الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دونيتسك ولوجانسك.. معلومات عن أحدث دولتين في العالم بعد الاعتراف الروسي

صدى البلد

يسيطر القلق على دول العالم الكبرى، في ظل احتمالية غزو روسيا لأوكرانيا، بعد اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك عن أوكرانيا، حيث وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، مرسوما يقضي بالاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين شرقي أوكرانيا (دونيتسك ولوجانسك)، في وقت يحتشد فيه أكثر من 100 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية، ما يشير لاحتمالية اندلاع حرب.

أصل الجمهوريتين

تقع دونيتسك ولوجانسك، الجمهوريتان الانفصاليتان المواليتان لروسيا في حوض دونباس الناطق بالروسية شرق أوكرانيا، وقد أصبحتا منذ 2014 خارجتين عن سيطرة كييف، و دونيتسك “ستالينو سابقاً”، هي المدينة الرئيسية في حوض التعدين دونباس وأحد المراكز الرئيسية لإنتاج الصلب في أوكرانيا، يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة.

ولوجانسك “فوروشيلوفجراد سابقا” هي مدينة صناعية يبلغ عدد سكانها 1,5 مليون نسمة، ويحتوي حوض دونباس المتاخم لروسيا على الشاطئ الشمالي للبحر الأسود، على احتياطات ضخمة من الفحم.

ويعود وجود ناطقين بالروسية في تلك المنطقة بشكل أساسي إلى إرسال عمال روس إليها بعد الحرب العالمية الثانية خلال الحقبة السوفيتية.

صراع عمره 8 سنوات

تخضع دونيتسك ولوجانسك منذ عام 2014 لسيطرة الانفصاليين الناطقين بالروسية، وذلك إبّان سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم وضمّها في مارس من نفس العام، وأعقب ذلك بدء أعمال شغب في حوض دونباس الشرقية، وشرعت مجموعة من الميليشيات بالاستيلاء على المباني الحكومية في جميع أنحاء دونيتسك ولوجانسك.

زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا

وأعلنت الميليشيات الاستقلال عن أوكرانيا في مايو 2014،  تحت اسم جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية، آملين معاً في أن يصبحا نوفوروسيا “روسيا الجديدة”، وهو مصطلح تم إحياؤه للإشارة إلى الأراضي الأوكرانية الجنوبية التي احتلتها الإمبراطورية الروسية في القرن الثامن عشر.

وعلى الرغم من محاولة القوات الأوكرانية لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون في دونباس، فإنّ التعزيزات العسكرية الروسية التي تدفّقت عبر الحدود للانفصاليين حالت دون ذلك، إلى أن وقّعت روسيا وأوكرانيا اتفاقيات مينسك للسلام برعاية أوروبية.

قادة دونيتسك ولوجانسك

يترأس دينيس بوشيلين، الذي انتخب عام 2018 في انتخابات ندّدت بها كييف "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة ذاتيًا، فيما يقود ليونيد باسيتشنيك "جمهورية لوجانسك الشعبية" المعلنة ذاتيًا أيضًا.

دينيس بوشيلين


العملة والمناهج الدراسية

استغنت المنطقتان الانفصاليتان عن العملة الأوكرانية “هريفنيا” مقابل الروبل الروسي الذي أصبح العملة الرسمية لهما.

وأُقرت المناهج الدراسية الروسية بدلًا من نظيراتها الأوكرانية في المدارس المحلية الآن.
وفي 12 يونيو 2021، احتفلت جمهورية دونيتسك الشعبية “بيوم روسيا”، وهو يوم وطني روسي يحيي ذكرى إعلان روسيا الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي.

أهمية إستراتيجية واقتصادية

كان الكرملين اتّخذ خطوات وإجراءات استثنائية في نوفمبر الماضي، بشأن منطقتي دونيتسك ولوجانسك، فاعترفت موسكو بالشهادات حول منشأ البضائع الصادرة عن الأجهزة العاملة بالفعل في أراضي دونباس التي تشمل دونيتسك ولوجانسك، معلنةً عدم فرضها قيوداً متعلّقة بالاستيراد والتصدير فيها، والسماح بدخول البضائع من دونيتسك ولوجانسك إلى أسواق روسيا بشروط متساوية مع السلع الروسية، بل وتعزيز كمياتها في سلسلة المتاجر الروسية.

ويعكس ذلك الأهمية الاقتصادية لمنطقة دونباس، فتفيد إحصاءات بأنها تضمّ احتياطيات من الفحم بنحو 60 مليار طن، وكانت تنتج ما يقارب من 75 في المائة من إجمالي الفحم المنتَج في أوكرانيا، كما كانت منتجات دونباس تستحوذ على 30% من إجمالي الصادرات الأوكرانية، وذلك قبل إعلان الانفصاليين الموالين لروسيا استقلالهم عن كييف.

وكان مرسوم صادر عن الكرملين عام 2018، منح سكان دونباس حق استخراج جوازات سفر ووثائق ميلاد ووفاة روسية، فيما أعلنت وزارة الداخلية الروسية في فبراير الماضي، أكثر من 600 ألف شخص من دونباس جوازات سفر روسية.

تهديدات خارجية

وذكرت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية أنّ منطقة دونباس تتمتّع بأهمية استراتيجية خلال الأزمة الجارية حالياً، في حال اعتراف موسكو باستقلال دونيتسك ولوجانسك رسمياً كيانات مستقلة، وهو الأمر الذي يخوّل الحكومة الروسية حماية السكان هناك من التهديدات الخارجية".

وأشارت المجلة إلى أنّ هذا الأمر مثير للقلق، وذلك مع النظر إلى نزعة القادة الانفصاليين في دونباس الذين يطالبون بالسيطرة وفرض سيادتهم على مساحات أكبر من الأراضي الأوكرانية، "وحال اعتراف روسيا بهما رسمياً وقبولها هذه الادعاءات، فمن غير المرجح أن يتبع ذلك السلام".