الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا قهرت الشحرورة صباح توفيق الدقن وأسندت بطولة الرجل الثاني لحبيبها؟

الدقن وصباح
الدقن وصباح

توفيق الدقن.. فنان موهوب بالفطرة، برع في أداء أدوار الشر بحرفية عالية، وإتقان شديد، قدم العديد من الأعمال التي تعد من علامات السينما المصرية، رغم حصره في أدوار الشر، لكنه صنع لنفسه شكل آخر تميز به، وهو صنع الإفيهات التي ميزته عن غيره، ولا يقل الأخر عنه إبداعا، فهو الجان رشدي أباظة، الذي ظل الفتى الأول في السينما سنوات طويلة، ومعشوق النساء الأول.

أبدع الثنائي في تقديم مختلف الأدوار الفنية، إلا أن حياة الدقن بعيداً عن الشاشة لم تكن أقل دراما مما قدمه على شاشة السينما.

الدقن شابا

تحول لاعب الكرة والملاكم إلى التمثيل بالصدفة

تميز توفيق الدقن، بأنه «جوكر» أدوار الشر في السينما المصرية، ورغم موهبته الطاغية، فقد تباعدت عنه البطولة المطلقة، وظل حضوره فارقاً على الشاشة وخشبة المسرح، وتميز بأدائه التراجيدي والكوميدي، وأفيهاته خفيفة الظل، وقدّم نحو 200 فيلم وعشرات المسرحيات، بخلاف رصيده الكبير في الدراما التلفزيونية والإذاعية.

لعبت المصادفة دورها في احتراف الدقن التمثيل، خاصة أنه كان لاعب كرة قدم، وملاكم، إلا أنه عندما قدمت الفنانة «روحية خالد» إحدى مسرحياتها في محافظة المنيا، وقبل العرض أصيب أحد الممثلين بمرض مفاجئ، وأسند دوره إلى التلميذ توفيق، وكان يترأس فريق التمثيل بالمدرسة، ونال تصفيق الجمهور وإعجابه، ونصحته نجمة الأربعينيات بالالتحاق بمعهد التمثيل.

الشرير توفيق الدقن

وأظهر الفتى توفيق الدقن مواهبه في كرة القدم والملاكمة، وإجادته فنون الخط العربي، وكاد يحترف في نادي فاروق «نادي الزمالك حالياً»، لكنه اضطر إلى العمل كاتب "محضر" في النيابة، ليساعد أسرته، وظل حلم احتراف التمثيل يراوده، وانتقل إلى القاهرة ليعمل بمصلحة السكة الحديد، وهناك قابل المخرج المسرحي سعد أردش وتوطدت صداقتهما، وتحولت إلى زمالة فنية قاربت 40 عاماً.

صورة تجمع الدقن ورشدي أباظة

صداقة زعماء الشر توفيق الدقن ورشدي أباظة

عُرف كل من شريري السينما المصرية، رشدي أباظة وتوفيق الدقن، بالصداقة، فكان رشدي دائم التردد على منزل صديقه الدقن بمنطقة العباسية، وذات يوم جاء أباظة لزيارته كالمعتاد في عام 1959، كان توفيق الدقن يستعد لاستقبال العيد وكان دائمًا ما يشتري لأبنائه الملابس الجديدة، لكن في هذا الوقت كان يمر بضائقة مالية، وشاهد أباظة سيارة الدقن «الأمريكاني» وأعجب بها كثيرًا واستأذنه أن يأخذ جولة، وبالفعل رحب الدقن وركب بجواره وقام أباظة بالقيادة.

رشدي يقود سيارة وبجواره صباح

ولكن على ما يبدو أن دنجوان السينما المصرية كان حديث العهد بقيادة السيارات الأمريكاني، فاصطدم بكل الأكشاك التي كانت موجودة في شارع العباسية وتحطمت السيارة، وعلى غير المتوقع لم يغضب الفنان الخجول من صديقه وتناول الموقف بسخريته المعهودة بل قام أيضًا بدفع تعويضات لأصحاب الأكشاك المتضررة، ثم باع سيارته واشترى أخرى بقيت معه حتى وفاته.

رشدي في فيلم الرجل الثاني

استبعاد الدقن من بطولة الرجل الثاني لصالح «الجان»

كان الدقن قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح نجماً مطلقاً، وذلك بعد أن اختاره المخرج عز الدين ذو الفقار لتجسيد دور البطولة في فيلم «الرجل الثاني»، إلا أن صباح رفضت الوقوف أمام توفيق الدقن، وطلبت أن يكون البطل أمامها رشدي أباظة، الذي كانت تربطها به قصة حب في ذلك الوقت، فأطيح بتوفيق الدقن وجسد أباظة الدور، حيث توجه الدقن فى اليوم التالى للتصوير متحمسَا، لكنه فوجىء بأن المخرج يعرض دور أخر عليه، ما أصابه بصدمة شديدة، ورفض الدور الأخر وعاد إلى منزله حزينا، وكان الدور سبباً في أن يصبح رشدي أباظة أحد أهم نجوم السينما بعدها، وجلس توفيق الدقن فى منزله بعد هذه الأزمة فترة كبيرة، ودخل فى حالة اكتئاب شديدة، وأصيب بمرض «السكر» بسبب الحزن والقهر الذى كان يشعر بهما، وعلم رشدي بحقيقة الأمر قبل التصوير وذهب إلى الدقن وأصر على التنازل عن الفيلم، إلا أن الأخير رفض ذلك بشدة وتمنى له النجاح، فما كان من رشدي إلا إخراج العربون من جيبه وأعطاه لتوفيق الدقن، الذي رفض بشدة، فما كان من رشدي إلا القسم بإنتهاء الصداقة بينهما إن لم يأخذ العربون.