الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رحلة استمرت 12 ساعة إلى "دبوس مصاغة" أسطورة سوهاج الشهيرة.. شاهد

 دبوس مصاغة أسطورة
"دبوس مصاغة" أسطورة سوهاج الشهيرة

في يوم مُشمس ذات نسيم ربيعي جميل، قرر مجموعة شباب من أبناء محافظة سوهاج أقصى جنوب صعيد جمهورية مصر العربية، التسلل إلى الصخرة الشهيرة "دبوس مصاغة"، أعلى الجبل الغربي، على طريق جامعة سوهاج الجديدة، بجوار قرية الكوامل؛ لقضاء وقت مُمتع بصحبة بعضهم البعض، دون أن يقطع عليهم أحد تلك اللحظات المُمتعة.

صخور متراصة فوق بعضها البعض مثل سلالم المنزل، وعند صعودها تصل إلى قمة الجبل الغربي بمدينة سوهاج الجديدة، وترى من أعلى الأراضي الزراعية الواسعة، ليكن المشهد أمامك يُماثل لوحة فنية، يظهر بها السماء الصافية والصحراء وصخورها الضخمة والأراضي الزراعية وخضارها الزاهي والهواء الجميل، لتكن رحلة مُمتعة لأعضاء فريق دراجو سوهاج، الذين ذهبوا في عطلة بدرجاتهم أعلى الجبل الغربي في مغامرة تسعد بتجربتها النفس.

تفاصيل الرحلة الجبلية

"الصخرة دي عامله ضجة جامدة في سوهاج وقولنا نروح نشوفها ونتصور في المكان هناك ونستكشفه يعني وحقيقي المكان لطيف بس الوصول للصخرة مُرهق شويه"، بهذه الكلمات بدأ محمد عبدالوهاب، مُدشن مبادرة دراجو سوهاج، حديثه مع موقع صدى البلد، موضحًا أن الوصول إلى "دبوس مصاغة" كان مُرهقًا لكنه مُمتع جدًا، والمكان ليس مُخيفًا ولا يوجد به أية قوارض أو ذئاب كالأماكن الجبلية الأخرى.

وأضاف "عبد الوهاب" أن اختيارهم للجبل الغربي وخاصة "دبوس مصاغة" جاء فضولاً منهم لاكتشاف موقع الصخرة التي يتداول عنها رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك من أبناء محافظة سوهاج، معلومات أشبه بالأساطير والقصص الخيالية، حيث يُشاع عن "دبوس مصاغة" الأقاويل والروايات الآتية:

الأقاويل الشائعة عن دبوس مصاغة

أولاً: أنه بداخل هذا الجبل كنوز فرعونية كثيرة، لا أحد يستطيع أن يصل إليها إلا بتحطيم هذه الصخرة، وقد حاول أحد رجال نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تحطيمها بالديناميت، ولكنه لم يؤثر فيها، وتداول الناس أن أحد الفراعنة قام بقراءة التعاويذ السحرية عليها؛ كي تحمي الكنز المُتواجد داخل الجبل.

ثانيًا: يعتقد البعض أنه إذا تم ذبح ديك أو عصفور أعلى هذه الصخرة ستُفتح مغارة مليئة بالذهب والآثار.

ثالثًا: رواية أخرى تروي أن "دبوس مصاغة" ما هو إلا مفتاح لمقبرة فرعونية ويمكن أن يكون عليها حارس حامٍ لهذا المفتاح، حيث أكد بعض سكان القرية أن أجدادهم قصوا عليهم قصة الصخرة، قائلين إنه حدث زلزال أو ما شابه ذلك وانهار جزء من الجبل قريب من هذه الصخرة، ولكن "دبوس مصاغة" ظلت ثابتة مكانها ولم يسقط منها ولو جزء صغير.

ليُكمل لنا أحد أعضاء فريق دراجو سوهاج الشاب العشريني محمد أبو زيد عن رحلتهم، رادفًا:"المكان هناك جميل ومحسناش اننا في صحراء خالص.. بداية المكان أرض مسطحة عادي جدًا وكنا بنسوق الدرجات عادي جدًا ناحية الجبل لحد ما وصلنا لمكان كله صخور واضطرينا نمشي مشي طبعًا.. أخدنا ساعة مشي أو ساعة وربع لحد ما وصلنا للصخرة المعروفة بدبوس مصاغة".

رحلة تملؤها المُغامرة والمرح والتغيير من الروتين العام لحياة الأفراد، يومًا بدؤه الشباب منذ الساعة التاسعة صباحًا وحتى حلول المساء، تأرجل فيه بجانب الصخرة الشهيرة بالأساطير والأقاويل الغير معقولة، والتقطوا بعض الصور التذكارية بجانب تلك الصخرة المعروفة ب"دبوس مصاغة".

سميت دبوس مصاغة بهذا الاسم لوقوفها على جزء صغير جدًا من الجبل أشبه بسن الدبوس ما جعل الأهالي يطلقون عليه هذا الاسم.

رد مدير متحف سوهاج القومي

وكان علاء القاضي، مدير متحف سوهاج القومي، قد صرح ل"صدى البلد"، في تصريحات خاصة، إن هذه الروايات التي أذيعت عن الصخرة ما هي إلا أساطير كاذبة بسبب موقع الصخرة بقرية الهجارسة على بعد حوالي 8 كم جنوب مدينة سوهاج، على الضفة الغربية لنهر النيل، على طريق جامعة سوهاج الجديدة بالكوامل.

وتضم جبانة بها عددًا من المقابر المنقورة في الصخر تؤرخ لعصر الأسرتين الرابعة والخامسة، والنحت على جدران بعض هذه المقابر على حين خلو أغلبها من آية نقوش، وقد استخدم بعضها من قبل الرهبان الأقباط.

ومن بين المقابر مقبرة "كا إم نفرت" وزوجته، ثم هناك مقبرة "مري" من الأسرة السادسة ومقبرة "مري عا" من عصر الانتقال الأول، وتزخر هذه المقابر بمناظر الحياة اليومية والدينية والتقليدية، بالإضافة إلى مناظر قتال الثيران في الحقول وهي مناظر ليست شائعة في المقابر والسياسة في مصر وخصوصًا في عصر الانتقال الأول الذي يمثل فتره من فترات الغموض في التاريخ المصري القديم.

وأكد "القاضي" أن هناك بعثة أسترالية قد عملت في ثمانينيات القرن الماضي برئاسة الدكتور نجيب قنواتي، وكان من نتائج أعمال تلك البعثة اكتشاف عدد من التوابيت الخشبية تم إيداعها بالمخزن المتحفي بالشيخ حمد.

وأوضح أن هذا ما جعل تلك الأساطير تخرج من أفواه الأهالي بالهجارسة عن تلك الصخرة المُسماة "دبوس مُصاغة" رغم من أنه تكوين طبيعي من تكوينات الجبل شكلته على هذا الشكل العوامل الجيولوجية، مؤكدًا أنه لا صحة لما يتداول عن هذا هذا الحجر الذي شكلته عوامل التعرية والنحت، كما أنه ثابت تمامًا، ولا احتمال 1% لسقوطه كما يدعي البعض.

IMG-20220201-WA0140
IMG-20220201-WA0140
IMG-20220201-WA0143
IMG-20220201-WA0143
IMG-20220201-WA0147
IMG-20220201-WA0147
IMG-20220201-WA0155
IMG-20220201-WA0155
IMG-20220201-WA0159
IMG-20220201-WA0159