قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بين خالد سعيد.. وسيد بلال!


سيد بلال (1981 - 6 يناير 2011).. مواطن مصري يقطن في الإسكندرية، اعتقله رجال جهاز أمن الدولة هو ومعه الكثير من السلفيين للتحقيق معهم في تفجير كنيسة القديسين وقاموا بتعذيبه حتى الموت.
وكانت الشرطة المصرية قد اقتادت سيد بلال من مسكنه فجر الأربعاء 5 يناير وأخضعته للتعذيب ثم أعادته إلى أهله جثة هامدة بعدها بيوم واحد.
وخالد محمد سعيد صبحي قاسم (27 يناير 1982 - 6 يونيو 2010) هو شاب مصري في الثامنة والعشرين من العمر، من مدينة الإسكندرية، مصر. يُعتقد أنه تم تعذيبه حتى الموت على أيدي اثنين من مخبري الشرطة اللذين أرادا تفتيشه بموجب قانون الطوارئ.
بين القتيلين مناطق تشابه في الشكل، واختلاف في المضمون، فبينما أصبح خالد سعيد هو أيقونة ثورة الغضب المصرية، وكانت الصفحة التي دشنت باسمه على موقع "فيس بوك" هي من المحرضين الأساسيين على نقل تجربة تونس إلى ميدان التحرير، دون أية دراسة للمضمون، وانبهارًا بالشكل فقط، كان سيد بلال يُقتل بأمن الدولة لأنه سلفي، ولم يتم التعامل معه كأيقونة للثورة بأي حال من الأحوال، وهو الذي سبق بموته نقل الثورة (كوبي/ بيست) بتسعة عشر يومًا فقط، ولكن لأسباب سنوضحها، لم يتم التعامل مع موته بالشكل اللائق، بينما وبعد الثورة بعشرة أشهر، حاول البعض أن يصنع من مينا دانيال أحد ضحايا أحداث ماسبيرو 9 أكتوبر 2011 أيقونة جديدة لثورة الغضب المصرية الثانية، وتم عقد لقاءات مصورة بين والدتي الشهيدين، بل ومسرح الدولة يحتفي بسيرتيهما، في مسرحية اسمها "على فين يا بلد؟!"، ولا أثر لضحية التعذيب في أمن الدولة الأقرب إلى مفهوم الشهادة من الأبطال المغاوير، أيقونات ثورة التحرير!.
وتعالوا معي نوضح أن سبب المقارنة بين بلال وسعيد مشروع، لأن الأول ينتمي إلى مدرسة السلفية السكندرية، وصلى عليه الجنازة الشيخ البرهامي، وراح ضحية التعذيب بجهاز مباحث أمن الدولة، بتهمة المشاركة في تفجيرات كنيسة القديسين ليلة رأس العام المنفلت، وكان معه عدد من الإخوة السلفيين المتهمين، وقبل مرور 24 ساعة من إلقاء القبض عليه، جاء إلى أهله محمولاً، كجثة هامدة، وهو بذلك شهيد، مرتين: الأولى لأنه أخذ غيلة، وبلا تهمة واضحة، والثانية لأنه استشهد تحت وطأة التعذيب، ولم يكن في وفاته شبهة علاقة مع رئيس مباحث قسم سيدي جابر، ولم يكن متعاونًا معه كمرشد على تجار المخدرات، ولم يكن يتعاطى البانجو، أو يفجر سيارات الشرطة في 28 يناير، ولا يعتدي على أحد أمام الكاميرات متحصنًا بثوريته!
المثير للدهشة والسخرية، أن الشعب عندما واتته فرصة الشرعية واختيار ممثليه، لم يمنح أصواته لأصحاب أيقونات الغضب "المزيَّفة"، ولكنه اختار بوعي كامل، وحرية، الذين يقفون في خندق الشهيد المغدور سيد بلال، وهم التيار الإسلامي، بجناحيه، إخوانًا وسلفيين، ولم يلتفت لمناصري القتيل بالتعذيب لأسباب خفية وعلاقات مشبوهة، وتم النفخ في قضيته لأسباب خارجية، وصلت إلى حد اتهام أخيه بالتهوُّد، واستغله سياسي مزوّر في الصعود على جثته إلى حلبة المصارعة السياسية بعد خروجه من السجن, لا أحد ينكر أن خالد سعيد راح ضحية تعذيب وحشي، ولفافة بانجو مفتعلة، ولا أن مينا دانيال الشاب "الثورجي" الذي كان يحرق سيارات الشرطة في يناير الماضي، بحس ثوري ومولوتوف، مات مقتولاً برصاصة في ظهره، ولكن عندما تتحلَّق النخب السياسية المصرية حول هاتين الأيقونتين وتنسى سيد بلال، ففي الأمر شبهات، ومناوشات!
هل لأن سيد بلال كان سلفيًّا، لم يرثه أحد من النخب التي تتاجر بدم الشهداء ليل نهار؟ وهل انصراف الناس عن هذه النخب الزائفة، واختيار التيار الديني في الانتخابات مؤشر يتيح لنا القول إن "25 يناير" كانت ثورة نخبوية، منفصلة عن الشعب الذي احتكرت الحديث باسمه، والشعب هو أول من تبرَّأ منها في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ثم وإلغاء شرعية هذه النخب الشائهة بالتصويت بأغلبية ساحقة لصالح التيار الذي يمثل فصيلاً منه سيد بلال، شهيد أمن الدولة بالإسكندرية؟
الأمر ليس مجرد أسئلة، لأن الإجابات واضحة، ولكن قومي لا يعقلون!