الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

واعظة بالأوقاف: الهجرة النبوية مثلت لحظة فارقة في حياة النساء

الهجرة النبوية
الهجرة النبوية

تحل اليوم الـ 27 من صفر، ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، حيث لا تزال دروس وعبر ومواعظ تلك الهجرة النبوية الشريفة قائمة إلى قيام الساعة، ومنها تلك المواقف التي أعطت فيها النساء دروساً لأقارنهن في التطبيق العملي بأن النساء شقائق الرجال ولا فرق بينهن وبين الرجال إلا بالتقوى.

 

لحظات فارقة في حياة النساء

وقالت الداعية فاطمة موسى الواعظة بالأزهر الشريف والأوقاف، إن الهجرة لم تكن لحظة فارقة في الدعوة الإسلامية فحسب بل كانت الهجرة لحظة فارقة في حياة النساء، فكان سيدنا عمر يقول : واللَّهِ إنْ كُنَّا في الجَاهِلِيَّةِ ما نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أمْرًا، حتَّى أنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ ما أنْزَلَ، وقَسَمَ لهنَّ ما قَسَمَ.

 

ولفتت " موسى" في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” إلى أن الله عزوجل قال في كتابه العزيز (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) سورة النجم ). وقال تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) سورة القمر )، فما حدث أي حدث خلال الهجرة إلا وكان مقدراً وله مغزى مهم نهتدى به فى عصرنا هذا وحتى يوم القيامة.

 

وحول اللحظات الفارقة في تاريخ النساء إبان الهجرة، قالت:" لم تكن المرأة في عهد النبوة هذه المرأة الضعيفة التي تقلبها الظروف كيفما تشاء ولكنها أمرأة صاحبة عقل ناقد وتصميم،  ليست تابعة فنجد فتاة كدرة بنت أبى لهب ابنتة عم رسول الله خرجت من بيت يملؤه الحقد والكره على رسول الله وبالرغم من ذلك نجد أنها آمنت في أشد الأوقات اضطهادا للدعوة وهاجرت من مكة للمدينة وحيدة".

وتابعت: "رأينا إمرأة كالسيدة أم بركة أم أيمن لما هاجرت أمست بالمنصرف دون الروحاء فعطشت وليس معها ماء وهي صائمه فجهدها العطش فدلى عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض فأخذته فشربت منه حتى رويت فكانت تقول ما أصابني بعد ذلك عطش ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر فما عطشت بعد تلك شربه وتكمل حديثها وتقول وإن كنت لأصوم فى اليوم الحار فما أعطش، وكذلك السيدة أم سلمة هاجرت وحيدة بولدها الطفل الصغير ، فعندما أمر النبي أتباعه بالهجرة إلى المدينة المنورة حوالي سنة 622م بسبب ما كانوا يلاقونه من أذى وعذاب من زعماء قريش خاصة بعد وفاة أبي طالب. 

 

ولما أراد أبو سلمة وأم سلمة الهجرة إلى المدينة مع ولدهما سلمة، انتزع أهل أبي سلمة من أبي سلمة ولده وقالوا: اذهب أنت وحدك وليس لك من الابن شيء فإنه منا. وكذلك انتزع منه أهل أم سلمة أم سلمة، وقالوا: ليس لك منها شيء. وكان أبو سلمة رجلًا قوي الإسلام، راسخ العزم، فأبى إلا أن يهاجر إلى المدينة المنورة، فأخذ سبيله إلى الله والرسول، وبقيت أم سلمة في مكة، وكانت تخرج كل غداة وتجلس بالمكان الذي كانت فارقت فيه زوجها، وما زالت تبكي طوال السنة، حتى رقّ أهلها لحالها، وتركوها تلحق بزوجها إلى يثرب.

 

ثم خرجت أم سلمة مهاجرة إلى المدينة وخرج معها عثمان بن أبي طلحة حامل مفاتيح الكعبة وكان يومئذ كافرًا. فكان ينزل بناحية منها إذا نزلت، ويسير معها إذا سارت، ويرحل بعيرها وينتحي إذا ركبت، فلما نظر إلى نخل المدينة قال لها هذه الأرض التي تريدين. ثم سلم عليها وانصرف".

 

وشددت الداعية بالأوقاف على أننا نجد في هذه الأحداث نساء كان لهن إيماناً راسخاً وعزيمة صادقة وتوكل على الله لا مثيل، فعلن ما قد يخشاه بعض الرجال وهى الهجرة إلى المدينة في وقت كان السفر مهلكا فى صحراء جرداء معرَضين لكل أنواع الصعاب من وحوش ضارية أو حتى عطش حتى الموت ولكن الله من توكل عليه وجعل رضاه أقصى أمانيه كان النجاح حليفة".