الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصطلح طبي في الأصل.. ما معنى كلمة نوستالجيا وما علاقتها بالحنين إلى الماضي

نوستالجيا
نوستالجيا

ارتبط ظهور كلمة نوستالجيا مع تقادم الزمن وبث ذكريات جيل الثمانينيات التي مثلت له فترة التسعينيات - بكل ما تحمله من أحداث وفن وثقافة وطفرة في الموسيقى والغناء - حنينًا وذكريات لجيلٍ اصطد بالتطور التكنولوجي الهائل وعصر السرعة.

معنى الكلمة وأصلها 

في القرن السابع عشر استخدم طالب الطب السويسري هانس هوفر كلمة نوستالجيا التي تعود إلى اللغة الإغريقية لوصف الألم النفسي الناجم عن الحنين للعودة إلى الماضي.

وتتكون كلمة نوستالجيا من شقين، الكلمة الإغريقية «نوستوس» (Nóstos)، وتعني رحلة العودة، و«ألغوس» (álgos)، وتعني الألم والحزن.

وعرّف طالب الطب السويسري مصطلح النوستالجيا بأنه «مرض ناجم عن التعلق المفرط بموطن بعيد».

ولم يكن مصطلح النوستالجيا في البداية يتبادر إلى الأذهان بهذا الشعور الممتزج بالحنين والرومانسية والتعلق بالذكريات الجميلة، حيث كان يُعتقد أنه مرض نفسي يحصد الأرواح، وقيل إن النوستالجيا ( ألم الرغبة في العودة للماضي ) كان يجعل العقل مشغولًا طوال الوقت رافضًا زمنه الحقيقي وموطنه الكائن فيسحب العقل الدم من أجهزة الجسم فيموت المريض.

كيف تغير معنى الكلمة واستخدامها ؟

 في أواخر القرن الثامن عشر بدأ مصطلح نوسالجيا يتوسع من حيث الاستخدام، وبدأت الكلمة التي ظهرت كمصطلح مرضي في البداية تتعلق بالحنين لأي مكان أو أي زمان بعيد، حيث كان يستخدمه في الغالب السكان الأصليين.

وكان المصطلح مرتبطًا بالتجمعات البشرية الأصلية داخل أوروبا التي كانت تطالها الحداثة شيئًا فشيئًا فتأخذ من عاداتهم القديمة وتقاليدهم المألوفة فكانوا يصفون حنينهم إلى الماضي بالـ نوستالجيا.

ويقول ماركوس ناتالي الباحث في الأدب: «هنا انتهت حياة الكلمة في المجال الطبي. فمجموعة الأعراض التي كانت مرتبطة بها في السابق، أُدرِجت تحت فئات تشخيصية أخرى، وأصبحت مرتبطة في وقت لاحق بالاكتئاب».

ومن هنا بدأ الارتباط الطبي بكلمة نوستالجيا يختفي ليصبح لها معنى جديدًا وهو « الحنين إلى الماضي ».

نوستالجيا جيل التسعينات 

الـ نوستالجيا ليس لها زمان أو مكان محدد، حيث ترتبط بذكريات وحنين كل شخص تجاه الأزمنة والأمكنة التي يحن إليها بعد غربة او حداثة.

وظهرت الكلمة في مصر مع التطور الهائل في الاتصالات ونوع الموسيقى والتقنيات السينمائية الحديثىة التي بدأت معها تتلاشى موسيقى الجيل في التسعينات، ويخفت نجم لطالما تربى عليه الكثيرون من أبناء هذا الزمان من مواليد السبعينيات والثمانينيات.

أكثر استخدامات الكلمة كانت للترويج لـ التراكات الموسيقية القديمة والمشاهد الكلاسيكية الباقية في الذاكرة، وذلك على مواقع المشاهدة والاستماع التي وجدت من الكلمة مطلبًا لدى الجميع حتى أصبحت مستساغة على الألسنة وقريبة من القلوب.