الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خوفا من الفشل

أهل الكهف.. قصة غياب توفيق الحكيم عن افتتاح أول مسرحياته لحضور عرض نجيب الريحاني| خاص

الكاتب الراحل توفيق
الكاتب الراحل توفيق الحكيم

عند اتجاه الكاتب المسرحي والروائي الراحل توفيق الحكيم لكتابة المسرحيات، لم يعيرها أهمية مقارنة بكتاباته الأخرى، وذلك على عكس الكاتب ألفريد فرج الذي رأى أن شرعية أعماله مستمدة من عرضها على خشبة المسرح، ولعرض أول مسرحيات الحكيم موقفا غريبا وربما كان طريفا أيضا.

 

كتابة ذهنية 

يتضح تجاهل توفيق الحكيم لعرض أعماله على خشبة المسرح من سيرته الذاتية وكتاباته، ويتحدث عنه د. علي محمد السيد خليفة قائلا لـ "صدى البلد": "لم تعني هذه الأمور لتوفيق الحكيم ويتضح ذلك عند افتتاح المسرح القومي في عام 1935 واختيار العرض الأول من كتابات توفيق الحكيم وهو أهل الكهف".


وكان قد كتب الحكيم، مسرحية "أهل الكهف" في عام 1933، وبعد عامين تجسدت أمامه على خشبة المسرح ولكن على عكس الموقع فإنه لم يحضر التدريبات أو متابعة الممثلين وعملية الإخراج، بل وساء الموقف سوءا بغيابه عن العرض الأول للمسرحية برغم أن العرض كان من إخراج الفنان الراحل زكي طليمات صاحب المكانة الفنية القديرة.

 

خوف من الفشل 

ويروي أستاذ بكلية الآداب-جامعة العريش، وأستاذ مشارك بالكلية الجامعية بتربة -جامعة الطائف، تفاصيل هذا الموقف لـ "صدى البلد" ويقول: "ذهب توفيق الحكيم اليوم الأول لعرض مسرحيته، لحضور مسرحية أخرى للفنان الراحل نجيب الريحاني مبررا موقفه بأنها مسرحية ذهنية للقراءة وليست للعرض".

 

ولكن يفسر هذا الموقف بأن انسحابه من العرض الأول كان لسبب آخر وهو خوفه من فشلها، ويقول: "المسرحية كانت بحاجة لإمكانات كبيرة في إخراجها، ويبدو أن الحكيم كان متخوفا من عدم قدرة الجمهور على التفاعل معها لهذا لم يكن يحضر عروضه أو يهتم بها".

 

أساطير الحكيم 


ولكن بخلاف انسحابه اهتم توفيق الحكيم باستغراق الوقت الكافي لكل عمل أدبي، ومروره بالمراحل اللازمة في الكتابة والمراجعة، ويوضح: "كانت المسرحية تعيش في ذهن توفيق الحكيم قبل الكتابة، ويغطي ويرسم كل أحداثها وأبعاد الشخصيات ومتابعة مرحلة ما بعد الكتابة وهي مرحلة التهذيب".


كذلك اعتمد توفيق الحكيم في كتاباته على الأسطورة وتوظيفها في أعماله من خلال الإسقاط، مثل استعانته بالأساطير الفرعونية ويتضح ذلك في مسرحية "إيزيس" والأساطير اليونانية القديمة مثل "الملك أوديب" التي حاكى فيها "أوديب ملكا" للكاتب الأغريقي صوفيكيس.