الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من آن لآخر| عبدالرازق توفيق.. يكتب: الأمن والاستقرار

الكاتب الصحفي عبدالرازق
الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق، رئيس تحرير جريدة الجمهورية

قال الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق، رئيس تحرير جريدة الجمهورية، ليس هناك نعمة أعظم من الأمن والأمان والاستقرار.. تتقدم بها الدول وتبنى وتُعمر.. وتأمن فيها الشعوب على الحاضر والمستقبل.. وإذا كانت مصر تعرضت فى يناير 2011 - وصولاً لحكم الإخوان المجرمين- إلى هزة عنيفة عانت خلالها الانفلات الأمنى والفوضى.. والعمليات الإرهابية والإجرامية.. وافتقاد المواطن للأمن والأمان وغياب الاستقرار عن الوطن.. إلا أن مصر استعادت سريعاً مع ثورة 30 يونيو 2013 إرادة تحقيق الأمن والاستقرار والبناء والتنمية.. فنجحت ببطولات وتضحيات أبنائها من أبطال الجيش والشرطة.. فانطلقت وانتصرت فى معركتى البقاء والبناء.. وأصبحت من أعلى الدول فى مؤشرات الأمن والأمان فى العالم.

70 عاماً على ذكرى البطولة والشجاعة والشرف والوطنية.. عيد الشرطة المصرية.. يأتى إلينا هذا العام ونحن على أعتاب «جمهورية جديدة».. نتسلح فيها بالعلم والتكنولوجيا ونمتلك القوة والقدرة.. وتتحقق أعلى معايير حقوق الإنسان، إنها شرطة وطنية تتفانى فى نشر الأمن والأمان فى كافة ربوع البلاد.
 
الأمن والاستقرار
 كم تساوى نعمة الأمن والأمان والاستقرار التى تعيشها مصر فى كافة ربوع البلاد؟.. الحقيقة أن هذه النعمة لا تقدر بثروات الدنيا وأموالها، وإذا أردت أن تعرف الإجابة الحقيقية عليك أن تسأل مَن فقد هذه النعمة من شعوب الدول التى سقطت فيها الدولة الوطنية ومؤسساتها، وفى مقدمتها المؤسسات العسكرية والأمنية ليقولوا لك إنها تساوى الحياة، وهى أصل الوجود.


اسأل الحاقدين والمشوهين والمتربصين.. كم تساوى نعمة الأمن والأمان والاستقرار فى وطن قوى وقادر، تستطيع أن تطمئن فيه وتأمن على بيتك وأسرتك ومالك وحريتك ونجاحك وآمالك وطموحاتك ومستقبلك.. السؤال المهم: كيف تنظر إلى من يحمى هذه النعمة ويصونها ويرسخها، ويضحى بحياته من أجلها، ويفارق أهله وأسرته وينزل لمواقع عمله فى البرد القارس والصقيع فى كل مناطق الجمهورية.. المعمورة منها والنائية أو المترامية الأطراف فى الليل أو فى لهيب الحر والشمس الحارقة.. هل فكرت فى هؤلاء الذين يضحون براحتهم من أجلك.. ويسهرون الليل لتأمن وتطمئن.. وكيف تنظر إلى مَن مات شهيداً من أجل ألا يركع الوطن.. ومن أجل ألا يخاف المواطن أو يشعر بالذعر أو يسقط فريسة فى يد خفافيش الظلام، أو المتآمرين والمجرمين؟


الأمن من أعظم نعم المولى عز وجل على البشر، وذكره فى محكم آياته: «فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف».. وقال النبى (صلَّى اللَّه عليه وسلم) فى حديث رواه سلمة بن عبيد اللَّه بن محصن: «من أصبح منكم آمناً فى سربه، معافى فى جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا».

