الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا يحتاج لبنان ليتجاوز أزماته؟ ..5 مطالب تعمل مصر جاهدة لتحقيقها

أرشيفية
أرشيفية

لا تتأخر مصر يوما عن تقديم الدعم والمساندة للأشقاء العرب، تجدها حاضرة ومدافعة بقوة خاصة في وقت الأزمات، تفتح ذراعيها باستمرار لتحتضن الجميع، همها الأكبر الحفاظ على وحدة البلدان العربية واستقرارها، يعتبرونها بلدهم الثاني والشقيقة الكبرى التي يلجأون إليها كلما اشتد الخناق عليهم.

ومن أهم البلدان العربية التي عملت مصر مؤخرا على مساعدتها والوقوف بجانبها في أزمتها الطاحنة الدولة اللبنانية، فتحركت سريعا لتقديم الدعم العاجل للبنان الذي يعيش أزمة قاتلة على كافة المستويات بلغت ذروتها بعد انفجار مرفأ بيروت أغسطس 2020.

ولإنقاذ لبنان بادرت مصر بإرسال المساعدات الإنسانية للشعب العربي اللبناني عن طريق مد جسر جوي من القاهرة إلى بيروت، وتقديم الرعاية الطبية عن طريق المستشفى العسكري المصري، الذي تم تجهيزه داخل بيروت.

ودعمت مصر خطوة تجاوز لبنان أزمته السياسية وتشكيل حكومة توافقية بعد عام من الفشل، وحملت على عاتقها جمع الدعم الدولي للبنان لعبور أزمته السياسية وبالفعل تم تشكيل حكومة توافقية برئاسة نجيب ميقاتي.

دعم مصري لا يتوقف للدولة اللبنانية

وتقديرا للدعم المصري الدائم للدولة اللبنانية، قام رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، بزيارة إلى مصر استغرقت يومين، عقد خلالها اجتماعات موسعة مع العديد من القيادات المصرية على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إضافة إلى لقاء أمين عام جامعة الدول العربية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي رحب بـ ميقاتي في بلده الثاني مصر، مؤكداً الاعتزاز بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان.

كما أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد على الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني.

وعقب اللقاء نظم موقع "صدى البلد"، ندوة تحت عنوان "قراءة في الموقف المصري تجاه لبنان"، تحدث خلالها المحلل السياسي اللبناني، عبد الله نعمة، حيث أكد أن مصر هي السند الحقيقي للبنان خاصة في الوقت الراهن، الذي يشهد فيه لبنان أزمات سياسية كبيرة آخرها ما تسببت فيه تصريحات وزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي، إضافة لـ الأزمات الإقليمية القديمة التي نعيشها منذ وفاة الرئيس رفيق الحريري.

مصر ليست بعيدة عن تطورات لبنان

وأضاف أن مصر ليست بعيدة عن كل التطورات التي تشهدها الساحة اللبنانية ومشاركة مع لبنان في كل أزماته ومساندة له، منذ العدوان الاسرائيلي على لبنان ووقفت مصر حينها بكل قوتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة مدافعة عن لبنان حتى صدر القرار 1701، وبعدها شاركت مصر بمساعدة لبنان في المجال الكهربائي الذي تم ضربه من قبل إسرائيل، هذا غير المستشفى العسكري الذي أنشأته مصر في بيروت.

وتابع: "لم تكتفي مصر بهذه المواقف فقط بل مدت جسرا جويا عقب انفجار مرفأ بيروت وانفجار عكار، والرئيس عبد الفتاح السيسي يحمل هم لبنان بشكل كبير وهذا واضح في دفاعه المستمر عنه ودعمه المستمر للحكومة اللبنانية التي شكلت بدعم منه ومن فرنسا والولايات المتحدة".

وأوضح أن مصر كانت ترى أن وجود حكومة في لبنان أفضل من عدم وجودها، ليستطيع لبنان جذب الدعم الدولي والدعم المالي من  البنك الدولي، حتى لو كان هناك العديد من الخلافات فـ وجود حكومة في لبنان يساعد في حل كثير من المشاكل اللبنانية.

وأكد المحلل السياسي اللبناني، أن مصر دائما ما تقف بجوار الشعب اللبناني سواء كان بالمساعدات أو بالدعم في كافة المحافل والتجمعات الدولية.

مصر اليوم أصبحت جمهورية عظمي

وتابع: "مصر اليوم أصبحت جمهورية مصر العظمى، ولم يعد أحد يتجاهل الوجود المصري على الساحة العربية والدولية، لذلك يريد لبنان من مصر أن تقوم بالتقريب بينه وبين الدول العربية، ومساعدته في القضايا الإقليمية والدولية التي تهدد استقرار أوضاعه".

