الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.علاء الشال يكتب: أسرار مهمة لحياة أسرية سعيدة (1)

د. علاء الشال
د. علاء الشال

من أخطر ما يجري في بيوتنا الصغيرة وجود المشكلات باستمرار وعدم الهدوء العاطفي أو التماسك الوجداني بين أفراد المجتمع الصغير. وهناك أسرار كثيرة بسببها تعيش بعض الأسر في حياة سعيدة. ومن تلك الأسرار:

السر الأول: ذكر الله تبارك وتعالى عند دخول البيت، فهؤلاء السعداء يذكرون الله عند دخولهم وهي كلمة يسيرة على الصغار والكبار، لكن يتذكرها الموفَّقون في وقت دخولهم، وعند ذلك يقول الشيطان: لا مبيت لكم؛ كما ورد في صحيح السنة، وإن الشيطان هو أصل التعاسة والمشاكل والشقاء، وهل يعجِز عن هذه التسمية أحد؟ لكنه النسيان والذهول، وعلاجه بإذن الله تعالى الإكثار والتعاهد والتذكير.

السر الثاني: السلام على أهل البيت، فإنها بركة وضمان؛ يقول عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة كلهم ضامنٌ على الله)، وذكر منهم: (ورجل دخل بيته بسلام)؛ ، ومعنى ضامن: أي بحفظ الله تعالى ورعايته، وعلينا بإكمال السلام إلى البركة؛ لأنها دعوات عظيمة بالسلامة والرحمة والبركة، وهي من أركان السعادة في حين أن بعض الأسر لا تعرف للسلام طريقًا في دخولها ولا خروجها، وعليهم علاج ذلك ولو بالدُّربة والتدريج؛ حتى يكون سجية لهم، فما أعظمه من دعاء!

السر الثالث التفاهم بين أهل البيت وعدم الخلاف والجدل، فيجتهدون أن تكون كلمتهم واحدة، فيجتمعون في الرأي وعلى المأكل وفي المجلس، وإذا بدأ الخلاف بينهم قطعوه، فلهذا تأثيره الكبير على سلوكياتهم ونفوسهم، واجتماع قلوبهم، ويتنازل بعضهم لبعض، فيتنازل الصغار لرأي الكبار، ويتنازل الجميع لرأي الوالدين ونحو ذلك.

 السبب الرابع من أسباب سعادة البيوت: التفاهم بين الزوجين فيما يخصهما، فتبقى المشكلة والحل فيما بينهما من دون نشر ذلك بين الأولاد، لأن سريان تلك المشاكل إلى الأولاد يجعل الحزبية في داخل تلك الأسرة ويقلل السكينة والطمأنينة، خصوصا إذا كان الأولاد لا يقدمون ولا يؤخرون في تلك المشاكل شيئا، وهذا يحتاج إلى بُعد نظر وتعقل من الزوجين الكريمين. 

السر الخامس: العدل بين الأولاد في العطايا، فإن الجَور في تفضيل أحد، بلا موجب واضح قد يجعل الضغينة في قلوب الآخرين يتفرقون بسبب ذلك، فليتَّق اللهَ الوالدان في السر والعلن في العدل؛ طلبًا لرضا الله تبارك وتعالى، وطلبًا للاستقرار والطمأنينة والسعادة.

السر السادس: التغافل الإيجابي والذكي عن بعض الزلات، فلا يقف الوالدان عند كل دقيق وجليل في التصرفات واللفظات، ولكنه يَمزج هذا التغافل بالجانب التربوي لتصحيح الأخطاء والمفاهيم، لكنك لا تتغافل عن أمور تخالف الشرع، لكن عالِجها بالأسلوب المناسب وضمن الزمان والمكان المناسبين.

السر السابع لسعادة البيوت: وجود درس تربوي خفيف لأهل البيت يتعلمون من خلاله، فهو ملتقى علمي وتربوي، فينهلون من خلاله المفاهيم والقيم الإيجابية، وله مخرجاته الطيبة التي لا تحصى، فمنها تصحيح المفاهيم، وزرع القيم، وزوال الجهل، وحصول العلم، ونزول السكينة، وغشيان الرحمة، ودخول الملائكة البيت، وأن الله تعالى يذكرهم فيمن عنده في الملأ الأعلى، والطمأنينة، والراحة، والارتياح، كل هذا وأمثاله في جلسة ذكر لأهل هذا البيت، فليسارع الوالدان الكريمان في تفعيل هذا، فهما الرابحان أكثر من غيرهما، وربما تسلسل في أولادهم وأحفادهم، فكان صدقة جارية لهم.

السبب الثامن لإسعاد البيوت: الجلسة المفتوحة لأهل البيت يتجاذبون فيها الأحاديث الودية ونحوها، فهي مما يسعدهم؛ حيث اجتمعوا، فترابطت نفوسهم وقلوبهم، فسعِد بعضهم ببعض.
اللهم ألف بين قلوبنا واهد كل عاص وعافِ كل مبتلى.