فى يناير 2011 تعرضت مصر لمؤامرة شيطانية لم يكن التغيير هدفاً للمتحالفين مع أعداء الوطن، بل كان التخريب والتدمير وإسقاط الدولة الوطنية وهدم مؤسساتها وتم التغرير وخداع المواطنين البسطاء فى مخطط سعى لاختطاف الوطن وتعرضت الدولة المصرية لهزة عنيفة، كان أصعب وأقسى المشاهد هو الانفلات الأمنى وشعور المواطن بالذعر والخوف، وأن البلد يُسْرَق من بين يديه، ووقع فريسة للمجرمين والخارجين على القانون، والإرهابيين والفوضويين والأناركية، وبات غير آمن على بيته وأسرته وأبنائه، وظهرت اللجان الشعبية التى تشكلت فى معظمها من المشبوهين والمسجلين والخارجين على القانون.. غابت الدولة ممثلة فى مهام رجال الشرطة الشرفاء، وفى حفظ الأمن والأمان للمواطنين.. وعاث المتآمرون فى البلاد فساداً وإجراماً وإرهاباً وتحريضاً من قبل أعداء الحياة على جهاز الشرطة الوطني.


لم تنعم مصر بالأمن والأمان والاستقرار فى هذه المرحلة، وبالتالى توقفت الحياة، وافتقد المواطن الأمن والأمان والاستقرار، وتوقفت عجلة العمل والإنتاج والبناء فى ظل الفوضى التى عاشتها البلاد والمزايدات والمتاجرات.


نجحت مصر عقب ثورة 30 يونيو العظيمة فى استعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها، وبالتالى عاد الأمن والأمان والاستقرار الذى لم يأت من فراغ فى ظل محاولات استهداف مصر.. وانتشار الإرهاب والعمليات الإجرامية.. إلا أن جهاز الشرطة الوطنى نجح مع جيش مصر العظيم فى استعادة الأمن والاستقرار فى كافة ربوع البلاد، وانحسر الإرهاب.. وأصبح المواطن لا يخشى أى شيء.. وعادت الحياة من جديد وتزامنت النجاحات على صعيد معركتى البقاء والبناء.


الحقيقة أن معجزة البناء والتنمية والنجاحات الاقتصادية التى أشاد بها العالم.. كان ومازال الأمن والاستقرار هو أساس وسبب النجاحات الكبيرة التى تحققت بفضل تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم للوطن.

الصورة والمشهد مأساويان فى الدول التى سقطت فيها الدولة الوطنية ومؤسساتها الأمنية.. تحولت إلى بيوت أشباح، ينتشر منها الخوف والذعر والإرهاب، وميليشيات الإجرام والمرتزقة.. انتشر فيها الخراب والدمار.. وسكن المجهول أرجاء هذه الدول.. وضاعت الشعوب.. وكان القتل والسحل والترويع والتنكيل بالمواطنين، الذين أصبحوا فى قبضة المرتزقة والإرهابيين وأعداء الحياة.. فلا وجود للدولة.. وأصبحت شعوب هذه الدول تعيش فى مخيمات ومعسكرات اللاجئين.. والهجرة والرحيل من هذه الدول يعنى المضى إلى المجهول أو الموت غرقاً فى البحار والمحيطات، بعد أن رحلت نعمة الأمن والأمان والاستقرار.


هذا يعنى ببساطة أهمية وحتمية وجود الدولة الوطنية التى لطالما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على أهمية وجودها وقوتها وقدرتها، أو استعادتها ومؤسساتها، خاصة العسكرية والأمنية من خلال وجود جيش وطني، أو شرطة وطنية، تتصدى لكل مظاهر الإجرام والفوضى والإرهاب، وتوفر الأمن والأمان للمواطن.


لذلك عندما نتحدث عن الدور الوطنى الشريف الذى تؤديه الشرطة المصرية، فهو يمثل إكسير الحياة والبناء والتنمية والتقدم والاستقرار.. فرجال الشرطة الشرفاء هم مصدر فخر واعتزاز المصريين لما قدموه ومازالوا من تضحيات وبطولات ومهام صنعت الفارق وأعادت الطمأنينة للوطن والمواطن، بعد سنوات الفوضى والانفلات.. كان ومازال رجال الشرطة الشرفاء فى صدارة الدفاع عن حق الوطن فى الأمن والبناء والتقدم.

