الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم تخدير الزوجة للمعاشرة الزوجية بسبب مرض.. داعية يرد

الزوجين
الزوجين

حكم تخدير الزوجة للمعاشرة الزوجية ، في هذا الشأن، ورد سؤال من زوج يقول "زوجتي مصابة بما يعرف بالتشنج المهبلي وعلاجه حقن عبارة عن بنج كلي ولم يفعل شئ بسبب سحر معمول لها كما أخبروه بذلك.. فما الحكم؟

حكم تخدير الزوجة للمعاشرة الزوجية

وقال الشيخ أشرف الفيل، الداعية الإسلامي ، أن الأمر لو متعلق بالمخ فعليه الذهاب للعلاج عند طبيب مخ وأعصاب، وإن كان متعلق بمشكلة نفسية فعليه العلاج عند طبيب نفسي، مرجحا أن تكون المشكلة نفسية.

وأشار إلى أن الطب النفسي قد يحاول حل هذه المشكلة، لأن الزوجة قد تكون عندها كراهية للزوج وعدم قبول له أو إشكاليات أخرى قد يتم الكشف عنها.

وأوضح، أنه لا يوجد ما يسمى بسحر التفريق منوها أنه حتى لو كانت مسحورة فيمكن علاجها بالقرآن وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين باستمرار.

 

حكم العنف الأسري في الإسلام

 

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق ، إنه شاع في عصرنا ظاهرة العنف الأسري، والمقصود بها ذلك العنف الذي يكتنف سلوك الزوج مع زوجته، وسلوك الزوجة مع زوجها، وسلوك كل من الوالدين مع الأبناء، وسلوك الأبناء مع كل من الوالدين، ومع إخوتهم فيما بينهم، ثم سلوك أفراد الأسرة مع الجيران، ومع الأقارب، وفي الحياة العامة، فهذه عشرة صور اكتنف العنف جلها أو اكتنفها كلها، ويسأل كثير من الناس عن حكم الإسلام في هذا العنف من ناحية ؟ وعن أسباب هذه الظاهرة وكيفية علاجها من ناحية ثانية ؟

وأضاف جمعة عبر الفيسبوك: أما حكم هذه الظاهرة فهي تعد مخالفة بكل المقاييس للدين الإسلامي، سواء أكانت على المستوى الفردي، أو المستوى الجماعي، أما على المستوى الفردي فقد أمرنا بالرفق، ففي الحديث الشريف "إن الله يحب الرفق في الأمر كله" [البخاري ومسلم] ، وقال ﷺ: "ما يكون الرفق في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" [مسلم] ، "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" [أحمد والبيهقي].

وأكمل: والزوج وجهه رسول الله ﷺ فقال : "خيركم خيركم لنسائه وبناته" [البيهقي] ووصفته السيدة عائشة رضي الله عنها: "أنه كان في مهنة أهله" [البخاري] أي أنه كان ﷺ يشتغل بمساعدة الزوجة في مهامها؛ تعليمًا لأمته كيف يتعاملون داخل الأسرة، ويقول أنس بن مالك : خدمت رسول الله ﷺ عشر سنين، والله ما قال لي أفًا قط، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا ؟ وهلا فعلت كذا ؟. [البخاري ومسلم] .

وأمر الزوجة بأن تجعل علاقتها مع زوجها علاقة ربانية، تطلب بها ثواب الله قبل كل شيء، وترجو منه سبحانه وتعالى أن يأجرها في الدنيا والآخرة، على ما قد تكون تصبر عليه، قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}.

ويوجه الآباء فيقول ﷺ : "ليس منا من لم يرحم صغيرنا". [الترمذي والحاكم] ، ويوجه الأبناء إلى أن بر الوالدين مكافئ التوحيد {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ، ويأمر الجميع بحسن الجوار، فيقول: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: ومن يا رسول الله ؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه". [البخاري] ويأمر بصلة الرحم، وبفعل الخير، قال النبي ﷺ: "أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام". [الحاكم]، وقال ربنا سبحانه وتعالى: {وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

وتابع الدكتور علي جمعة: وحتى نقيم تلك النصوص الشرعية يجب أن نعمق في وجداننا قيمة العفو، فإن العفو وسيلة ناجحة في تحقيق الرفق والود والتعاون، الذي بهم نقضي على العنف في الأسرة وفي حياتنا كلها، ولقد كثرت نصوص الكتاب والسنة في ترسيخ تلك الفضيلة في دعوة حثيثة للمؤمنين للتخلق بها، ومن أمثلة تلك النصوص ما أمر الله تعالى نبيه ﷺ بالصفح؛ حيث قال: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}، وأمر الله بالعفو في قتل النفس فقال سبحانه: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ}. وأمر بالعفو عن غير المسلمين، وفي أشد مواقف العداء منهم للإسلام، فقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداًّ مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}.

واستطرد : وأمر الله تعالى رسوله ﷺ بالعفو عن المؤمنين فقال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}. وأمره بالعفو عن اليهود رغم خسة صفاتهم، فقال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظاًّ مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ} ، وبين ربنا أن العفو وسيلة لتحصيل عفو الله عن الإنسان فقال سبحانه: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. وأثنى الله على العفو ومن يتخلق به فقال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ}. 
هذه هي المنظومة الشرعية التي تقي من العنف الأسري على مستواه الفردي أو شيوعه الجماعي، وعدم الاهتمام بتربية النشء على هذه المعاني، وتكريس الأنانية حتى في الإعلان عن الطعام والحلوى للأطفال، مضاف إلى توتر الحياة من ضجيج وضوضاء وسرعة حراك البرنامج اليومي للإنسان، وضيق الملابس الذي انعكس سلبًا على أعصابه، ومجموع المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، والسياسية، كانت من الأسباب التي أدت إلى تفكك الأسرة، وإلى سوء الخلق، وإلى العنف الأسري.


واختتم الدكتور علي جمعة: من هنا يتضح العلاج والذي يبدأ بعملية التربية، والتربية عملية مرتبة لها أبعادها، ولها أركانها، لا تقتصر فقط على التعليم ولا على التدريب، ولا تقتصر فقط على المدرسة، بل لابد من اشتراك الإعلام، وتكوين ثقافة سائدة للمجتمع تقيه هذه الظاهرة السلبية، وتدفع به إلى الأمن والاستقرار، وهذا يحتاج إلى مزيد الاهتمام.