قال الدكتور محمد آل عسكر مستشار وزير البترول السعودي السابق خبير العلاقات الدولية وشؤون الطاقة، إن أسواق النفط ذات حساسية بالغة فيما يتعلق بأي أحداث طبيعية او مفتعلة خوفا على انقطاع الامدادات او تأثرها وقد لا مست اسعار النفط الخام 110 دولارات للبرميل وهو ارتفاع مفاجئ وغير مسبوق منذ عدة سنوات على خلفية الأزمة الأوكرانية.
كما تجاوبت أسعار الغاز الطبيعي تصاعديا مما سيحدث إرباكا في الأسواق المستهلكة التي ستؤثر في العواصم الغربية وعلى عكسها استقامت الدول المنتجة والمصدرة للبترول وخصوصا في الخليج العربي وفي المقدمة السعودية بحيوية للوفاء بأي التزامات في الإمدادات للدول المستهلكة التقليدية حتى لا يحدث انفجار سعري يصعب التكهن بمضاعفاته.
وأشار"آل عسكر"، في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن العالم يترقب برعب حتى لا تصل الأزمة إلى مستوى من الحدة تجتاح أوروبا ويحاول مسرعا تفادي اي احتكاك وهو يشاهد اسواق الطاقة تهتز تحت مظلة التهديدات الاخرى المحتملة من الصين وتايوان الى كوريا الشمالية وجنوبها والمحادثات الأمريكية- الايرانية المباشرة حول ردع الاخيرة وتقيدها والتحالفات الأمريكيةمتوترة وبشدة يزيدها هذا التموج الكبير في أسواق الطاقة وأسعارها وأمن إمداداتها حيث يشكل الغاز الروسي وانابيبه هاجسا يقلق الدول الأوروبية التي يخترقها وتوقعاتها ان الدول المنتجة التي عقدت مؤتمرا قبل عدة ايام لن تخالف روسيا اكبر المهيمنين وتتخذ موقفا مغايرا مما يدل على ان أسعار المنتجات البترولية هي في اقوى حالاتها ولن ترتد بسهولة طالما تمادى المتأزمين.
وأضاف "آل عسكر"،أن الاتحاد الروسي سقط وقد عجل الانخفاض الكبير في أسعار البترول بذلك المصير عام 1991 م ، الذي خلف دولتين نوويتين من ضمن الخمسة عشر حيث تمتلك روسيا اكبر عدد من الرؤوس النووية وتحتل اوكراني قرابة ثلث الترسانة عالميا سلمتها لجارتها روسيا بتوصية أمريكية لتمنع انتشارها دوليا.،أما في احتياطيات الطاقة الأخرى ، فروسيا تتقدم عالميا كأكبر دولة في احتياطيات وإنتاج وتصدير النفط والغاز الطبيعي ، بينما تحتل اوكرانيا المركز الثالث عشر في احتياطيات الغاز الصخري وتمتلك احتياطات هائلة من الفحم واليورانيوم والثروة المعدنية وكان جليا ان روسيا لن تسمح بدولة متقدمة من السلف السوفيتي في تماس حدودها المباشر وتعتزم ان تنظم الى خصمها التاريخي اللدود : الناتو تحت الهيمنة الامريكية وبأي نتيجة حتمية ووجودية. المعادلة الصفرية التي انتهجتها موسكو في الازمة الاوكرانية اما كل شيئ او لا شيئ وان خسارة الغرب هو في مصلحة الرئيس بوتين بعد ان شكل الرئيس بايدن تكتلا لمناهضة الغزو الروسي ثم تقهقر بشكل مخجل بعد ان ترك اوكرانيا تواجه مصيرها منفردة ملوحا بمقاطعة اقتصادية ومالية لن تكون ذات جدوى حاسمة .