الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد مهنا: لله في الليل والنهار نفحات تصيب القلوب المتيقظة

الدكتور محمد مهنا
الدكتور محمد مهنا

أوصى الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وخادم البيت المحمدي طلاب العلم بالحرص على قيام الليل والتقرب إلى الله بالطاعات والإكثار من الاستغفار والدعاء بالمغفرة في الخلوات.

نفحات الله 


وقال في شرحه لكتاب " إحياء علوم الدين للإمام الغزالي" كفى بالمطيع ثوابا أن جعله الله أهلا للطاعة، وكفى بالعاصي عقابا أن جعله الله من أهل المعاصي، مشيرا إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم ومن سار على نهجم يرون أن الليل مهما طال فهو سويعات قليلة، لأنهم يتلذذون بقيامه وبمناجاة ربهم فيه، ويعدون أنه مابقي من  الدنيا إلا قيام الليل، ولقاء الأحبة، وصلاة الجماعة.


وأوضح أنه  ورد عن  الصالحين أنهم كانوا يحنون لغروب الشمس كما يحن الطير لأوكاره فأهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، وأن لله في الليل والنهار نفحات تصيب القلوب المتيقظة، مستكملا أنه روي عن أحدهم قوله: منذ أربعين سنة ما أحزنني شئ سوي طلوع الفجر فلولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا.


يذكر أن "البيت المحمدي" يعقد جلسات علمية يحاضر فيها عدد من علماء الأزهر وشيوخه لطلاب العلم من الوافدين والمصريين  بهدف تنمية الوعي برسالة التصوف، وضبط السلوك الأخلاقي.

 


التصوف قوة عظيمة في مواجهة التطرف 

ويحرص الدكتور محمد مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر ورئيس مجلس أمناء مؤسسة "البيت المحمدي" على نشر دعوة التصوف الإسلامي الراشد الموافق للكتاب والسنة على نهج أئمة الهدى بعيدا عن تحريف الغالين أو انتحال المبطلين أو تأويل الجاهلين ، وذلك من خلال إنشاء المؤسسات الصوفية كأكاديمية التصوف والمراكز البحثية والعلمية الصوفية  وأحاديثه  عن التصوف الإسلامي وأهميته فى استعاده منظومة القيم  الخلقية والحضارية ، ومن ثم استطاع بذلك إحياء تراث شيخه الإمام محمد زكي الدين إبراهيم رائد العشيرة المحمدية رحمه الله فلنتعرف منه على حقيقة التصوف وماذا يختلف عن غيره وماذا يجب على المسلم في أوقات كورونا .

كان مشرفا على أروقة الأزهر وأسهم في إعادتها لسابق عهدها، ويرى أن الأزهر هو مصدر فخر للعالم وقوتنا الناعمة في الخارج تخرج في أروقته العلماء والرؤساء والوزراء.


كما يرى أن التصوف  هو التخلي عن كل دني، والتحلي بكل سني؛ رغبة في القرب والوصول إلى الله-تعالى- فهو محاولة لربط الإنسان بمولاه-سبحانه- في كل فكر، وقول، وعمل ونية. كما جاء في القرآن:" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي لله رب العالمين". و هو التقوى، وكان شيخنا الإمام الرائد، يقول عنه:" التصوف هو التقوى، والتقوى معاملة الخالق بحسن العبادة، ومعاملة العباد بحسن الخلق". وقد نزل به القرآن الكريم، وجاءت به السنة، ودعت إليه الشريعة. يقول الله تعالى:" قد أفلح من زكاها"، ويقول:" ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون". فالربانية هي التصوف الذي ندعو إليه، وقد مورس هذا التصوف في عهد النبوة وعصر الصحابة، فهذه أخلاق النبي-عليه السلام- وأحواله، وأخلاق صحابته هي العين التي يردها الصوفية، أما قولهم: التصوف لم يكن معروفا إلا بعد القرون الثلاثة؛ فهذه مجازفة لا سند لها من حقائق العلم والتاريخ. إذا لم يكن التعبد ومكارم الأخلاق ومحاسبة النفس ومجاهدة الشيطان، وطلب الكمال؛ إذا لم يكن كل ذلك له سند في الكتاب والسنة فقد جهل الناس الكتاب والسنة. ولفظ التصوف: كانت معروفة قبل الإسلام في القبيلة المعروفة تاريخيا بقبيلة" صوفة" وكانوا سدنة- خدام- البيت الحرام. وهذا الحسن البصري الإمام التابعي يقول:" لولا أبو هاشم الصوفي ما عرفت دقيق الرياء" وأبو هاشم الصوفي توفي عام ١٥٠ هجرية. لقد تميز الصوفية عن غيرهم عندما استشرى الترف والاستعجام والانحلال؛ فتميز الصوفية كثورة على هذه الأخلاق الفاسدة. أما التدوين العلمي: فالتصوف شأنه شأن كل بقية علوم الإسلام، دونت في عصر التدوين عندما استقرت العلوم واحتاج الناس إليها؛ لكن حقائقها موجودة في الكتاب والسنة.