفاتيكان، تمهيدا لمؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ.

 

وفي هذا الإطار نرصد في هذا التقرير أبرز جولات شيخ الأزهر في آخر خمس سنوات، وجهوده في السلام العالمي.

 

جولات شيخ الأزهر 2017

 

شهد العام 2017م نشاطاً مكثفا لـ "الإمام الأكبر" على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وارتكزت كل زياراته وتحركاته الداخلية والخارجية على أهداف رئيسة، تتمثل في نشر السلام العالمي، ومواجهة التطرف، ونصرة القضايا الإنسانية العادلة، وقد شهد العالم بأهمية دور فضيلة الإمام الأكبر وتأثيره في الحد من التطرف، والإسهام في إرساء السلام، وهو ما أكدته العديد من الشخصيات والقيادات والمؤسسات السياسية والدينية العالمية.

 

وتجلى هذا التأثير الكبير في اختياره الشخصية الإسلامية الأكثر تأثيرا في العالم للعام الثاني على التوالي، وبات العالم يدرك الدور المحوري للأزهر في مواجهة الإرهاب وترسيخ السلام العالمي؛ ولذلك شهدت مشيخة الأزهر الشريف توافد العديد من الشخصيات والقيادات السياسية والدينية في العالم، بما يؤكد الدور المحوري والمهم للأزهر الشَّريف على مختلف المستويات.

 

والتقى شيخ الأزهر مع البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، مرتين الأولى في القاهرة والثانية في روما هذا العام، هما اللقاءان الأبرز والأهم خلال هذا العام، باعتبارهما يمثلان أكبر مؤسستين دينيتين في العالم، وخلال اللقاءين كان العنوان الرئيس هو التأكيد على العمل المشترك من أجل السلام الشامل بين جميع البشر.

 

وفي ضوء الانخراط القوي والبارز للأزهر الشريف في محاربة الإرهاب، حرصت العديد من الدول الأوروبية على توثيق علاقاتها بالأزهر الشَّريف، وشهدت مشيخة الأزهر بالقاهرة توافد العديد من الشخصيات والوفود الغربية للقاء فضيلة الإمام الأكبر، من أبرزهم: المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووفد من مجلس الشيوخ الإيطالي، ومسؤولون معنيون بمكافحة الإرهاب من أستراليا، وألمانيا، بولندا، وقد أكدت كل هذه الوفود حرصها على التعاون مع الأزهر الشريف في مجال مكافحة التطرف، ونشر مفاهيم الوسطية والاعتدال، كما أشادت بجهود فضيلة الإمام الأكبر وخطابه العالمي الذي أسهم في تصحيح صورة الإسلام وتبرئته من ممارسات التنظيمات الإرهابية.

 

أما لقاء الإمام الأكبر برئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير نهاية 2017م، فقد ركز الإمام الأكبر فيه على رفضه للقرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني واستنكاره نقل السفارة الأمريكية إليها، وتأكيده أن هذا القرار سيقود إلى عدم الاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.

 

بالإضافة إلى زيارة إيطاليا، توجه الإمام الأكبر إلى ألمانيا مرتين خلال هذا العام، الأولى كانت في شهر مايو؛ لحضور احتفالية حركة الإصلاح الديني بمناسبة مرور 500 عام على تأسيسها، وخلال هذه الزيارة التقى فضيلته بالعديد من القيادات الألمانية، أما الزيارة الثانية فتمت في سبتمبر الماضي، والتقى خلالها فضيلة الإمام الأكبر مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما ألقى الكلمة الرئيسة في مؤتمر "طرق السلام".

 

جولات شيخ الأزهر 2018 


· البرتغال ( 14 مارس 2018)
زار فضيلة الإمام الأكبر جمهورية البرتغال في 14 مارس 2018؛ تلبية لدعوة من رئيسها "مارشيلو دي سوزا"، واستهل شيخ الأزهر تلك الزيارة بلقاء عدد من سفراء الدول العربية والإسلامية وأعضاء الجالية الإسلامية في لشبونة، ثم التقى فضيلته السيد/ إدواردو فيرو رودريغيز، رئيس البرلمان البرتغالي، بمقر البرلمان، والرئيس/ مارسيلو ريبيلو دي سوزا، بمقر الرئاسة في لشبونة، كما التقى بوزير الخارجية البرتغالي، اوجستو سانتوس سيلفا، بمقر وزارة الخارجية، كما زار الإمام الأكبر الجامعة الكاثوليكية بلشبونة حيث ألقى كلمة حول "سؤال القيم الدينية وأزمة المجتمعات المعاصرة". 
 

موريتانيا (17 مارس 2018)

جاءت هذه الزيارة ضمن جولة خارجية للإمام الأكبر شملت كذلك جمهورية البرتغال، واستهل فضيلته زيارته للعاصمة الموريتانية نواكشوط، التي استمرت 3 أيام، بزيارة رئاسة المجلس الأعلى للإفتاء والمظالم وإذاعة موريتانيا وقناة المحظرة العلمية.
وألقى شيخ الأزهر الكلمة الافتتاحية في الندوة العلمية التي تم عقدها مع كبار علماء الدين في موريتانيا، تحت عنوان "واجب العلماء للتصدي لظاهرتي التطرف والانحراف الفكري"، ثم استقبل فضيلته بإقامته بقصر الضيافة الموريتاني، عددًا من سفراء الدول العربية والإسلامية، وعددا من أبناء الجالية المصرية في موريتانيا.
 