ولفت أن الأيام القادمة سوف تثبت أن مصر لن تتخلى عن لبنان، بالإضافة إلى الدعم الفرنسي وزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية ومناقشة الوضع اللبناني مع ولي العهد السعودي.

وأوضح نعمة أن فرنسا تعتبر الأم الحنون للبنان وتدافع عنه دائما، والصراع القائم الآن في لبنان تقوم فرنسا بالعمل على إصلاحه بشكل كبير.

ولفت أن الصراع القائم الآن ليس فقط صراعا سياسيا بل هو صراع اقتصادي أيضا، لأن لبنان لديه احتياطات من الغاز والبترول تضع كل من فرنسا والولايات المتحدة عينيها عليها.

وقال المحلل السياسي اللبناني، إنه كان هناك العديد من المخاوف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأن يكون مواليا لإيران، ولكن ميقاتي أثبت أنه لا ينتمي لأي فصيل وأنه يعمل من أجل الصالح اللبناني فقط، لأن لبنان أوشك على الانهيار.

الحكومة اللبنانية تحتاج دعما دوليا

وأكد نعمة، أن الحكومة اللبنانية تريد دعما دوليا لـ تستطيع أن تعمل وتخرج لبنان من كبوته وأزماته الاقتصادية والسياسية الخانقة على المستوى الدولي الإقليمي.

قال إن "اللبنانيين يشكرون مصر على نقل الغاز إليهم، فـ لبنان يعاني من مشكلة نقص في الطاقة منذ 20 عاما".

وأوضح نعمة، أن الفساد في لبنان كان يمنع عمل شبكة كهرباء جديدة قد تكلف من 2 إلى 3 مليون دولار، الآن لبنان دفعت أكثر من 30 مليار دولار في 10 سنوات للطاقة وما زالت مشكلة الكهرباء قائمة.

ولفت أن مشروع نقل الغاز المصري إلى لبنان إنجاز كبير للدولة المصرية وفرحة كبيرة للشعب اللبناني، لأن أول شيء سيقف سرقة الأموال والطاقة اللبنانية من قبل بعض السياسيين في لبنان.

وتابع: "الشيء الثاني هي السرعة التي أنشأ بها المشروع وتم عمل شبكة الربط من مصر مرورا بالأردن وسوريا وصولا إلى لبنان، وهذا يدل على جدية الجانب المصري في الوقوف بجانب الشعب اللبناني في أزماته".

ماكرون وتصفية الأجواء المتوترة

وأوضح المحلل السياسي اللبناني، أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة العربية السعودية، نجحت في الاتفاق على إعادة فتح العلاقات الدبلوماسية بين المملكة ولبنان وفتح التجارة بين البلدين.

وتابع: "لكن على الجانب السياسي لن يكون هناك حل في الوقت الحالي، لكن من الممكن أن تحل الأزمة بعد الانتخابات اللبنانية القادمة".

وأضاف أن أي تفاهم بين الدول العربية وإيران أو الولايات المتحدة وإيران في الشرق الأوسط نتيجته ستنعكس على لبنان مباشرة، وعلى العكس أي تأزم ينعكس أيضا على لبنان، مثل ما حدث في تأزم الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة رأينا أن حزب الله شن هجمات عسكرية على دولة الاحتلال في رسائل واضحة للأمريكان.

ولفت أن الحل في لبنان يقع بين تيارين وهما: التيار العربي الفرنسي الأمريكي، والتيار الإيراني التركي السوري، إذا تم التفاهم بين الخطيبين سيكون هناك حل في لبنان، وإذا لم يكن هناك تفاهمات لن يكون هناك حل وسيبقى الشعب اللبناني هو المتضرر من هذا الصراع.

وأوضح نعمة، أنه من الممكن أن يكون هناك وساطة مصرية بين دول الخليج ولبنان، مؤكدا: "مصر حاليا لها دور كبير في الشرق الأوسط تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعمل على مختلف المحاور الإقليمية والدولية".

الرئيس السيسي لم ينسى لبنان 

واختتم: "الرئيس السيسي لم ينسى لبنان ولم يتأخر للحظة عن مساعدة الشعب اللبناني، لذلك من المتوقع أن يكون هناك مبادرة أو وساطة مصرية بين لبنان ودول الخليج لإزالة الخلاف القائم وعودة لبنان إلى الحاضنة العربية من جديد".