لعلنى أتذكر معركة مصر مع الإرهاب الأسود فى سيناء وكافة ربوع البلاد، وكيف تصدى رجال الجيش والشرطة البواسل بشجاعة وصدور عارية وكفاءة حتى انحسرت العمليات الإجرامية لميليشيات الإخوان الإرهابية.. وتم تطهير سيناء من دنس الخونة والإرهابيين وانطلقت ملحمة البناء والتنمية فى ربوعها.. لتطمئن مصر إلى أن أرضها ستظل طاهرة محفوظة بتضحيات أبنائها.


فى العيد الـ70 لرجال الشرطة الشرفاء.. لا يمكن أن ننسى كيف تصدى هؤلاء الأبطال فى الإسماعيلية لقوات المستعمر والمحتل الإنجليزي، رغم تفوق القوات الإنجليزية فى العدة والعتاد، ولم يملك أبطال الشرطة غير البنادق العادية فى مواجهة مدرعات ومدافع وقذائف، إلا أنهم رفضوا الاستسلام وتمسكوا بالدفاع عن كرامة وعلم الوطن.. فنالوا الاحترام والتقدير والتحية من عدوهم، وحفظ التاريخ والوطن لهم أمجادهم وبطولاتهم، حتى بات عيداً للشرطة المصرية.. وعيداً للتضحية والفداء والشرف والبطولة والشجاعة.


رجال الشرطة كانوا ومازالوا يقدمون الغالى والنفيس لمصر وشعبها.. ساهرين على أمن واستقرار البلاد.. يتسلحون بفخر واعتزاز المصريين.. ويواكبون الأحدث فى العالم من قدرات عصرية للعمل الأمنى المحترف. وأيضاً بما يملكونه من تأهيل وتدريب، دعماً من القيادة السياسية إيماناً بدورهم فى ترسيخ الأمن والاستقرار الذى هو عصب البناء والتنمية والعمل والإنتاج والاستثمار لتحقيق الأهداف المنشودة لتحقيق التقدم.


الحقيقة نحن أمام شرطة وطنية عصرية تتعامل باحترافية فى تنفيذ سلطة القانون.. وبروح إنسانية راقية فى التعامل مع المواطنين، وتوفير خدماتهم بأحدث ما يكون فى ظل ما تشهده من تطور تكنولوجى ورقمنة، وتُطبق أعلى معايير حقوق الإنسان من خلال تسهيل كل الخدمات التى يحتاجها المواطن، ومكافحة الجريمة والفساد، وتحقيق الانضباط فى الشارع من خلال تعامل راقٍ مع المواطنين، لأن الشرطة المصرية وأبناءها هم أبناء الشعب المصري.. ومن نسيج الوطن.. كذلك توسع وزارة الداخلية فى إقامة مراكز الإصلاح والتأهيل التابعة لقطاع الحماية المجتمعية التى تجسد أعلى معايير حقوق الإنسان تتوفر فيها الحياة الكريمة للنزيل بمفهومها الشامل، سواء على سبيل الإعاشة أو الرعاية الصحية والتعليمية والثقافية والتوعوية والتأهيل والإعداد لبناء إنسان مختلف، قابل للاندماج فى المجتمع.

مصر لديها منظومة أمنية على أعلى درجة من العصرية والتقدم، تأخذ بأحدث أساليب العلم الأمنى وتفتح أبوابها لتأهيل وتدريب الأشقاء والأصدقاء.. وتحفظ لمصر أمنها واستقرارها.


إذا كان رجال الشرطة الشرفاء يضحون من أجل أمننا وأماننا، ويسهرون على تأمين حياتنا، ويوفرون للوطن الاستقرار.. فإننا مطالبون بأن نقدم لهم التحية والتقدير والشكر على جهودهم وتضحياتهم من أجل أمن وأمان واستقرار الوطن، لتحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات على طريق التقدم.
إن حاضر ومستقبل الدول يقوم على قدرة مؤسساتها الوطنية لتحقيق الاستقلال والحماية للأمن القومي.. وأيضاً تحقيق الأمن والاستقرار فى الداخل.
 
