الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المولد النبوي.. أمران عظيمان من فقه الرّضاع له صلى الله عليه وسلم

المولد النبوي.. أمران
المولد النبوي.. أمران عظيمان من فقه الرّضاع

المولد النبوي.. لا تمر الذكرى النبوية المطهرة دون أن يبحث كل مسلم عن معجزات وقرائن وفقه وسيرة وأخبار عطرة رافقت مولد النبي الأكرم والرسول المجتبى صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك فقه الرّضاع له صلى الله عليه وسلم.

حيث ذكر الداعية الإسلامي الدكتور أسامة فخري الجندي، أن من فقه الإرضاع للنبي ما قاله الخليفة الراشد والصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه للنبي: "مَا رَأَيْت أَفْصَحَ مِنْك يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ: "وَمَا يَمْنَعُنِي ، وَأَنَا مِنْ قُرَيْشٍ، وَأُرْضِعْت فِي بَنِي سَعْدٍ"، لافتاً إلى أنه بعد ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) ، أرضعته أمهُ بضعةَ أيامٍ لا تتجاوز الثلاثةَ إلى السبعة أيام، ثم أرضعته " ثُوَيْبَةُ " مولاة "أبي لهب" بضعةَ أيامٍ أخرى، وقد أشار النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى إرضاعها له فقال: " أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ "، ثم بعد ذلك أرضعته السيدةُ "حليمة السعدية"؛ حيث كان من عادة العرب أن يُرْضِعُوا أبناءَهم خارج مكة، فيرضعُوهم في الصحراء المنطلقة، مكانًا وجوًّا؛ ليشبوا في صحة تامة، جسمًا وعقلاً، وكذلك لما في هواء البادية من الصفاء، وفي أخلاق البادية من السلامة والاعتدال، والبعد عن مفاسد المدنية، ولأنّ لغة البادية سليمةٌ أصيلة.

فقه الرضاع للنبي

وبين أنه في قصة الرَّضاع مشهورة تناولتها كتبُ السيرِ بالتفصيل، من حيث قدومِ السيدة "حليمة السعدية" إلى مكةَ تتلمسُ من تُرْضِعُه، ثم قبولها في النهاية للرسول (صلى الله عليه وسلم) لمَّا لم تَجِد غيرَه، ثم ما نزل بها وبديارها من أثر إرضاعها له (صلى الله عليه وسلم) من البركة، والإكرام، والخير، والرزق .

وخلال حياته (صلى الله عليه وسلم) في رعاية "حليمة السعدية" وقعت للنبي (صلى الله عليه وسلم) بعضٌ من الإرهاصات التي دلّت على عناية الله به، وحفظه إياه، وعلى بركاتٍ وخيرٍ وفيرٍ لها ولدارها، حيث درَّ ثديُها باللبن بمجرد حلول الرسول (صلى الله عليه وسلم) عليها، فارتوى هو وابنُها الذي كانت تحمله بعد أن كان يبكي من الجوع لجفافِ ثَدْي أمِّه، ولا ينام هو وأهله، وامتلأ ضرعُ راحلتِها باللبن بعد أن كان يابسًا، فشبعت هي وزوجُها، وسبقت راحلتُها الرَّكْبَ بعد أن كانت عجفاءَ تسير في مؤخرةِ الرُّكبان، وحيثما حلَّت أغنامُ حليمة تجد مرعى خصبًا، ولا تجد أغنامُ غيرها شيئًا، وكان ينمو نموًا سريعًا لا يشبه نمو الغِلمان، وكلُّ ذلك ما هو إلا شيءٌ يسير مما في قدرة الله، ووقوعه لأصفيائه من البشر.  

وتابع: بعد أن مضى عامان، قدمت به السيدة "حليمة" إلى أمِّه السيدة "آمنة"، وهي حريصة أشد الحرص وأتمُّه على أن يبقى معها ؛ لما يرون فيه من البركة التي نزلت بهم منذ قدومه ، وظلت بها حتى وافقت على عودته ليكمل رسول الله السنوات الأربع الأولى في طفولته معها .

وأوضح الداعية الإسلامي أن من فقه هذه المرحلة، أن خيار الله للعبد هو الأفضل مطلقًا، فمعلوم أن الخيرَ الذي عند الله فوق الخير الذي عندنا، والسيدة "حليمة" أخذت النبيّ (صلى الله عليه وسلم)، وكانت ترجو أن تفوز بطفل يكون من ورائه الخيرُ والمعروفُ لها، خاصة وأنها مرت بسنةٍ شهباء (الجدب والفقر والجوع) ، ليس عندهم شيءٌ، وأصابهم الجوعُ، حتى إنها ما كانت تجد في ثديها ما يُغني طفلها، وهذا درسٌ رصينٌ من فقه هذه المرحلة، وهو أن يطمئنَ كلُّ مسلمٍ بقلبه إلى قدَر الله (عز وجل) واختياره، وأن يستقبل جميعَ أقدارِه (عز وجل) بالرِّضَا .

