EN
" الحبرة " هو الزى الرسمي لنساء الصعيد الجوانى خاصة الأقصر، وهو عبارة عن غطاء يغطى السيدة من رأسها إلى قدميها فالبرغم من أنه فى عام 1898 حرر الكاتب الكبير قاسم أمين المرأة من كل القيود ومنها لبس "الحبرة" ولكن فى الأقصر كان لهم رأي آخر حيث تمسكت النساء بلبس "الحبرة" ليحفظهن من نظرات الرجال.
ويقول عم " ينىً ميخائيل " أقدم صانع للحبرة فى إسنا جنوب الأقصر: "أنه تعلم صنع الحبرة من أجداده وعلمها بالتالي لأولاده وأحفاده حيث يقوم بصنعها على "النول" فهو يعشق صنع الحبرة ويتفنن في أشكالها المتميزة.
ويوضح " ينىً " أن النول عبارة عن قطعة خشبية كبيرة يثبت عليها عدد من المسامير ويربط بها خيوط حرير طولها 4.5 متر وذلك لإنتاج " حبرة " بطول 3 أمتار يقوم بشراء الخيوط من محافظات أخري بأنواع مختلفة وأشكال مختلفة حسب رغبة الزبائن.
ويضيف " ينى" أن نساء مركز إسنا هن الوحيدات اللاتي لا يزلن متمسكات بالعادات والتقاليد في الزى ومنها ارتداء الحبرة فالفتاة المقبلة على الزواج تقوم والدتها بتحضير الحبرة في جهازها كزى أساسي في جهاز العروس، حيث يتم عمل حبرة باللون الأسود على الأطراف تزين باللون البنفسجى أو النبيتى لتدل على أنها سيدة متزوجة حديثا والحبرة باللون الأسود القاطم تعبر عن السيدة المتقدمة في العمر أو تلبس في المناسبات الحزينة كتعبير عن الحزن الشديد من المراة على فقدانها عزيز.
ويؤكد " ينى " بأن المهنة قاربت على الاندثار وجميع الأيدي العاملة بها هربت بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة تكلفة صناعة الحبرة عن ثمنها، فصافى أرباح اليوم الكامل في صناعتها لا يصل إلى 50 جنيها فقط قائلا :" ابنى قلى 50 جنيه اعمل بيها ايه ، اشتغل على توك توك احسن " مشيرا إلى أنه لا يزال متمسكا بصنعته لأنه يعشقها ولن يتوقف عن صناعتها إلا إذا جاءه الموت.
ومن جانب آخر تقول " بخيته السيد " إحدى سيدات إسنا إن لا غنى عن ارتداء الحبرة في الخروج من المنزل ويتم ارتداء عباءة أسفلها أيضا حتى لا يظهر من المرأة شيئا منها إلا يداها وعيونها فقط حتى عند ذهابها إلى العمل تقوم بارتدائها وترتدى أسفلها الزى العادى عبارة عن جيب وبلوزة وتقوم بخلع الحبرة داخل العمل وبعد الانتهاء من العمل تقوم بارتدائها مرة أخرى فهى لا تستطيع الخروج في الشارع إلا بها.
