الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كانت سجنًا للنساء الإيطاليات.. حكاية مدرسة أحمد زويل الإعدادية بالمنصورة

صورة قديمه للمدرسه
صورة قديمه للمدرسه

منذ عشرات السنين، استقبلت المنصورة عدة جاليات أجنبية استقرت وعاشت بها، كان من أبرزها الجالية الإيطالية التي بنت مدرسة لها بطراز معماري فخم وسميت مدرسة الجالية الإيطالية، حيث كانت تسود حالة من الاستقرار في ذلك الوقت.

مرت عدة سنوات حتى دخلت إيطاليا الحرب العالمية الثانية ضد إنجلترا التي كانت ‏تحتل مصر وقتها، فقام الإنجليز بالقبض على جميع الرجال الإيطاليين في ‏مصر ‏وتم حبسهم في 11 معتقلا منتشرين في كل أنحاء مصر، أما النساء فلم ‏يقبضوا سوى على النساء اللاتي أثبت أنهن تعاون ضد الإنجليز، وجمعوهن ‏وسجنوهن في مكان واحد وهو المدرسة التي بنوها في المنصورة، وفقا  للدكتور إيهاب الشربيني، مؤلف كتاب "حكايات المنصورة". 

وواصل قائلا: “كان السجن في المدرسة الإيطالية في المنصورة، حيث جمعوا كل المناضلات الإيطاليات والألمانيات وسجنوا ‏خمس سنوات في ظروف صعبة جدا، لدرجة أن العديد من سيدات ‏المنصورة، خصوصا أهل الحسنية وميت حدر وسيدي عبد القادر، كن ‏يجمعن الطعام والأدوية ويهربنها  داخل السجن للإيطاليات، حيث إن هذه الأحياء وقتها كان يقيم بها إيطاليين كثيرون وكان بينهم وبين المصريين مودة، فظهرت شهامة نساء المنصورة معهم”.

وأضاف الشربيني: “من ضمن المسجونات الأجانب كانت هناك سيدة مصرية فقط، وهي الجاسوسة حكمت ‏فهمي، وقام الإنجليز بالقبض عليها  وسجنوها في  سجن الأجنبيات في المنصورة، وحكت في مذكراتها الأهوال ‏اللي قابلتها في السجن هناك، وبعد نهاية الحرب العالمية وخروج إيطاليا مهزومة، والإفراج عن ‏السجينات، تحطمت الجالية الإيطالية في مصر وأجبرتهم إنجلترا على ‏ترك مصر كلهم، فقامت الجالية الإيطالية ببيع المدرسة إلى الجالية الفرنسية وأصبحت ‏مشهورة باسم مدرسة الليسيه الفرنسية، وظلت سنين كثيرة بهذا الاسم ‏وتخرج فيها كثير من أهالي المنصورة، وأصبحت واحدة من أعرق ‏مدارس الدلتا”.

وتابع: “وبعد خروج الجالية الفرنسية تم تحويلها إلى مدرسة ‏للبنات وأصبحت مشهورة اليوم باسم مدرسة أحمد زويل الإعدادية ‏للبنات، وتقع أمام مبنى محافظة الدقهلية، حيث صمم المدرسة معماري إيطالي عظيم اسمه ‏جياكومو، وهو واحد من أهم المعماريين في تاريخ إيطاليا، ووالده ووالدته ولدا وعاشا بمدينة المنصورة”.