EN 
تُعد سرايا «العُمدة العطافى»، الواقعة فى قلب مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، واحدة من أعرق السرايات، وظلت جدرانها خلال سنوات عديدة، حتى عهد قريب، شاهدة على التاريخ، وتحكى أسراراً عديدة بعد أن احتضنت الكثير من الأحداث.
السرايا أُنشئت فى عام 1917م، ومرّ على تاريخ إنشائها نحو 104 أعوام، ورغم مرور كل هذه العقود على هذا الصرح التاريخى الكبير إلى أنه الآن أصبح آيلاً للسقوط، حيث لم يطرأ على السرايا أى تجديد أو تطوير طوال هذه السنوات الطوال.
ويرجع تاريخ إنشاء سرايا «العُمدة العطافى» إلى عام 1917م، وشيدت على الطراز الإيطالى الكلاسيكى، وعُرف مُحيط السرايا لاحقاً بـ«حى العطافى»، نسبةً إلى مالك السرايا وهو «العُمدة العطافى المنشاوى»، والذى يُعد أحد الشخصيات المُؤثرة التى تولت مقاليد الحُكم المحلى فى مركز ومدينة بيلا أوائل القرن العشرين.
السرايا التى مرّ على تاريخ إنشائها 104 أعوام، تقع على مساحة 1150 متراً مربعاً، وتتكون من بدروم، وطابقين علويين، كل طابق يحتوى على 8 غُرف، ودورتى مياه، وصالة استقبال كبيرة، ويُحيط بالسرايا سور، وحديقة صغيرة، وعن طريق السُلم الخشبى الداخلى يُمكن الوصول للطوابق العليا من السرايا، أما البدروم فكان به المطابخ والجراجات وحُجرات الخدم.
شهدت السرايا زيارة تاريخية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بصُحبة أعضاء مجلس قيادة الثورة عام 1954م، وتردد عليها أيضاً العديد من الشخصيات العامة والسياسة، كما أن السرايا وُلد بها الوزير الراحل المهندس «السيد المنشاوى»، نجل «العُمدة العطافى»، والمُلقب بـ«أبو التعاونيات فى مصر» وهو منصب يُساوى وزير الصناعة والتجارة فى الوقت الحالى، كما نشأ وتربى فى السرايا البكباشى أركان حرب الراحل «محمد على المنشاوى»، نجل شقيق العُمدة، وهو أحد الضباط الأحرار، وكان مُقرباً من مجلس قيادة الثورة.
ومرّ على تاريخ إنشاء سرايا «العُمدة العطافى»، أكثر من 104 أعوام، وكانت تُعتبر تُحفة معمارية وفنية رائعة فى تاريخ البناء والعمارة، إلى أن طالتها يد الإهمال مُنذ سنوات عديدة، وأصبحت فى طى النسيان، وباتت مُهددة بالانهيار فى أى وقت.
وقال أحمد حسن على العطافى المنشاوى، أحد ورثة السرايا، إن سرايا «العُمدة العطافى» تعرضت للإهمال الكبير على مدار السنوات الماضية، الأمر الذى أدى إلى تساقط دهاناتها، وتآكل أبوابها وجدرانها جراء عوامل الطقس المُختلفة، والتى لم تلقَ أية اهتمام حتى الآن.
وأوضح «المنشاوى»، أن واجهة السرايا المُمتلئة بالزخارف أُصيبت بالتهالك، وسقطت مُقرنصات كثيرة منها، كما أن الإهمال فى ترك مُخلفات الأشجار الضخمة الموجودة داخل حديقة السرايا والتى تم تركها دون مُراعاة أو تقليم أدى إلى تساقط أفرعها من حين لآخر على جوانب السرايا والذى أدى بدوره إلى تشوه مظهره الحضارى والجمالى.
وناشد «المنشاوى»، الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، بالإسراع فى عملية ترميم سرايا «العُمدة العطافى»، لما لها من تاريخ طويل وذكريات، وكانت شاهداً حياً على مُعظم الأحداث التى مرت بمصر، والتى يبدو عليها الطابع الأثرى، وأقرب لتُحفة معمارية تستحق أن تكون متحفاً أو مزاراً للجمهور بدلاً من إهمالها.
كما طالب «المنشاوى» أيضاً، اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، بوضع السرايا على خريطة السياحة الداخلية لمحافظة كفر الشيخ، وإبراز مكانتها التاريخية والأثرية، ولاسيما أنها تُعد أحد أقدم السرايات فى المحافظة.
سرايا العمدة العطافي في كفر الشيخ
