EN
صدر حديثًا عن دار قناديل للنشر والتوزيع، كتاب «القديس والقيصر.. الفكر السياسي في المسيحية من عصر التبشير إلى عصر الإصلاح»،تأليف الدكتور علي عباس مراد - أُستاذ الفكر السياسي في جامعة بغداد، للمشاركة في الدورة الـ53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، المقرر اقامته نهاية يناير المقبل.
هذا الكتاب هو محاولة متواضعة من المؤلف لتعريف القارئ العربي على ما جمعه من المعلومات، وانتهى إليه من الآراء والاستنتاجات عن السياقات التاريخية للمعارك الفكرية التي خاضتها أوروبا في تلك الحقبة، والشخصيات الدينية التي شاركت فيها من المعسكرين الديني والدنيوي، وما أنتجته تلك الشخصيات بسببها ومن أجلها من أفكار دينية- سياسية.
ومن أجواء الكتاب:
إذا كانت ثمة عوامل متعددة دفعت أوروبا للخروج من عصور ظلامها والدخول إلى عصور نهضتها وحداثتها وأنوارها فإن أحد أبرز وأهم تلك العوامل هو السلسلة المتلاحقة من المعارك التي خاضها وانتصر فيها الفكر السياسي الوضعي على الفكر السياسي اللاهوتي، ولعل أكثر ما يستدعي النظر الدقيق والتأمل العميق في تلك المعارك هو أن كثيرا من المفكرين الذين خاضوها ووقفوا فيها إلى جانب الحكام المدنيين وسياساتهم الوضعية ضد الكنيسة وآبائها وقديسيها وسياساتهم الدينية أنهم لم يكونوا من رجال الدين فحسب، بل وكانوا من الرهبان الذين وهبوا حياتهم لطوائفهم الدينية، ولم يخض رجال الدين هؤلاء معاركهم ضد المؤسسة الدينية المسيحية (الكنيسة) من منطلق العداء للدين، إنما على عكس ذلك تماما، إذ خاضوها من منطلق الولاء للدين والحفاظ على قدسيته وتنزيهه عن المفاسد الدنيوية التي لا بد أن تلوثه حينما تنتقل شؤون العقيدة والدعوة من يد الرسل والأنبياء المنزهين عن الخطايا والأخطاء إلى يد البشر الذين خلقهم الله تعالى من طين وسوى نفوسهم فألهمها فجورها وتقواها معا وفي آن واحد وبلا دليل جازم ولا ضمان دائم على عفتهم ونزاهتهم.
