الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسام عقل: سعيد الكفراوي شكل من أشكال التميز الفني في الستينيات

حسام عقل
حسام عقل

قال الناقد الأدبي الدكتور حسام عقل، إن سعيد الكفراوي الذي تحل اليوم، الأحد، الذكرى الأولى لرحيله، لا شك يمثل شكلا من أشكال التميز الفني والبنيوي والموضوعاتي، في جيل الستينيات، الذي ينتنمي إليه.

وأضاف الدكتور حسام عقل، أن “الكفراوي” حي من حيث عدة أوجه، أبرزها انقطاعه المترهبن لأدب القصة القصيرة وحده، دونما مزاحمة من أية أجناس أدبية أخرى، كالرواية أو النوفيلا و السيرة الذاتية أو الغيرية، و أما الميزة الثانية فما طبع معظم قصصه القصيرة من طابع الطليعية والتجريبية والحمولة الفكرية المتأملة بعمق واستشفاف وكثافة، وروح غنائية، يكاد يلامس تخوم الشعر. 

وتابع: “ويتلاحظ لنا أن مجمل عدد المجموعات القصصية التي خلفها الكفراوي، يبلغ اثنتي عشرة مجموعة قصصية، وهو العدد ذاته الذي ورثه لنا رائد القصة القصيرة عربيا يوسف إدريس، الذي تلونت مجموعاته بين الواقعية والرمزية، وهو ذاته النزوع المتنوع الذي نأنسه لدى الكفراوي، الذي يعدل إدريس كمًا، و يتوازى معه كيفا على أصعدة الفنيات و التقنيات السردية الجمالية”.

وأكمل: "وفي تقديري أن أبرز المجموعات القصصية التي برزت فيها موهبة الكفراوي، بصورة مصقولة متوهجة، هي: "مدينة الموت الجميل"، التي كتبت بمذاقات الستينيات، وفترة التوهج الفني، وتأخرت طباعتها إلى عام 985، وبرزت الروح الطليعي التجريبي، في كثير من نصوص الكفراوي أبرزها: "زبيدة والوحش"، و"أيام الأنتيكة"، وفي تقديري أن جيل الكفراوي، كان شديد الاعتداد بعطائه الفني".

واستطرد: "وقد زاملته عامين في عضوية لجنة القصة، كان يرى أن مجموعة "تحت المظلة" للروائي الكبير نجيب محفوظ، كانت تعكس تأثرا لنجيب محفوظ، فيما يرى الكفراوي بجيل الستينيات، و هو ما أراه غلوا من الجيل الستيني في الاعتداد بعطائه وتجريبيته، ومن زمالتي للكفراوي في لجنة القصة، لاحظت اعتداده بأدبيات العدالة الاجتماعية ونفوره الشديد من الأدب السريالي والعدمي، الذي لا يتلاءم مع اللحظة العربية المأزومة، وأن القصة القصيرة الآن تعيش واحدة من أسوأ أزماتها، بعد رحيل الرموز الكبيرة، و تزاحم أقلام ضحلة، لا تعي الأصول الفنية للقصة القصيرة، و هو ما يؤكد أن رحيل الكبار كالبساطي والكفراوي، أثر دون شك على مشهد القصة القصيرة، ودمغه بكثير من الارتباك والضحالة الفنية".