الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيلهما.. لماذا حطمت صباح قلب توفيق الدقن لصالح زوجها الخامس؟

صدى البلد

توفيق الدقن.. فنان موهوب بالفطرة، برع في أداء أدوار الشر بحرفية عالية، وإتقان شديد، قدم العديد من الأعمال التي تعد من علامات السينما المصرية، رغم حصره في أدوار الشر، لكنه صنع لنفسه شكلا آخر تميز به، وهو صنع الإفيهات التي ميزته عن غيره.

جانيت جرجس فغالي اشتهرت فنياً باسم صباح، ولدت في 10 نوفمبر عام 1927، إحدى أيقونات الفن العربي، وواحدة من الأيقونات اللبنانية إلى جانب فيروز ووديع الصافي، امتدت حياتها المهنية منذ منتصف العقد 1940 حتى عام 2000، لتترك خلفها إرثًا فنيًّا تلفزيونيًّا سينيمائيًّا ومسرحيًّا كبيرًا خلدها كأسطورة في المجال الفني على مر العصور.

تحل اليوم الجمعة 26 نوفمبر ذكرى رحيل الثنائي، نجم أفلام الشر توفيق الدقن عام 1988، والفنانة اللبنانية الشحرورة صباح، التي رحلت عام 2014.

 

الدقن من لاعب كرة وملاكم إلى التمثيل بالصدفة

تميز توفيق الدقن، بأنه «جوكر» أدوار الشر في السينما المصرية، ورغم موهبته الطاغية، فقد تباعدت عنه البطولة المطلقة، وظل حضوره فارقاً على الشاشة وخشبة المسرح، وتميز بأدائه التراجيدي والكوميدي، وأفيهاته خفيفة الظل، وقدّم نحو 200 فيلم وعشرات المسرحيات، بخلاف رصيده الكبير في الدراما التلفزيونية والإذاعية.
لعبت المصادفة دورها في احتراف الدقن التمثيل، خاصة أنه كان لاعب كرة قدم، وملاكم، إلا أنه عندما قدمت الفنانة «روحية خالد» إحدى مسرحياتها في محافظة المنيا، وقبل العرض أصيب أحد الممثلين بمرض مفاجئ، وأسند دوره إلى التلميذ توفيق، وكان يترأس فريق التمثيل بالمدرسة، ونال تصفيق الجمهور وإعجابه، ونصحته نجمة الأربعينيات بالالتحاق بمعهد التمثيل.
وأظهر الفتى توفيق الدقن مواهبه في كرة القدم والملاكمة، وإجادته فنون الخط العربي، وكاد يحترف في نادي فاروق «نادي الزمالك حالياً»، لكنه اضطر إلى العمل كاتب "محضر" في النيابة، ليساعد أسرته، وظل حلم احتراف التمثيل يراوده، وانتقل إلى القاهرة ليعمل بمصلحة السكة الحديد، وهناك قابل المخرج المسرحي سعد أردش وتوطدت صداقتهما، وتحولت إلى زمالة فنية قاربت 40 عاماً.
 

 

آسيا تغير حياة صباح

التحقت صباح بالفن في لبنان، وهي ما زالت طفلة صغيرة، وعندما ذاع صيتها ووصل إلى المنتجة اللبنانية آسيا داغر، طلبت منها الحضور إلى القاهرة لتتبنى موهبتها، وتضمن لها الشهرة والانتشار سريعا، وبالفعل حضرت صباح ووالداها، حيث أوكلت آسيا للموسيقار رياض السنباطي تدريبها فنيا، وتطويع صوتها باللهجة المصرية وليست الشامية، لأن صوتها الجبلي أصبح لا يصلح لتلك الأعمال الفنية التي أسندتها إليها المنتجة آسيا.

 

صداقة زعماء الشر توفيق الدقن ورشدي أباظة

عُرف كل من شريري السينما المصرية، رشدي أباظة وتوفيق الدقن، بالصداقة، فكان رشدي دائم التردد على منزل صديقه الدقن بمنطقة العباسية، وذات يوم جاء أباظة لزيارته كالمعتاد في عام 1959، كان توفيق الدقن يستعد لاستقبال العيد وكان دائمًا ما يشتري لأبنائه الملابس الجديدة، لكن في هذا الوقت كان يمر بضائقة مالية، وشاهد أباظة سيارة الدقن «الأمريكاني» وأعجب بها كثيرًا واستأذنه أن يأخذ جولة، وبالفعل رحب الدقن وركب بجواره وقام أباظة بالقيادة.


لكن على ما يبدو أن دنجوان السينما المصرية كان حديث العهد بقيادة السيارات الأمريكاني، فاصطدم بكل الأكشاك التي كانت موجودة في شارع العباسية وتحطمت السيارة، وعلى غير المتوقع لم يغضب الفنان الخجول من صديقه وتناول الموقف بسخريته المعهودة بل قام أيضًا بدفع تعويضات لأصحاب الأكشاك المتضررة، ثم باع سيارته واشترى أخرى بقيت معه حتى وفاته.
 

 

الصدمة الأولى في حياة الشحرورة

صعقت عائلة الشحرورة صباح في أحد الأيام بمقتل الشقيقة الكبرى جولييت، وهي في العاشرة من عمرها، بعد إصابتها بطلق ناري نتيجة إشكال وقع في بدادون، وكان ذلك سبباً لمغادرة جانيت فغالي البلدة إلى بيروت، والإلتحاق بالمدرسة الرسمية أولاً ثم بمدرسة اليسوعية، وكانت تمثل وتغني في الحفلات المدرسية وهي لم تبلغ الثانية عشرة.
 

