الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد فتحي اسماعيل يكتب: ما بين كيروش والبدري خيط رفيع

صدى البلد

المتابع لمسيرة حسام البدري التدريبية بدءا من مقعد الرجل الاول بالنادي الاهلي خلفا للساحر مانويل جوزيه مرورابالمريخ السوداني وانبي ثم مدربا للمنتخب الاوليمبي ثم اهلي طرابلس بالاضافة الى لحظات ادارية عابرةولاحقا مدربا للمنتخب الوطني الأول حتى إقالتهمع بداية شهر سبتمبر2021 يرى وبكل وضوح حجم المعاناة التي يعانيها اللاعبون بشكل عام والنجوم بشكل خاص في علاقتهم مع البدري ومدى تأثير تلك العلاقة على اداؤهم النفسي في الاندية والمنتخبات التي دربها البدري رغم تحقيقه لبعض البطولات وبأداء فني عالي خصوصا مع النادي الأهلي.

فبالرغم من تصدر المنتخب لمجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم تحت قيادة البدري الا ان الحالة العامة جماهيريا ورياضيا ظلت فاترة بل متأزمه مع كل ظهور للبدري في الاعلام نظرا لتجهمه الدائم دون سبب وطريقة تعامله السيئة مع اللاعبين خلال المباريات والتدريبات، وهو ما ظهر جليا في حالة الرضا العام بعد اقالة البدري من تدريب المنتخب الوطني وهي بنفس المقدار لحالة السخط العام التي اصابت الجماهير بعد تعيين البدري مدربا للمنتخب خلفا للمدرب المكسيكي خافيير اجيري.

في السابع من سبتمبر-2021 وبدون مقدمات أعلن اتحاد الكرة المصري التعاقد مع المدرب البرتغالي كارلوس كيروش خلفا للبدري المقال، لعب كيروش مع المنتخب ثلاث مباريات حتى الآن، مباراة ودية أمام منتخب بينين انتهت بفوز المنتخب بهدفين مقابل لاشيء سجلهما المهاجم الدولي محمد شريف، اتبع ذلك مباراتي ليبيا بالتصفيات والتي قرر فيها كيروش الاستغناء مؤقتا عن هداف الدوري المصري والمنتخب محمد شريف بالاضافة الى قفشة لاعب الاهلي وافضل صانع لعب بالدوري المحلي وهو ما اثار استهجان الجماهير المصرية دون اثارة السخط، وما تبع ذلكفي الظهور الرسمي الاول لكيروش مع المنتخب المصري بالفوز الباهت على ليبيا في القاهرة بهدف الموهوب الوافد الجديد عمر مرموش إكتشاف الجهاز الفني لكيروش والذي سجل حضوره الاول للمنتخب كلاعب وهداف، واخيرا مباراة المنتخب مع ليبيا في طرابلس والفوز على المنتخب الليبي في عقر داره بثلاثية تاريخية بعد مرور عشرون عاما من اخر انتصار للمنتخب المصري على المنتخب الليبي في طرابلس، فوز تحقق بأداء أفضل ونتيجة أكبر من لقاء القاهرة، والاهم من ذلك ظهور اللاعبين بحالة نفسية جيدة وبراحة كبيرة داخل الملعب وهو ما استدعى كيروش في المؤتمر الصحفي بالقول "أنني لم أقم بأي أمور سحرية في المنتخب المصري، الروح كانت موجودة بالفعل في قلوب اللاعبين، لقد استطاعوا التحرر أكثر وكانوا يستمتعون بالتدريب واللعب وهذا أعطاهم حرية أكبر لكي يعبروا عن أنفسهم".

وحقيقة الامر لقد صدق الرجل في كل كلمة قالها فكيروش حتى الان لم تظهر فلسفته الكاملة على اداء المنتخب وانما ظهر فهمه وتأثيره النفسي على لاعبي المنتخب وهي نفس المدرسة التي يبرع بها المدربون البرتغاليون بالاهتمام بالعامل النفسي للاعبين داخل وخارج الملعب وهو ما فشل فيه البدري خلال مساره التدريبي.

 

تحرر اللاعبون نفسيا اعطاهم الحرية في الابداع الفني واتخاذ القرارات الصحيحة خلال المباريات واظهر الجودة التي يتمتع بها اغلب لاعبوا المنتخب.

 

يبقى القول أن على الجماهير المصرية الصبر على المدرب البرتغالي لتطبيق فلسفته الكاملة على المنتخب فالرجل الاول لم يكمل حتى الان سوى شهر واحد من مدة تعاقده، والقادم أفضل بإذن الله.

 

الكورة للجماهير.