الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حصاد 2021.. أبرز 10 أحداث عالمية في عام الصراعات.. اقتحام الكونجرس وتنصيب بايدن رئيسا لأمريكا.. طالبان تعود لحكم أفغانستان.. وطي صفحة الخلاف الخليجي وعودة العلاقات مع قطر

اقتحام الكونجرس
اقتحام الكونجرس

 

 

يمكن القول بأن عام 2021 لم يكن صاخبًا مثل 2020 الذي شهد ظهور جائحة فيروس كورونا وانتشارها، واحتلت أخبار الإصابات والوفيات جرائه الصحف يوميًا، ما دفع الكثير إلى وصف هذه السنة بأنها "الأسوأ على الإطلاق".

لكن عندما هلّ عام 2021 كانت أحداثه غير مروعة مثلما حدث في عام 2020، إلا أن الصراعات طغت على أشهره إلى جانب قضايا أخرى جيدة، والتي نرصدها في التقرير التالي مع اقتراب السنة على المضي والانتهاء.

1- قمة العلا وعودة العلاقات الخليجية

انطلقت في 5 يناير، أعمال الدورة رقم 41 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في مدينة العلا السعودية، بمشاركة قادة الدول الأعضاء.

وشهدت هذه القمة اهتماما متزايدا فى ظل مساعٍ لتعزيز الحوار بين دول الرباعي العربي وقطر، حيث سبقتها جهود كويتية حثيثة لرأب الصدع، لينتج عنها "إعلان العلا" الذى شمل التوقيع على بيان بشأن الدوحة.

ووقع القادة ورؤساء الوفود المشاركين في القمة الخليجية على وثيقة مبادئ تؤسس لإنهاء الأزمة الدبلوماسية مع قطر التي استمرت لأكثر من 3 أعوام.

قمة العلا

2- اقتحام الكونجرس

بدأ الأسبوع الأول من عام 2021 أيضًا، وتحديدًا يوم 6 يناير بحدث غير مسبوق، وهو اقتحام مجموعة من أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبنى الكونجرس، وذلك أثناء جلسة التصديق على نتائج الانتخابات الأمريكية وإعلان فوز الرئيس جو بايدن، إذ فوجئ الجالسون داخل مبنى الكابيتول بالواقعة.

وقبل دخول أنصار ترامب المبنى، عمت الفوضى محيط الكونجرس بعد عبورهم الحواجز الأمنية للمبنى والاشتباك مع عناصر الشرطة، لينجحوا بعدها في دخول قاعة مجلس الشيوخ واحتلالها، وتحطيم المكاتب وسرقة أشياء منها.

جاء ذلك بعدما خاطب ترامب الآلاف من أنصاره، زاعمًا سرقة الانتخابات منه بسبب تزوير ومخالفات على نطاق واسع، من أجل فوز الرئيس جو بايدن.

اقتحام الكونجرس

3- تنصيب بايدن رئيس لأمريكا

في 20 يناير، أدى الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليمين الدستورية في حفل تنصيب بالعاصمة الأمريكية واشنطن، ليصبح الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة، وتكون نائبته كامالا هاريس.

وجاء حفل التنصيب في ظل ظروف فيروس كورونا، فتم تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي بمشاركة ألف ضيف فقط، وغاب عن الحضور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ليصبح أول رئيس للولايات المتحدة منذ أندرو جونسون لا يحضر الحدث.

وفور تولى المنصب، اتخذ بايدن إجراءات سريعة موفيًا بوعده بتقوية العلاقات مع حلفاء أمريكا، وأعاد الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، وجدد معاهدة ستارت الجديدة لمدة 5 سنوات، وسعى إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، إذ أثارت هذه السياسات الجديدة استحسانًا كبيرًا من الدول الأخرى.

تنصيب بايدن رئيسا لأمريكا

4- زيادة اللقاحات وتحور فيروس كورونا

نجحت عدد من الدول في إنتاج وتطوير لقاحات لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، لتنضم بذلك إلى لقاحات الجدري وشلل الأطفال والحصبة، باعتبارها تقدمًا كبيرًا من أجل إنقاذ الأرواح وتقليل معدلات الإصابة بالوباء.

