الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأزهر يحتفي بـ حلول المولد النبوي .. أمين كبار العلماء : وصف الرسول بـ النور ليس بدعة .. عياد : الاحتفال به ضرورة حياتية ودينية.. الحديدي : بمحبته يتمايز الناس في الآخرة

الأزهر يحتفي بـ حلول
الأزهر يحتفي بـ حلول المولد النبوي الشريف
  • الصغير: وصف النبي بالنور ليس بدعة.. والقرآن ذكرنا بنعمته صلى الله عليه وسلم
  • الأزهر: مولد النبي بداية لبناء مجتمع يسمو بمكارم الأخلاق
  •  عياد: اتباع منهجه ضرورة حياتية وواجب ديني

 

أقام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، اليوم، احتفالية الأزهر بمناسبة المولد النبوي الشريف، وذلك بحضور الدكتور حسن الصغير أمين عام هيئة كبار العلماء، والدكتور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أسامة الحديدي المدير التنفيذي للمركز.

الدكتور حسن الصغير

إبطال شبهة بدعية الاحتفالات

أكد الدكتور حسن الصغير أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن شهر ربيع الأول شهد ميلاد النور وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، ووصف النبي بالنور ليس بدعة حيث قول الله تعالى:" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ".

ولفت الصغير خلال كلمته باحتفالية الأزهر بمناسبة المولد النبوي الشريف، إلى قضية بدعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مشيراً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم والذي ذكر في الأحاديث الأربعين: "من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد"، فقد يظن البعض ويتوهم بأن حديثهم بأن دين الله قد اكتمل ويشبهون الدين بكوب ماء ويتساءلون هل احتفل النبي بمولده وهل احتفل الصحابة والتابعين ويجيبون بـ"لا"، فلفظ الحديث من أحدث في الدين ما ليس منه لكنه إن أحيا الناس ما هو منه فهو مرغوب.

وتابع: "الأعجب من ذلك أن بعض أهل العلماء من حملة كتاب الله، والذين يتدبرون كتاب الله وجدوا مشروعية تلك الاحتفالات"، ومنها حفاوة وتذكير بنعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول تبارك وتعالى:" رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، فهذا النبي الأكرم استجابة لدعوة أبيه إبراهيم.

واستشهد بقوله تعالى: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ"، وهو تذكير بنعمة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه أيضاً قوله تعالى:" لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ".

وشدد على أن القرآن به مواطن عديدة حول تلك المشروعية حيث بين فضل ونعمة هذا النبي، ومنها قوله تعالى: "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"، لافتاً إلى أن قيام الناس بشراء الحلوى وغيره أمور حياتية لم يقل أحد بأنها دين أو من الدين لكنها تعبير عن المحبة.

كما شدد على أننا في أمس الحاجة للتذكير برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتذكير الناس بالأوقات المتعلقة بسيرته وحياته صلى الله عليه وسلم.

الدكتور نظير عياد

مولد الأمة المحمدية

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، خلال كلمته إن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم واتباع منهجه ضرورة حياتية وواجب ديني؛ لكنه ينبغي أن يكون هذا الاحتفال مقرونا بالنتائج التي ترتبت على مولده وبعثته صلى الله عليه وسلم من بناء مجتمع يسمو بمكارم الأخلاق وينهض بالعمل والجد والاجتهاد.

أضاف عيّاد أن أُولى تلك النتائج تتعلق بحال التغيير الذي حدث للعالم منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، بل منذ مولده صلى الله عليه، ونستطيع أن ندرك ذلك التغيير حيث كان العالم أشبه بقطيع من الذئاب يعتدي القوي على الضعيف وغير ذلك من الأمور التي كان يشهدها العالم. 

أوضح الأمين العام أن الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ليس تذكيرًا فقط بهذه المناسبة، وإنما هو إشارة إلى ضرورة النظر في هذه الذكرى التي نقلت العالم من حال البطش والظلم إلى حال العدل والحق.

أشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية العام إلى أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته جاءت لإقامة الحق، ونشر العدل، ونصرة المظلوم، ووضع الأمور في نصابها بعيدًا عن العصبية والقبلية، وهو ما يدعونا إلى اتباع ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، واقتفاء أثره، واتباع هديه، واجتناب نواهيه.

بمحبة النبي يتمايز الناس

قال الدكتور أسامة الحديدي المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى، إن محبة النبي يتمايز بها الناس عند ربها، حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين ربنا ذلك يقول تعالى:" قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"، مشدداً تلك هي الفوز بمحبة رسول الله.

ولفت خلال كلمته باحتفالية الأزهر بمناسبة المولد النبوي الشريف، إلى أن احتفالنا بالنبي هو احتفال بميلاد خير أمة أخرجت للناس، وإذ نحتفي بالرسول نقدم لأنفسنا خيرا لأنفسنا وأهلنا فهو احتفال بما ورد في سيرته العطرة وأحاديثه المشرفة.

وأكد المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى، أن الله تبارك وتعالى صلى وملائكته على الحبيب.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

وأكد مركز الأزهر، أن الله كرَّم أيام ميلادِ الأنبياء علىٰ نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وجعلها أيامَ بركةٍ وسلامٍ؛ فقال سبحانه وتعالىٰ عن سيدنا يحيىٰ بن زكريا علىٰ نبينا وعليهما الصلاةُ والسلامُ: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ...} [مريم:15]، وقال علىٰ لسان سيدنا عيسىٰ ابنِ مريم علىٰ نبينا وعليهما السلام: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ...}. [مريم:33].

وكما كانت لبني إسرائيلَ أيامٌ نجَّاهم اللهُ تعالىٰ فيها من ظلمِ فرعونَ وبَطْشِهِ، وأمر نبيَّه موسىٰ علىٰ نبينا وعليه الصلاةُ والسلامُ أن يذكِّرهم بها؛ فقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَىٰ النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم:5]، فكذلك من أيام الله تعالىٰ علىٰ أهل الأرض مولدُ النبي ﷺ الذي دفع اللهُ به عن أهل الأرض ظلماتِ الغيِّ والبغيِ والضلالة.

وذكر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قد سنَّ لنا بنفسه جنسَ الشكرِ لله تعالىٰ علىٰ ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه ﷺ كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه». [أخرجه مسلم].

وتابع: وإذا ثبت ذلك وعُلم فمن الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا يمرَّ يومُ مولدِه من غير البهجة والسرور والفرح به ، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانًا وشعارًا.

قال الإمام السخاويُّ رحمه الله تعالىٰ في (الأجوبة المرضية جـ3 صـ1116 ط. دار الراية 1418هـ): ثم ما زال أهلُ الإسلامِ في سائر الأقطار والمدن العظام يحتفلون في شهر مولده وشرَّف وكرَّم، يعملون الولائمَ البديعةَ المشتملةَ علىٰ الأمورِ البهِجَةِ الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويُظهرون السرورَ، ويَزيدون في المبرَّاتِ، بل يعتنون بقراءة مولدِه الكريمِ، وتظهر عليهم من بركاته كلُّ فَضْلٍ عميم).