الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليوم الـ20 لحرب أوكرانيا..ما هي فرص حدوث اتفاق سلام لإنهاء الصراع؟.. توقعات مفاجئة بعدم إكمال موسكو لحملتها العسكرية على كييف.. وتحذير شديد من معاناة المدنيين.. وتحرك دولي لوقف إطلاق النار

بوتين وزيلينسكي
بوتين وزيلينسكي

* خبيرة : الوقت مايزال مبكرًا للوصول لإتفاق شامل بين الطرفين المتصارعين 

* مطالب تدعو لعدم نسيان ما قامت به روسيا  بالاستيلاء على أراض أجنبية بالقوة

*الكرملين سيصر على الاحتفاظ بالأماكن التي أخذها من الأوكرانيين 


أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، تواصل المفاوضات مع روسيا ، وذلك بعدما أعلن مستشاره، ميخايلو بودولياك، أمس الاثنين، أن المفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا توقفت للتشاور بين مجموعات العمل الفرعية وسوف تستأنف اليوم الثلاثاء.

و ظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الاثنين، من وسط العاصمة كييف، مطالبًا بدعم عسكري غربي لوقف حرب روسيا علي أوكرانيا، وقال، إن بلاده في حاجة لمنطقة حظر طيران لوقف القصف الروسي، مؤكدًا أن الحرب مستمرة ولن يستسلموا، مشيرًا إلى إنه من حق أوكرانيا أن تكون دولة أوروبية، موضحًا أن بلاده تنتظر نتائج الجولة الرابعة من المفاوضات مع روسيا.

وقالت شبكة سكاي نيوز البريطانية، إنه قد زادت الآمال في تحقيق انفراجة في محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا مع بعض الاقتراحات "بنتائج في غضون أيام".

لكن يعتقد بعض الخبراء أنه لم يتم التوصل بعد إلى النقطة التي تجعل أي شئ إيجابي يخرج للنور في صفقة محتملة. 

مفاوضات جولة جديدة

وعن أي مرحلة وصلت المحادثات، فقد عقدت جولة أخرى من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا أمس ستستمر اليوم.

يأتي ذلك بعد أن قدم المسؤولون الروس والأوكرانيون أكثر تقييماتهم تفاؤلاً حتى الآن وسط اقتراحات بأنه قد تكون هناك نتائج إيجابية في غضون أيام.

وقالت نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان إن روسيا تظهر بوادر استعداد للدخول في مفاوضات جوهرية حول إنهاء الصراع الذي قتل فيه الآلاف .

كما ذكرت  أوكرانيا إنها مستعدة للتفاوض لكنها لن تقبل الاستسلام أو قبول أي إنذار.

وقال المفاوض والمستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك: "بدأت روسيا بالفعل في إجراء محادثات بناءة.أعتقد أننا سنحقق بعض النتائج في غضون أيام".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المندوب الروسي ليونيد سلوتسكي قوله إن المحادثات الأخيرة حققت تقدما ملموسا.

عقد مسؤولون أوكرانيون وروس محادثات في بيلاروس  في وقت سابق من هذا الشهر
 

رأي الخبراء في نهاية محتملة للصراع

وحول رأي الخبراء في نهاية محتملة للصراع، قالت الدكتورة دوميتيلا ساجراموسو،  الخبيرة في السياسة الخارجية والأمنية الروسية في كينجز كوليدج لندن،  لشبكة سكاي نيوز “إنه لا يزال الوقت مبكرًا للحديث عن أي تقدم كبير”.

وأضافت أن نقطة “التوصل لإتفاق لم تظهر بعد، مما يجعل التوصل إلى اتفاق سلام أمر أقل احتمالا في الوقت الحالي”، مشيرة بذلك إلى إمكانية حدوث هدوء ووقف لإطلاق النار وترتيبات أخرى لكن ليس اتفاقًا كاملًا. 

وأردفت الدكتورة ساجراموسو: “الأوكرانيون سيواصلون القتال. وروسيا بدورها أبدت استعدادها لمواصلة استخدام القتال بقوة عسكرية هائلة.. إلا إنه لأمر جيد أن تكون هناك محادثات .. إنها الأيام الأولى، لذا، دعونا نأمل أن يكون هناك انفراج في القريب العاجل".

وتداركت وقالت “ومع ذلك ، يجب أن نكون حذرين، فلا ينبغي أن نتغاضى عن ما قامت به روسيا من الاستيلاء على أراض أجنبية بالقوة في أوروبا”.

عقد مسؤولون أوكرانيون وروس محادثات في بيلاروس في وقت سابق من هذا الشهر

أضافت "ستحاول روسيا الإصرار على الأماكن التي تحتلها، مثل الممر من منطقة دونباس إلى شبه جزيرة القرم، وقد يحاول بوتين إيجاد حل لحفظ ماء الوجه لأنه سيحتاج إلى إظهار نوع من الإنجاز".