ورغم السرعة التي تم تطوير لقاحات كورونا بها، فتاريخيًا، يستغرق إنتاج وتطوير لقاح من 10 إلى 15 عامًا، فيما تم تطوير أسرع لقاح خلال 4 سنوات، إلا أن اللقاحات كانت لها فعالية مذهلة، فيعتبر لقاحا "فايزر" و"موديرنا" أكثر فعالية بنسبة 90٪ ضد فيروس كورونا ومتحوراته التي ظهرت بعده.

وتعتبر سلالة دلتا، التي ظهرت لأول مرة في ديسمبر 2020 بالهند، أكثر عدوى من السلالات الأخرى لفيروس كورونا، وسرعان ما أصبحت السلالة المهيمنة في جميع أنحاء العالم.

وفي نوفمبر 2021، أعلن علماء من جنوب إفريقيا ظهور متحور أوميكرون، الذي عُثِر عليه في غضون أسابيع قليلة في عدد كبير من دول العالم، وحتى نهاية هذا العام، ليس من الواضح ما إذا كان هذ المتحور الجديد يمثل تهديدًا صحيًا أكبر وسيرسل الاقتصاد العالمي إلى حافة الانهيار.

لقاحات كورونا

5- تفاقم الحرب في إثيوبيا

تحول الصراع الذي بدأه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا إلى معارك طاحنة وحرب واسعة قادت البلاد إلى حالة أشبه بالمجاعة مع بداية عام 2021 نددت بها دول العالم والمنظمات الدولية.

ودخلت إثيوبيا في حرب أهلية مريرة، بعدما أمر آبي أحمد الجيش الإثيوبي، بالقتال ومهاجمة جبهة تحرير تيجراي، في نوفمبر من عام 2020، ليصبح الصراع على أشده في العام الذي يليه، وبعدما حققت القوات الفيدرالية انتصارًا على قوات الجبهة، تغيرت الأحداث.

بعد استيلاء قوات آبي أحمد على ميكيلي، عاصمة تيجراي، استطاعت قوات جبهة تحرير تيجراي في يونيو 2021 السيطرة على المدينة، وأخذت تتقدم جنوبا نحو العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وشرقا نحو جيبوتي، مهددة بقطع الطريق الذي يمد البلاد بـ 95 % من وارداتها البحرية.

وأعلنت منظمات عديدة، نزوح حوالي مليوني إثيوبي، وارتكات جميع أطراف النزاع جرائم حرب، داعية إلى الوصول إلى حل لإنهاء القتال الذي دمر البلاد.

تفاقم أزمة تيجراي

6- فوز إبراهيم رئيسي بانتخابات إيران

في 19 يونيو، أعلنت اللجنة الانتخابية في إيران، فوز إبراهيم رئيسي بـ61,95% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، ليعود بذلك المحافظون الإيرانيون إلى السلطة بعد 8 سنوات من حكم الإصلاحيين بقيادة حسن روحاني.

وخلف رئيسي الذي كان يتولى رئاسة السلطة القضائية منذ 2019، الرئيس حسن روحاني الذي لم يحق له دستوريا السعي لولاية ثالثة متتالية.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

7- طالبان والسيطرة على أفغانستان

يعتبر الحدث الأبرز في عام 2021، هو استعادة حركة طالبان السيطرة على أفغانستان بعد الدخول إلى العاصمة كابول، بعد انهيار الحكومة الأفغانية وقواتها ومغادرة الرئيس أشرف غني البلاد، إثر قرار الولايات المتحدة وحلفائها بالانسحاب من الأراضي الأفغانية.

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أبرم صفقة مع طالبان تقضي بسحب جميع قوات بلاده بحلول 1 مايو 2021، لكن قبل أسبوعين من هذا الموعد النهائي، أمر الرئيس جو بايدن بإنهاء الانسحاب الكامل في موعد أقصاه 11 سبتمبر. 

