الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أهل جهنم .. من هم وصفاتهم الجسدية وأعمالهم ودرجاتهم

أهل جهنم ..صفاتهم
أهل جهنم ..صفاتهم الجسدية وأعمالهم ودرجاتها.

أهل جهنم ..هم الذين لم يتبعوا أوامر الله عز وجل، لذا يجب أن نعرف من هم أهل النار، وصفات أهل النار الجسدية، وأوصاف جهنم، وعقاب أهل جهنم، وما هي أبواب جهنم، وكيف نقي أنفسنا من عذاب جهنم؟.

 

من هم أهل النار؟

 

ذكر القرآن الكريم عدة صفات لأهل النار ومنها: 

-الكفار والمشركون.

-المنافقون.

-أتباع الشيطان.

-المستكبرون.

-الظالمون.

-المعتدون.

-الذين يقتلون الأبرياء.

-الذين ينسون طاعات الله والآخرة.

-المحبون للدنيا.

-الذين يأكلون أموال اليتامى.

-الذين لا يؤدون الزكاة.

-المطففون.

-المغتابون واللمازون.

-الذين يأكلون من الربا.

- المعتدون على الحدود الإلهية.

 

أوصاف جهنم؟

 

جهنم اسم من أسماء النار، وهي التي يُعذب بها الناس الذين يعصون أوامر الله عز وجل في الآخرة، ولها أسماء أخرى كسعير وسقر والحطمة.

يختلف وقودها عن نار الدّنيا، فبينما تشتعل نار الدّنيا بالحطب وغيره، فإنّ نار جهنم وقودها النّاس والحجارة، والنّاس هم أهلها المستحقّون لعذابها، والحجارة هي الكبريت المشتعل ناراً ودخاناً.


تكون واسعة كبيرة لا يعلم مداها إلا الله تعالى، فقد ورد في الحديث الشّريف أنّ جنّهم يؤتى بها يوم القيامة ولها سبعون ألف زمام، يقود كلّ زمام منها سبعون ألف ملك وهذا دليل على اتّساعها الكبير، وعلى الرّغم من اتّساعها هذا إلاّ أنّ الكافر والمنافق حينما يلقي فيها فإنّما يلقى في مكان ضيقٍ منها زيادة في العذاب ونكالا.

يوجد لجهنم سبعة أبواب لكلّ باب منهم جزء مقسوم.

 يوجد عليها تسعة عشر ملكًا غلاظ شداداً، حارسين عليها ومنفّذين أوامر الله في ساكنيها.

 تشتمل على الطّعام والشّراب الخاص بأهلها، فطعام النّار من ضريع وهو الشّوك المرّ النتن، وشرابها الحميم شديد الحرارة، والغسلين وهو صدأ الأجساد وقيحها، وكذلك المهل وهو الزّيت الذي يغلي في البطون فيقطّع الأمعاء. 

يدوم عذابها ويلازم أصحابها، فقد وصف الله سبحانه عذابها بقوله: (إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) [الفرقان: 65]، فمن يدخلها لا يموت، ويبأس فلا ينعم أبداً.
 

عقاب أهل جهنم

 

-يشربون الحميم.

-يأكلون الضريع والزقوم.

-يتلقون الكتاب بشمالهم نتيجة كفرهم، وطغيانهم.

 -يساقون إلى جهنم من نواصي رؤوسهم. 

-تحيط النار بهم من كلّ مكان.

 -يقيّدون بالسلاسل، والأغلال. 

-يذوقون العذاب الشديد في جهنم. 

-يصب على رؤوسهم الماء الحارّ وهو شرابهم.

 -وطعامهم الغسلين وهو ما سال من جلود أهل النار من القيح والصديد.

 ت-فصّل لهم ملابس من نار.

 

صفات أهل جهنم الجسدية 

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ العَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ"، وَقَالَ: اقْرَءُوا: ﴿فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْنًا﴾ الكهف: 105

فلو تكلَّمنا أو بدأنا بأهل الشرِّ، وأهل الكفر؛ كيف تكون أجسامهم يوم القيامة؟ لو جدنا وصفًا مخيفا مهينا في ضخامة أجسامهم، وكبرها وعظمها؛ ليزداد عذابها وألمها.

واعلموا أن الكفار -عافانا الله وإياكم منهم، ومن أعمالهم، ومن كفرهم- ينغمسون انغماسًا في النار مع عذابٍ في الأعضاء، يعني النار كبَحْرٍ يدخله الكافر، ويصلُ إليه عذابٌ على قدر كفره في الدنيا، وبقية الجسم يعذب بأنواع أخرى من العذاب، روى البخاري والإمام ومسلم وأحمد، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله تعالى عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ["إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ"]، -[الأَخْمَص]: مَا لَا يَصِل إِلَى الْأَرْض مِنْ بَاطِن الْقَدَم عِنْد الْمَشْيِ.- ["يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ"]، -[الْمِرْجَلُ]: الْإِنَاء الَّذِي يُغْلَى فِيهِ الْمَاء وَغَيْره.- ["مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابًا، وَإِنَّهُ لَأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا]، [وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى كَعْبَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى صَدْرِهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى أَرْنَبَتِهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ اغْتُمِرَ فِي النَّارِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ.