وجاءت على أهم نقطة وقالت :"إن روسيا لن تكمل أهدافها العسكرية ، مثل السيطرة على كييف، لأن هذه الحرب لا تحظى بشعبية كبيرة بين النخب والمواطنين الروس، لأن  تكاليفها باهظة".


 العوائق أمام المحادثات بين كييف وموسكو 

وعن العوائق أمام المحادثات، ذكرت سكاي نيوز، إنه بودولاك قال إن روسيا تستمع بعناية لمقترحات أوكرانيا،وقال "مطالبنا .. نهاية الحرب وانسحاب القوات (الروسية) .. أرى تفاهم وهناك حوار".

وفي الأسبوع الماضي ، قال المتحدث باسم الكرملين إن روسيا مستعدة لوقف العمليات العسكرية "في لحظة" إذا استوفت كييف قائمة الشروط.

وكان من بين المطالب أن تعترف أوكرانيا بشبه جزيرة القرم كأراضي روسية وأن تعترف بجمهوريات دونيتسك ولوجانسك الانفصالية كدولتين مستقلتين، وهي الأمور التي تشكل عوائق أمام التفاهم إذا أصرت روسيا على مطالبها.

وركزت ثلاث جولات من المحادثات بين الجانبين في بيلاروس بشكل رئيسي على القضايا الإنسانية وأدت إلى فتح محدود لبعض الممرات للمدنيين للهروب من القتال.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية الأسبوع الماضي إنه حدثت بعض "التحولات الإيجابية" في المحادثات ، لكنه لم يخض في مزيد من التفاصيل.

ولم تسفر المحادثات بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني عن أي تقدم واضح نحو وقف إطلاق النار يوم الخميس الماضي ، لكن محللين قالوا إن اجتماعهما ما زالت تترك نافذة مفتوحة لإنهاء الحرب.
 

وفي اليوم اليوم العشرين للحرب في أوكرانيا، يستمر القتال بين القوات الروسية والأوكرانية، وسط تقارير عن حصار مدنيين واقتراب نفاد المؤن من لديهم.

وتكبد الجانبان خسائر فادحة في الصراع، ولم تتفق أربع جولات من محادثات السلام بعد على وقف إطلاق النار أو انسحاب القوات الروسية.

ومع ذلك ، أشار مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي إلى أن الحرب "عند مفترق طرق" يمكن أن تؤدي إلى اتفاق سلام - أو هجوم روسي متجدد.

وقال أوليكسي أريستوفيتش: "نحن على مفترق طرق. إما أن نتفق في المحادثات الحالية أو أن يقوم الروس بمحاولة ثانية (في هجوم) وبعد ذلك ستكون هناك محادثات مرة أخرى.".

واستمر القصف خلال الليل في العاصمة الأوكرانية ، حيث تعرض مبنيان سكنيان ومحطة مترو لقذائف روسية، ومات شخصان على الأقل.

تحذير أممي 

من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن الحرب الروسية على أوكرانيا تهدد  الاقتصاد العالمي، وخاصة الدول النامية الفقيرة التي تواجه ارتفاعًا هائلاً في أسعار المواد الغذائية والوقود والأسمدة وتشهد الآن مشكلات في توفير الخبز لديها، وفق ما ذكرت صحيفة بيزنيس ستاندرد.

قال ديفيد بيسلي ، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن الحرب سيكون لها تأثير كارثي عالمي .

كرر جوتيريش دعوته إلى وقف فوري للأعمال العدائية ومفاوضات جادة نحو السلام.

وقال إن أوكرانيا تشتعل فيها النيران ، مضيفًا أن التأثير على المدنيين وصل إلى نسبة مرعبة.

وأعلن عن 40 مليون دولار أمريكي إضافية من صندوق الطوارئ التابع للأمم المتحدة لنقل الإمدادات الحيوية من الغذاء والماء والأدوية إلى أوكرانيا ، حيث نزح ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص.

وفر أكثر من 2.8 مليون آخرين من أوكرانيا إلى بلدان أخرى.

ذكر فرحان حق ، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة ، إن موظفي الإغاثة الإنسانية التابعين للأمم المتحدة أفادوا أن المدنيين المحاصرين في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة يواجهون نقصًا يهدد حياتهم في الغذاء والماء والأدوية والضروريات الأساسية الأخرى.

مشروع قرار لوقف إطلاق النار

في مقر الأمم المتحدة ، تم نقل مشروع قرار للأمم المتحدة بشأن الأزمة الإنسانية من مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا ، حيث تتمتع روسيا بحق النقض  فيه، إلى الجمعية العامة المكونة من 193 عضوا ، حيث لا يوجد حق النقض للدول.

وقالت فرنسا والمكسيك ، الراعيان المشاركان لمشروع القرار، في بيان مشترك يوم الإثنين ، إن أولويتهما المطلقة هي الحصول على وقف فوري للأعمال العدائية لحماية السكان المدنيين في أوكرانيا والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين.

وذكرت الدولتان أيضا إن عددا كبيرا من الدول غير الأعضاء في مجلس الأمن تريد المشاركة في القرار.