ومع استمرار انسحاب القوات الأمريكية، انهار الجيش الوطني الأفغاني واجتاحت طالبان البلاد، لتسقط في أيدي مقاتلي الحركة في 15 أغسطس، مما أدى إلى محاصرة آلاف الأجانب في العاصمة.

احتشاد الأفغانيين في مطار كابول

وأثارت عودة طالبان للحكم بعد تخلي أمريكا عن أفغانستان حالة من ردود الأفعال والجدل والمخاوف من حالة الفراغ والفوضى التي سادت البلاد، خاصة المشاهد المروعة التي ظهرت في مطار كابول واحتشاد الآلاف من المواطنين للهروب من الحركة التي جاءت مجددًا بعد 20 عامًا من حكمها، وخروج النساء في حركات احتجاجية خشية قمعهن ومنعهن من التعليم والعمل.

لكن واشنطن دافعت عن الأمر، وقدمت جهدًا كبيرًا لإجلاء الأمريكيين الذين تقطعت بهم السبل بحلول 31 أغسطس، وهو الموعد النهائي الذي حددته طالبان، ليخرج آخر جندي يومها تاركًا وراءه أكثر من مائة مواطن أمريكي وما يصل إلى 300 ألف أفغاني ربما يكونون مؤهلين للحصول على تأشيرات أمريكية سريعة، بينما أشاد بايدن بقرار الانسجاب وجهود الإجلاء، واصفًا الأمر بأنه "نجاح غير عادي".

سيطرة طالبان على الحكم

8- تشكيل حكومة في لبنان

بعد أكثر من عام من استقالة حكومة حسان دياب بسبب انفجار مرفأ بيروت، تم تشكيل حكومة جديدة بلبنان في سبتمبر 2021، والذي ترأسها نجيب ميقاتي.

وكان ينتظر لبنان والعالم أجمع هذه الحكومة، من أجل إنهاء حالة من الشلل السياسي التي استمرت عدة أشهر، فضلا عن معاناة البلاد من أزمات اقتصادية واجتماعية وانهيار الليرة، لتقع بيروت تحت وطأة الفقر والاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية شاملة.

ويعتبر ميقاتي هو ثالث شخصية، بعد الحريري ومصطفى أديب، يكلفها الرئيس ميشال عون بتشكيل الحكومة.

رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي

9- تحالف أوكوس الأمني

أزمة كبيرة حدثت عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وبريطانيا عن تحالف "أوكوس" الأمني، في سبتمبر، حيث تضمن صفقة غواصات نووية أمريكية إلى أستراليا لتعزيز دفاعاتها البحرية، والذي أدانته فرنسا، نظرًا لإلغاء كانبرا صفقة توصلت إليها قبل سنوات مع باريس لشراء 12 غواصة بقيمة 66 مليار دولار.

وبرر البيان الذي أعلن عن الاتفاقية أنها ضرورية "للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، إلا أن فرنسا والصين نددتا بالصفقة، واستدعت الأولى سفيريها في كانبرا وواشنطن، في خطوة لم يسبق لها مثيل في العلاقات الثنائية مع أي من البلدين. 

الإعلان عن تحالف أوكوس الأمني

10- ميركل تسلم السلطة إلى أولاف شولتس

بعد 16 عامًا في السلطة، تركت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منصبها لخليفتها أولاف شولتس، بعد فوز حزبه الديمقراطي الاجتماعي بفارق في الانتخابات الفيدرالية سبتمبر الماضي، متغلبًا على الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وفي 8 ديسمبر، اختار البرلمان الألماني "البوندستاج"، أولاف شولتس "63 عاما"، مستشارا للبلاد، بعد أن حصل على دعم 395 نائبًا، ليحل محل أنجيلا ميركل.

وبذلك ينهي شولتس عهد ميركل التي تقاعدت في سن الـ67، وهي أول امرأة تدير ألمانيا، حيث أمضت في السلطة 5860 يومًا.

ميركل تسلم السلطة إلى أولاف شولتس