كذلك من فقه الإرضاع للنبي تعلّمه (صلى الله عليه وسلم) في باديةِ بني سعد اللسانَ العربيَّ الفصيح ؛ ولذلك عندما قال له أبو بكر : مَا رَأَيْت أَفْصَحَ مِنْك يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ: "وَمَا يَمْنَعُنِي ، وَأَنَا مِنْ قُرَيْشٍ، وَأُرْضِعْت فِي بَنِي سَعْدٍ"، ومن هنا فلا بد من حسن الاهتمام باللغة العربية في تربية الأجيال، فمن المعروف أن اللغةَ العربيةَ هي لسانُ الإسلامِ ووحيُه المعجِز، وللّغة العربية امتيازٌ على كلِّ لغاتِ العالم، وهو الخلود الذي أراده الله لها بخلود القرآن الكريم، فلقد كان من بين الغايات عند العرب قديمًا نحو تربية الأطفال في بداية حياتهم في البادية إتقان اللسان العربي الفصيح، وهذا درسٌ عظيمٌ لنا للمحافظة على هُوِيَّةِ هذه الأمة والتي هي لغة القرآن (اللغة العربية)، ومما يؤكد هذا الأمر ما قام به عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حين كتب إلى أبي موسى الأشعري موجِّهًا : (أَمَّا بَعْدُ، فَتَفَقَّهُوا فِي السُّنَّةِ، وَتَفَقَّهُوا فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَأَعْرِبُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ عَرَبِيٌّ).

اللغة العربية وحسن تنزيل النصوص على معانيها

وأوضح الجندي أن فهم اللغة العربية سبيلٌ رئيسٌ لفهم الآيات القرآنية المشرّفة، وقد قال الإمام الشاطبي _رحمه الله) : (فَمَنْ أَرَادَ تَفَهُّمَهُ، فَمِنْ جِهَةِ لِسَانِ الْعَرَبِ يُفْهَمُ، وَلا سَبِيلَ إِلَى تَطَلُّبِ فَهْمِهِ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الْجِهَةِ)، مبيناً أن اللغة العربية بالإضافة إلى كونها من هُويَّة هذه الأمة، فهي الجسر الذي يصِلُنا بالقرآن الكريم ويربطُ بين السنةِ المشرفة والتراثِ الإسلامي العظيم على مر العصور والأزمنة، وإذا غفل الناس عن اللغة العربية، فلا شك أن هذا طريقٌ لانقطاع الاتصال بينهم وبين فهم المراد من النصوص المُشّرَّفة، وقد قال الإمامُ"الشاطبي"أيضًا : (الشَّرِيعَةَ عَرَبِيَّةٌ، وَإِذَا كَانَتْ عَرَبِيَّةً، فَلا يَفْهَمُهَا حَقَّ الْفَهْمِ إِلَّا مَنْ فَهِمَ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ حَقَّ الْفَهْمِ).

 

ميلاد الرسول.. وتحل اليوم ذكرى مولد خير البرية وسيد ولد آدم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول عن نفسه:"أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر وأنا أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخر وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخر ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ"، وفي تلك المناسبة الكريمة المباركة ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يدرك بأن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يقتصر ذكرها على الاحتفال بيوم مولده بل ينبغي أن يكون أحل إليك من نفسك وولدك وأهلك ومن جميع البشر حتى يكتمل الإيمان في قلبك. 

ميلاد الرسول.. كان النبي صلى الله عليه وسلم، يوم الإثنين 12 ربيع الأول من عام الفيل، على أرجح الآراء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم الإثنين ويقول: "ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه" رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضى الله عنه، فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على مِنَّة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة، فالأَولى بالأُمَّة أن تتأسى به صلى الله عليه وآله وسلم بشكر الله تعالى على منته ومنحته المصطفوية بكل أنواع الشكر، ومنها الإطعام والمديح والاجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك.

ميلاد الرسول.. وذكرت دار الإفتاء في بيانها حكم الاحتفال بالمولد النبوي أنه من أفضل الأعمال وأعظم القربات لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبة النبى صلى الله عليه وآله وسلم أصل من أصول الإيمان، وقد صحَّ عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ".

معجزات رافقت ميلاد الرسول 

وفي لقاء خاص لـ صدى البلد، كشف الشيخ محمود عويس عضو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، عند معجزات في يوم مولد النبي، حيث أشار إلى أنه في يوم مولده صلى الله عليه وسلم حدثت أمور عجيبة وغريبة تدل على عظم المولود أفضل الخلق محمد .

وبين أن هذه الأمور يرويها أهل السير، منها:

1 - خروج نور عند ولادته أضاء الدنيا كلها، فيقول النبي :"أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام".

2- خروج نجم في السماء في ليلة مولده ولم يطلع إلا في هذه الليلة وعرفه أهل الكتاب وقالوا أنه نجم أحمد.

3- اهتزاز إيوان كسرى وقصره، حيث اهتز قصر هذا الملك وسقط منه 14 جزء.

4- خمدت نار أهل فارس والتي لم تنطفئ مدة ألف عام رغم تعيين حراس عليها.

5- غاضت بحيرة ساوة بإيران، وهي من البحييرات التي كانت تعظم من دون الله عند الفرس.

6- نكست الأصنام حول الكعبة، حيث أصبح أهل مكة فوجدوها قد نكست على الأرض. 

7- البركة التي حدثت مع مولده ومنها أن عمه أبو طالب فكان لا يطعم أولاده حتى يأتي النبي فكانوا إذا أكلوا وشربوا شبعوا في حضرته وإذا غاب لم يشبعوا ولم يرتووا، ومنها ما حدث مع السيدة حليمة السعدية كانت قد أتت على حمار هزيلة جداً فلما أخذت النبي أصبح الحمار نشيطاً قوياً، وكذلك لما أخذته السيدة حليمة كانت ترضع ابنها لم يكن هناك لبن فلما أرضعت النبي فاض اللبن للنبي وأخيه في الرضاعة.