كما قال الله عز وجل لهم فيها شهيق وزفير، يصدر أصواتا كصوت الحمار، عندما يخرج نفسه أو يرجعه إلى جوفه، لكن نَفَسُ الكافر الواحد من أهل النار صوَّره النبي صلى الله عليه وسلم؛ تقريبا للأفهام والأبدان، بأنه يحرق ما يزيد على مائة ألف إنسان لو وصل إلى أهل الأرض، فقد أورد أبو يعلى في مسنده، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كَانَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، وَفِيهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَتَنَفَّسَ فَأَصَابَهُمْ نَفَسُهُ، لَاحْتَرَقَ الْمَسْجِدُ وَمَنْ فِيهِ".
 

هؤلاء الناس يتضايقون في جهنم ويقعون في كرب شديد، ويريدون الخروج منها، فيخرجون إلى ما هو أشدّ شرًّا منها، فيتمنون الرجوع مرة أخرى إلى النار؛ لأنها أرحم لهم مما تمنوا ورجوا فيه خِفَّة العذاب، يدلُّ على ذلك ما كان وسيكون هناك؛ بأن يجعل الله عزّ وجلّ عند خروجهم عن النار؛ إلى ساحلها الهوامَّ والحشراتِ، والحياتِ والعقاربَ ونحو ذلك، فإذا خرجوا من النار تناولتهم، فتذهب إلى وجوههم، وتنفث فيها السم، فتتقلَّص وتتلاشى لحوم الوجوه، يذهب لحمها، ويبقى العظم، وتصبح وجوها كالحةً، كما قال الله عز وجل: ﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾، فلا تبقى لهم شفاه ولا وجوه إلا تقلصت، يؤيد ذلك ما رواه الحاكم بإسناده، عن مُجَاهِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ الرَّهَاوِيِّ -وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ الشَّامِ- وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى الْجُيُوشِ، فَخَطَبَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: ["إِنَّ لِجَهَنَّمَ سَاحِلًا كَسَاحِلِ الْبَحْرِ، فِيهِ هَوَامٌّ"]، -[الهَوامّ]: جمع هامَّة، وهي كل ذات سُمٍّ يقتل، وأيضا هي كل ما يدب من الحشرات وإن لم يقتل، لكن يؤذي.- ["إِنَّ لِجَهَنَّمَ سَاحِلًا كَسَاحِلِ الْبَحْرِ، فِيهِ هَوَامٌّ، وَحَيَّاتٌ كَالنَّخْلِ، وَعَقَارِبٌ كَالْبِغَالِ، فَإِذَا اسْتَغَاثَ أَهْلُ جَهَنَّمَ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمْ، قِيلَ: اخْرُجُوا إِلَى السَّاحِلِ، فَيَخْرُجُونَ، فَيَأخُذُ الْهَوَامُّ بِشِفَاهِهِمْ وَوُجُوهِهِمْ وَمَا شَاءَ اللهُ، فَيَكْشِفُهُمْ"، -تذهب بها كلها، فتبقى بلا لحم- "فَيَسْتَغِيثُونَ فِرَارًا مِنْهَا إِلَى النَّارِ، وَيُسَلِّطُ عَلَيْهِمُ الْجَرَبَ، فَيَحَكُّ وَاحِدٌ جِلْدَهُ حَتَّى يَبْدُوَ الْعَظْمُ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمْ: يَا فُلَانُ! هَلْ يُؤْذِيكَ هَذَا؟! فَيَقُولُ: نَعَمْ! فَيَقُولُ: ذَلِكَ بِمَا كُنْتَ تُؤْذِي الْمُؤْمِنِينَ"]
 



أبواب جهنم 

 

عدد أبواب جهنم: سبعة، وهي ثابتة في قوله تعالى: (لَها سَبعَةُ أَبوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسومٌ) صدق الله العظيم، وجاء في تفسير الآية الكريمة ما يأتي: لها سبعةُ أبوابٍ: يعني لها سبع طبقات، وأخذ ابن جريح أسماء طبقات النار من أسمائها الواردة في القرآن، وهي: جهنم، لظى، الحطمة، السعير، سقر، الجحيم، الهاوية، ولكن الله أعلم إن كانت هذه الأسماء التي وردت في القرآن الكريم هي اسم لشيءٍ واحدٍ أم هي اسم لدركات جهنم.

 

كيف نقي أنفسنا من نار جهنم 

 

-إتباع أوامر الله سبحانه وتعالى والبعد عن ما نهى عنه، والالتزام بأوامره في القرآن الكريم والسنة النبوية.

-الاستقامة، تُعتبر الاستقامة دليلاً على عمران القلب بالإيمان، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (قل آمنت بالله ثم استقم)، وقد قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)، وقد فسّر أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- الآية السابقة بأنّ الذين استقاموا على توحيد الله -تعالى- لم يلتفتوا إلى ما سواه؛ وذلك لأنّ القلوب عندما تعرف خالقها، وتهابه، وتحبه، وتتوكل عليه؛ تستقيم، وإذا استقام القلب، استقامت جوارح الإنسان كلّها.

- التقوى؛ فقد وعد الله -عزّ وجلّ- المتقين بالنجاة من عذاب القبر، وفتنته.

-والشهادة في سبيل عزّ دينه، حيث إنّها من الأمور العظيمة التي تُنجي من عذاب القبر، هذا وإنّ قراءة سورة المُلك باستمرار، والعمل بما جاء فيها من الأمور التي تُنجي من عذاب القبر أيضاً.