قال سعيد الفقي، مدير شركة تداول أوراق مالية وخبير أسواق المال إن البورصة المصرية خلال شهر أكتوبر مرت بفترات عصيبة جدا خاصة مؤشر الأفراد EGX70 .
وأشار الفقي إلى أن المؤشر الثلاثيني قبل شهر أكتوبر تحرك في نطاق عرضي محدود بين مستويات 11100 نقطة إلى 11600 نقطة وكانت الأسهم القيادية تمر مراحل تجميع بلا تغير ملحوظ عكس المؤشر السبعيني الذي وصل إلى قمم تاريخية عند مستوى 3050 نقطة.
ولفت الفقي خلال ندوة الاستمثار في البورصة المصرية أدارها الكاتب الصحفي محمد صبيح في موقع صدى البلد الإخباري إلى أن العديد من أسهم المؤشر السبعيني حققت أرباحا كبيرة جدا تتراوح بين ٢٠٠% و٣٠٠% ولكن العنف والقوة التي حصل بها التصحيح خلقت حالة من (البانيك) لدى المستثمرين بشكل عام فظهرت قوة بيعية عنيفة ما أثر على أداء المؤشر السبعينى وأدى إلى الهبوط العنيف من 3500 نقطة إلى 2250 نقطة.
وواوضح الفقي أن المؤشر السبعيني أنهى فترة التصحيح بعد 9 أسابيع متتالية من الانخفاض المتتالي متوقعا أن يواجه مستوى مقاومة عند 2450 نقطة وبتخطي هذا المستوى يعطي نظرة إيجابية للمؤشر وبدء الصعود بنفس مستوى الهبوط العنيف الذي حدث.
ولفت الفقي إلى أن إصدار مجموعة من الإجراءات والقرارات التي ساهمت في هذا الهبوط العنيف منها وقف أكواد وإلغاء عمليات منفذة ونقل شركات للقائمة د وصدور قانون وتنفيذ بنفس الجلسة موضحا أن كل هذه القرارات والإجراءات افقدت المستثمر الثقة وخلصت حالة من الاضطراب في السوق خاصة بالنسبة للمؤشر السبعيني الذي يحوز اهتمام الأفراد فضلا عن تهيوء المؤشر للتصحيح بعكس المؤشر الثلاثيني الذي يحوز اهتمام المؤسسات.
وأضاف الفقي أن المؤشر الثلاثيني الذي اقترب من نقطة دعمه المهمة جدا عند مستوى ١١٠٧٥ نقطة ومنها حدث تجميع ودخول سيولة خاصة من المؤسسات الأجنبية في الأسهم القيادية ذات الملاءة المالية وبدأ الصعود التدريجي ومن المتوقع للمؤشر أن يستهدف ١١٧٠٠ نقطة ثم ١٢٠٠٠ نقطة.
وعن الطروحات الحكومية قال الفقي إن البورصة المصرية تنتظر برنامج الطروحات الحكومية منذ ما يقرب من ٥ سنوات لافتا إلى أنه البند الوحيد الذي لم ينفذ من برنامج الإصلاح الاقتصادي حتى الآن.
وأضاف أن السوق يحتاج شرائح جديدة من المستثمرين من خلال الطروحات ومشير إلى أن السوق منذ فترة كبيرة مغلق على المستثمرين فيه ومع التقلبات التي تحدث ينخفض رأس المال ويخرج مستثمرين لذلك فان السوق في حاجة إلى بضاعة جديد تجذب مستثمرين جدد، حسب تعبيره.
وتابع الفقي أن نجاح طرح اي فاينانس أكد وجهة نظره حيث تم تغطية الطرح ٦٢ مرة رغم أن نسبة التخصيص كانت ١.٦% وهي نسبة قليلة جدا ولكن المكتتب حقق خلال أول يوم تداول للأسهم ٧٥% أرباحا حيث صعد السهم من ١٣.٧٥ جنيه إلى ٢٥ جنيه لافتا إلى أن ما حدث في هذا التوقيت هو نجاح الطرح وسقوط السوق بسبب مجموعة من القرارات الصادمة والسريعة بالتزامن مع الطرح مثل وقف أكواد وإلغاء عمليات ونقل شركات ولذلك ننصح بوجود مرونة في صنع القرار بما يحقق صالح المستثمر.
وأوضح الفقي أن قرار إلغاء عمليات على سهم صعد بنسبة ١٠٠% حتى ٤٠٠% وبعد دخول صغار المستثمرين فيه بنسب كبيرة جدا يؤثر سلبا على ثقة المستثمر وقدرته المالية فكان من الأولى التدخل بالقرارات مبكرا قبل ارتفاع السهم بنسبة ٣٠٠% و٤٠٠% وفي نفس الوقت لابد أن يكون هناك توازن في القرارات، فكما يتم التدخل في حالات الصعود بنسب كبيرة جدا لماذا لا يتم التدخل في نسب الهبوط الكبيرة جدا أيضا وإلغاء هذه العمليات والتحقيق في أسباب الهبوط العنيف لكي تكون الحماية متبادلة.
وأوضح الفقي أن النجاح الحقيقي لأي إدارة هو البعد عن الظهور أي أن المستثمر لا يشعر بوجودها أما قرارات سريعة وقوانين تعدل وتنفذ في نفس الجلسة مثل تعديل الحد الأقصى للارتفاع والانخفاض من ٥% ل ١٠% خلق حالة من عدم الثقة لدى المستثمرين، لافتا إلى أن نجاح إي طرح يتطلب الاخذ في الاعتبار ٣ عوامل رئيسية هي التسويق الجيد والسعر المناسب والموعد المناسب بالنسبة للشركة المطروحة والمستثمر الذي سيكتتب.