 

صدمة شقيقها كادت تودي بمستقبلها

أحدث شقيق صباح أنطون فغالي شرخاً دموياً في حياتها، أثّر في نفسها حتى وفاتها، حين قتل والدته منيرة سمعان عام 1948، بعدما أخبروه أنها كانت مع عشيقها في بلدة "برمانا" فقتل الاثنين معاً، رمياً بالرصاص، ثم فرّ إلى سوريا، ومنها إلى البرازيل، وعاش باسم مستعار هو ألبرت فغالي، وكان عمره حينها 18 عاماً تقريباً، أما والدته فدفنوها في مكان لا يعرفه إلا من واروها الثرى، حتى صباح لم تكن تعلم مكان مثوى والدتها الأخير، إذ كانت حينها في مصر وعرفت بمقتلها بعد شهرين، مع أن الصحف المصرية تناقلت الحادث وأبرزته في الصفحة الأولى تحت عنوان: "شقيق صباح يقتل أمه وعشيقها بالرصاص"، إلا أن زوجها الأول، اللبناني نجيب شماس، أخفى عنها الخبر إلى أن طلبت بعد شهرين زيارة والدتها في لبنان، وعندما اقتربت الباخرة من بيروت اضطر إلى مصارحتها بالحقيقة، فانهارت من الصدمة.
 
 


9 رجال في حياة صباح وخيانات متكررة

 
تزوجت صباح 9 مرات، كانت الأولى من نجيب شماس والد ابنها الدكتور صباح شماس، واستمرت الزيجة خمس سنوات، قبل أن يحدث الانفصال، ويحرمها من رؤية نجلها لسنوات طويلة.

مع نجيب شماس

أما الزيجة الثانية، فكانت من خالد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، وقضت معه عدة أشهر وحصل الطلاق بسبب ضغط من عائلته لتطليقه منها، لتتزوج صباح للمرة الثالثة من عازف الكمان أنور منسي، وأنجبت منه ابنتها هويدا، ثم حدث الانفصال، لتتزوج من المذيع أحمد فراج، واستمر الزواج ثلاث سنوات.

المذيع أحمد فراج
مع أنور المنيسي وابنتهما هويدا

أما خامس زيجات صباح، فكانت من الفنان رشدي أباظة، ثم تزوجت من الفنان يوسف شعبان واستمر الزواج شهرا واحدا، ثم جاء زواجها من النائب يوسف حمود، وقضت معه عامين فقط، لتتزوج بعد ذلك من الفنان وسيم طبارة، ثم الفنان فادي لبنان، واستمرت الزيجة ما يزيد على 15 عامًا.

واعترفت صباح في إحدى لقاءاتها التليفزيونية، أنها خانت كل أزواجها تقريبا، كنوع من التجديد، حيث كانت تجد الجزء الناقص في زوجها في رجل آخر يأسر قلبها.

 

فشل علاقتها بالأطرش يلقيها في أحضان الجان

بعد فشل قصة حب صباح وفريد الأطرش، جمع فيلم "الرجل الثاني" بينها وبين الدنجوان رشدي أباظة حتى جمعت بينهما قصة حب انتهت بإعلان الزواج.

بدأت زيجة صباح ورشدي أباظة، من خلال إحدى سفريات الأخير إلى لبنان، التي جمعت بينهما، بعدها تزوجا، وعندما علمت سامية جمال بهذه الزيجة لم تغضب ولم تثر بل قابلته بعد عودته من لبنان بابتسامة وهدوء أعصاب، لانها كانت تدرك أنها مجرد نزوة سيعود بعدها إلى بيته وأسرته، وبعدها طلق رشدي أباظة الفنانة صباح بعد عدة أيام لتصبح الشحرورة وسامية جمال أشهر "ضراير" الوسط الفني. 
 

بأمر صباح.. استبعاد الدقن من بطولة الرجل الثاني لصالح «الجان»

كان توفيق الدقن قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح نجماً مطلقاً، وذلك بعد أن اختاره المخرج عز الدين ذو الفقار لتجسيد دور البطولة في فيلم «الرجل الثاني»، إلا أن صباح رفضت الوقوف أمام توفيق الدقن، وطلبت أن يكون البطل أمامها رشدي أباظة، الذي كانت تربطها به قصة حب في ذلك الوقت، فأطيح بتوفيق الدقن وجسد أباظة الدور، حيث توجه الدقن فى اليوم التالى للتصوير متحمسَا، لكنه فوجىء بأن المخرج يعرض دورا آخر عليه؛؛ ما أصابه بصدمة شديدة، ورفض الدور الجديد وعاد إلى منزله حزينا، وكان الدور سبباً في أن يصبح رشدي أباظة أحد أهم نجوم السينما بعدها.

وجلس توفيق الدقن فى منزله بعد هذه الأزمة فترة كبيرة، ودخل فى حالة اكتئاب شديدة، وأصيب بمرض «السكر» بسبب الحزن والقهر الذى كان يشعر بهما، وعلم رشدي بحقيقة الأمر قبل التصوير وذهب إلى الدقن وأصر على التنازل عن الفيلم، إلا أن الأخير رفض ذلك بشدة وتمنى له النجاح، فما كان من رشدي إلا إخراج العربون من جيبه وأعطاه لتوفيق الدقن، الذي رفض بشدة، فما كان من رشدي إلا القسم بانتهاء الصداقة بينهما إن لم يأخذ العربون.