إندونيسيا (30 أبريل 2018)
استغرقت زيارة الإمام الأكبر إلى إندونيسيا أربعة أيام، التقى في بدايتها بالرئيس الإندونيسي "جوكو ويدودو"، الذي حرص على استقبال فضيلته في شرفة القصر الرئاسي في جاكرتا، حيث عُقِدا لقاء ثنائيًا بين الرئيس الإندونيسي والإمام الأكبر، أعقبه جِلسَةَ مباحثاتٍ موسعة بحضور عدد من كبار المسئولين الإندونيسيين والوفد المرفق لشيخ الأزهر. كما أقام نائب رئيس جمهورية إندونيسيا "محمد يوسف كالا"، مأدبةَ عشاءٍ ترحيبًا بالإمام الأكبر.
وفي اليوم الثاني للزيارة ألقى شيخُ الأزهر الكلمةَ الرئيسية في افتتاح اللقاء التشاوري العالمي حول وسطية الإسلام، بحضور الرئيس الإندونيسي، ثم توجه فضيلته، مستقلا الطائرة الخاصة بنائب الرئيس الإندونيسي، إلى مدينة سولو، حيث ترأس المؤتمر العام لخريجي الأزهر في إندونيسيا الذين يقدر عددهم بأكثر من 30 ألف خريج، يتقلدون العديد من المناصب الرفيعة في البلاد.
 

سنغافورة (3 مايو 2018)
زار فضيلة الإمام الأكبر جمهورية سنغافورة، ضمن جولة آسيوية شملت كذلك كلا من إندونيسيا وسلطنة بروناي، واستغرقت الزيارة 3 أيام، وحظيت بحفاوة كبيرة من كبار المسئولين في سنغافورة، حيث عقد "تيو تشي هين"، رئيس الوزراء السنغافوري، مأدبة عشاء على شرف الإمام الأكبر، ثم استقبلته رئيسة الجمهورية "حليمة يعقوب" في القصر الرئاسي في اليوم الثاني للزيارة، تلا ذلك مأدبة غداء أقامها "تيو تشي هين"، نائب رئيس الوزراء، للترحيب بفضيلة الإمام الأكبر، كما خصصت الحكومة السنغافورية بعثة شرف لمرافقة الإمام الأكبر، يترأسها د. محمد مالكي عثمان، كبير وزراء الدولة لشئون الخارجية والدفاع. 


· سلطنة بروناي (5 مايو 2018)
جاءت زيارة الإمام الأكبر إلى سلطنة بروناي في ختام جولته الآسيوية، التي شملت كذلك إندونيسيا وسنغافورة، وقد التقى فضيلته مع "حاج/ حسن البلقية"، سلطان بروناي، حيث أعلن فضيلته عقب اللقاء، أنه جرى الاتفاق على إقامة فرع للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر في سلطنة بروناي، وعلى إقامة مركز لتعليم اللغة العربية، وتخصيص 30 منحة لطلاب بروناي للدراسة في الأزهر، وتعيين مفتي بروناي عضوا في مجلس حكماء المسلمين.

 

بريطانيا (يوليو 2018)
استهل فضيلة الإمام زيارته بلقاء الملكة إليزابيث الثانية، ملكة المملكة المتحدة، في قلعة وندسور التاريخية. كما ترأس فضيلته وكبير الأساقفة جولة الحوار الثالثة بين الأزهر والكنيسة الإنجليكانية. كما التقى بالشباب المشاركين في "منتدى شباب صناع السلام"، الذي نظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين وأسقفية كانتربري، وضم 50 شابا، نصفهم من الغرب والنصف الآخر من الشرق.


· كازاخستان (أكتوبر 2018)
توجه فضيلة الإمام الأكبر إلى كازاخستان، أكبر جمهوريات وسط آسيا، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس "نور سلطان نزارباييف" للمشاركة في افتتاح الدورة السادسة لمؤتمر زعماء الأديان، وفي مستهل الزيارة قلدت جامعة "أوراسيا الوطنية" أكبر جامعات كازاخستان، الإمام الأكبر، درجة الدكتوراة الفخرية، في حفل كبير شارك فيه عمداء وأساتذة وطلاب الجامعة، وحشد من النخب والشخصيات الدينية والفكرية والثقافية في كازاخستان. 
 

أوزبكستان (أكتوبر 2018)
استهل فضيلة الإمام الأكبر زيارته بلقاء الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف، الذي أشاد بالدور المهم للأزهر الشريف في التعبير عن وسطية الإسلام وسماحته، وأعلن شيخ الأزهر سلسة خطوات لدعم التعاون بين الأزهر وأوزبكستان، تشمل زيادة عدد المنح المخصصة لطلاب أوزبكستان، وتدريب الأئمة الأوزبكيين على كيفية التصدي للأفكار المتطرفة، واستضافة عدد من الطلاب لدراسة اللغة العربية في الأزهر. 
 