بائعو الصحف
 بائعو الصحف، هم إحدى حلقات بناء الوعى الحقيقي.. وإحدى حلقات التواصل بين المؤسسات الصحفية التى تقوم بالتنوير والوعى لحماية الأوطان من الأفكار الهدامة والضالة، وتدحض الأكاذيب والشائعات، وبين المواطن.. الذى يحصل على هذه الصحف من خلال باعة الصحف.

ما يتعرض له بائعو الصحف من تعنت المحليات، هو إضرار بالمصلحة العامة، ومساس بالهدف الرئيسى لنا جميعاً، وهو بناء الوعي.. ولابد من إيجاد وسائل تعمل على توفير أجواء العمل لباعة الصحف، بما لا يمس القانون، وهذا أمر سهل للغاية.. فلماذا لا تقدم قيادات المحافظات على عقد جلسة أو اجتماع مع بائعى الصحف للاستماع إليهم وإيجاد صيغة متوازنة للعلاقة بين المحليات وبائعى الصحف؟

المؤسسات الصحفية تستهدف مزيداً من الانتشار والوصول إلى جميع ربوع البلاد، خاصة المدن الجديدة، وهناك جهود كبيرة تبذلها الهيئة الوطنية للصحافة فى هذا الصدد.. لتحقيق الهدف الأسمي، بناء الوعى والتنوير، وامتلاك الفهم الصحيح والوقوف على حقائق الأمور بأعلى درجات المصداقية.. وما تدركه المؤسسات الصحفية أن هناك ندرة فى مهنة بيع الصحف.. فالابن لا يرث مهنة أبيه، لذلك علينا أن نساعدهم.. ونقدم لهم منافذ التوزيع الحضارية واللائقة بما يتناسب مع حركة البناء والتنمية والتطوير التى تشهدها كافة ربوع بلادنا.. من خلال تشجيعهم ودعمهم بدلاً من تعطيل مهمتهم ودورهم ومضايقتهم.. فهؤلاء تجدهم فى جميع الأوقات فى عز البرد.. وفى لهيب الحرارة فى الليل والصباح الباكر.. لذلك لابد من الاستماع والتواصل مع هذه الفئة التى تجور عليها المحليات، ولا تدرك أهمية وقيمة رسالتها.
 
ظاهرة الكلاب الضالة
 انتشرت فى الفترة الأخيرة.. ظاهرة مزعجة للكثيرين، تحدث أزمات ومشاكل خطيرة.. وهى ظاهرة الكلاب الضالة فى الشوارع، سواء فى القاهرة أو الجيزة، تراها بوضوح فى شوارع مدينة نصر والهرم.. وأمام العمارات فى الشوارع الجانبية، ولا أحد يستطيع أن يتواصل مع أى جهة، سواء الأحياء أو غيرها.


الكلاب الضالة تسببت فى خوف وذعر للمواطنين خاصة الأطفال والنساء.. خاصة أنها تطاردهم، وأحياناً تصيبهم.. وهو خطر كبير.. فلك أن تتخيل إذا نسى أن يخبرك ابنك بأنه مصاب «بعضة كلب».. ولم تسارع بالذهاب به إلى المستشفى لتناول العلاج، وتقريباً هو عبارة عن «كورس» من 5 حقن، تؤخذ خلال عدة أيام.
الأمر فى يد الأحياء.. ولا نريد أن تُقْتَل هذه الكلاب.. لكن إيجاد حل يريح الناس والأطفال.. لقد تعرض أحد التلاميذ عقب خروجه من الامتحان لهجوم من الكلاب الضالة، ورغم أن قدمه جاءت بين فكى أحد الكلاب لم يصب بأى جروح.. لكن أصر والده على الذهاب به إلى المستشفى لتلقى العلاج والجرعات، حسب جدول محدد.. وطفل آخر تعرض لهجوم ومطاردة الكلاب الضالة، حتى سقط على وجهه غارقاً فى دمائه، لولا تدخل المواطنين لتعرض لكارثة.

الحقيقة أن المواطن لا يدرى أين يذهب وممن يطلب الاستغاثة.. وكيف يتخلص من جموع الكلاب الضالة الموجودة فى شوارعنا، وتتسبب فى حالة من الهلع والخوف والذعر والأذي.. لذلك حال المواطن: أين الحل؟