إيطاليا (أكتوبر 2018)
توجه فضيلة الإمام الأكبر إلى مدينة بولونيا الإيطالية، لحضور مؤتمر "الأديان.. والثقافة والحوار"، حيث ألقى فضيلته كلمة خلال الجلسة الرئيسية، كما زار فضيلته جامعة بولونيا، أقدم وأعرق جامعات أوروبا، حيث قلدته الجامعة وسام "السجل الأكبر" وهو أرفع وسام تمنحه جهة أكاديمية لعدد من الزعماء السياسيين والدينيين والمفكرين والعلماء.
وتوجت زيارة فضيلة الأمام لإيطاليا باللقاء الذي جمعه بقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وكانت تلك هي القمة الرابعة بين أكبر زعيمين دينيين في العالم.

 

الإمارات العربية المتحدة (نوفمبر 2018)
توجة فضيلة الإمام الأكبر إلى العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، للمشاركة في "ملتقى تحالف الأديان.. كرامة الطفل في العالم الرقمي"، حيث ألقى فضيلته الكلمة الرئيسية في المؤتمر، وذلك بحضور زعماء للعديد من الأديان والطوائف من مختلف أنحاء العالم، وأكد خلالها أن الإسلام له السبق في سن تشريعات هي الأشمل والأوفى بمصلحة الطّفل وحقوقه، لافتا إلى أن شريعة الإسلام تقضي للأمّ المسيحية أو اليهودية بحضانة الطفل المسلم ولا تقضي لأبيه وأسرته المسلمة بحضانته، وأنه لا خلاف بين علماء الإسلام في تحريم الجرائم التي ترتكب بحق الأطفال تحريما قاطعا، أو التشجيع عليها بأيّة صورة من الصور أو وسيلة من الوسائل.
 

المملكة العربية السعودية (ديسمبر 2018)
بدأ فضيلة الإمام الأكبر زيارته للأراضي السعودية من مكة المكرمة بأداء مناسك العمرة، ثم توجه بعد ذلك إلى العاصمة السعودية الرياض، والتقى فضيلته العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية، وعددا من كبار علماء الدين السعوديين.

 

جولات شيخ الأزهر 2019 


الإمارات العربية المتحدة (فبراير 2019)
خلال الفترة 3-5 فبراير 2019، توجه فضيلة الإمام الأكبر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لاستكمال ما بدأه في سبيل تعزيز التعايش السلمي والحوار بين اتباع الديانات، حيث التقي البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، في لقاء تاريخي يرسخ لقيم السلام والحوار، ووقع الجانبان "وثيقة الأخوة الإنسانية" من أجل السلام العالمي، وتزامنت الزيارة مع انعقاد المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية، الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين بهدف مواجهة التطرف الفكري.



العاصمة الإيطالية روما (نوفمبر2019 )  
خلال الفترة 14-15 نوفمبر(2019)  توجه شيخ الأزهر العاصمة الإيطالية روما؛ للقاء قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية ، والمشاركة في أعمال مؤتمر قمة قادة الأديان تحت عنوان "تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي"، بالمقر الرئيسي للأكاديمية البابوية للعلوم بالفاتيكان، والذي شارك في فعاليات هذا المؤتمر أكثر من ٨٠ شخصية عالمية من قادة الأديان، ومتخصصين في الاقتصاد وعلم النفس والاجتماع وممثلين عن منظمات محاربة جرائم العنف ضد الأطفال، وتناول المؤتمر عددا من المحاور، أبرزها، مفهوم كرامة الطفل في العالم الرقمي، والإجراءات اللازم اتخاذها من الشركات والمنظمات غير الحكومية للحد من الاعتداء على الأطفال واستغلالهم عبر شبكة الانترنت، والدور المنوط بقادة الأديان في حشد المجتمع الدولي لمكافحة هذه الظاهرة المستجدة.

 

وفي عام 2020، منحت دولة ماليزيا، شيخ الأزهر، جائزة الشخصية الإسلامية الأكثر تأثيرا في العالم لعام 2020.

 

جولات شيخ الأزهر 2021

وأخيرا في أكتوبر الجاري، وقع فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على وثيقة نداء مشترك بين القادة الدينيين المشاركين في قمة قادة الأديان من أجل التغير المناخي، والتي عقدت اليوم الاثنين في الفاتيكان، تمهيدا لمؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ.

 

وتضمن النداء المشترك الذي أطلقه القادة الدينيون رسالة إلى المشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ الشهر المقبل (COP26) والذي يعقد بمدينة غلاسكو بأسكتلندا، بضرورة تقديم حلول ملموسة لإنقاذ كوكب الأرض من "أزمة بيئية غير مسبوقة"، والعمل بجد نحو تفعيل سبل التضامن بين الدول النامية والدول الأكثر تقدما للحد من مخاطر التغير المناخي، وتفعيل القيم الأخلاقية المشتركة في كافة الأديان للتصدي لهذه الأزمة الملحة.