الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محامل وهودج ومزمار.. مدينة القصير تعود للاحتفال بالنصف من شعبان بعد إلغائه لعامين.. فيديو

صوره موضوعية
صوره موضوعية

احتفل أهالي مدينة القصير جنوب البحر الأحمر، اليوم، بليلة النصف من شعبان بطريقتهم الخاصة، حيث قاموا بتجهيز المحامل والهوادج الموضوعة على ظهور عدد من الجمال، التي كانوا يودعون بها رحلات الحجيج من ميناء القصير، وذلك بعد أن ألغيت تلك الاحتفالات على مدار العامين الماضيين؛ بسبب كورونا، وتم استئنافها هذا العام.

وتطوف هذه المحامل مختلف، الأضرحة وأحياء وشوارع المدينة في احتفال يرجع بدايته إلى العصر الإسلامي، حيث يواصل أهالي المدينة للوقت الحالي احتفاظهم وتوارثهم لظاهرة تجهيز الهوادج، وسير الأهالي من كل الفئات خلف الجمال خلال الاحتفالات والمناسبات الدينية.

ويقول المؤرخ محمد عبده حمدان أحد أبناء القصير إن كل سكان المدينة من جميع الأعمار يتجمعون للاحتفال بالمزمار والرقص، مع موكب من الجمال، في جو من البهجة والسعادة.

 

وتابع حمدان: احتفالات القصير بالجمال يكون بوضع "الهودج" عليها، هو طابع خاص وعادات وتقاليد تتميز بها المدينة، دون غيرها من محافظات مصر، تلك المدينة الفرعونية الرومانية البطلمية التي تتميز عن غيرها لاحتوائها على أقدم ميناء تاريخي مر بكل العصور السالف ذكرها، حتى مرورا بالعصر الإسلامي، والتي تحتفظ بجزء من تاريخها.

ويأتي الاحتفال بالمحامل في كل المناسبات والأعياد في ليلة النصف من شعبان، وعيد الفطر والأضحى، بحضور سكان مدن المحافظة.

ومن جهته، أوضح (وصفي تمير حسين) ، من سكان مدينة القصير، أن الاحتفال منذ العصر الإسلامي لمدينة القصير  ، حيث أقيم ليلة الخامس عشر من شعبان وهو أحد الاحتفالات التي توارثها أبناء تلك المدينة .

فيما يؤكد مصطفى سباق أحد أبناء القصير، أن مدينة القصير كانت ترسل عن طريق مينائها كسوة الحرم، وكانت تمر من خلالها قوافل الحجاج وكانت تشهد رواجاً تجارياً غير طبيعي.

وقال سباق:« قديما كان يمر على مدينة القصير عدد كبير من أولياء الله الصالحين، في أثناء ذهابهم للحج، وكانوا يمرون على هوادج الجمال إلى ميناء القصير، والعودة من نفس الطريق، ومن تلك الهوادج التي كانت تعلو الجمال وبداخلها الحجاج جاء الاحتفال بالهوادج».

وتابع سباق أنه منذ هذا التوقيت تحتفل مدينة القصير وأهلها وتتوارث الاحتفالات من جيل لجيل لإقامة الاحتفال بالنصف من شعبان عن طريق هوادج الجمال ، مضيفا أن طريقة تلك الاحتفالات تطبق في كل مناسبة إسلامية بمدينة القصير تبركاً بمرور كسوة الكعبة من مدينتهم، وتبركاَ بأولياء الله الصالحين، الذين كانوا يمرون لأداء الحج، ومنهم من لهم مقابر في المدينة ومدن جنوب البحر الأحمر.

قال طه الجوهري مؤرخ ومؤلف عد من الكتب التاريخية عن تاريخ مدينة القصيركان المحمل يطوف القاهرة يصاحبه الطبل والزمر، والعديد من مظاهر الاحتفالات كتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول، وكان الوالي أو نائب عنه يحضر خروج المحمل بنفسه، وكان المحمل يطوف في القاهرة نحو ثلاثة أيام، وموكبه عبارة عن جمل يحمل كسوة الكعبة وخلفه الجمال التي تحمل المياه وأمتعة الحجاج وخلفه الجند الذين يحرسون الموكب حتى الحجاز ومن ورائهم رجال الطرق الصوفية الذين يدقون الطبل ويرفعون الرايات، وبصحبتهم مهرجون يسمون (عفاريت المحمل).

 واشار الجوهرى كان المحمل يخرج من ميناء عيذاب متجها الى مكة دون المرور بالقصير. وفي معيته كسوة الكعبة المشرفة، وكان أكثر القوافل تنوعا بما يضمه من حجاج القارة الأفريقية، فإلى جانب حجاج مصر كان هناك أيضاً حجاج من أرجاء المغرب العربي وبلاد التكرور أو ممالك المسلمين بغرب أفريقيا حيث كانت كسوة الكعبة تمر عبر النيل إلى قوص ثم صحراء عيذاب وبها وادي حميثرة حيث مدفن الإمام الشيخ أبو الحسن الشاذلي، ثم إلى ميناء عيذاب _ شمال حلايب على ساحل البحر الأحمر، وتصل إلى مواني الحجاز كعادة سنوية من سلاطين مصر هدية لبيت الله الحرام. ومع تخريب عيذاب علي يد السلطان المملوكي «بيرسباى» تحولت التجارة والحج إلى ميناء القصير، ومنه كان يحج ثلاثين ألفا من حجاج مصر وشمال أفريقيا وغربها.

 

 الاحتفال بالقصير

 وأوضح مؤرخ القصير  مازال اهل القصير يحافظون على إقامة الاحتفال بهذا اليوم ويحافظون على التقاليد والمظاهر التي توارثوها لهذا اليوم، حيث تطوف الجمال أرجاء المدينة القديمة، وفوقها (هودج) مكسوة بأقمشة ذات ألوان زاهية يتقدمها وخلفها آلاف من رجال وسيدات وأطفال المدينة. فقد كان المحمل قديما يصاحبه الطبل والزمر، والعديد من مظاهر الاحتفالات كتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول، وكان الوالي أو نائب عنه يحضر خروج المحمل بنفسه، وكان وموكبه عبارة عن جمل يحمل كسوة الكعبة وخلفه جمال علي كل منها هودج يصنع كسوته الملونة نقباء الأضرحة المنتشرة في المدينة فكان كل هودج يخرج من أمام ضريح أحد الصالحين والأولياء الذين دفنوا أو مروا بالقصير، كالشيخ عبد الغفار والطرومبي والجيلاني وغيرهم، ثم يعقبهم الجمال التي تحمل المياه وأمتعة الحجاج المغاربة القادمين مع المحمل وخلفه الجند الذين يحرسون الموكب حتى الحجاز ،ومن ورائهم رجال الطرق الصوفية الذين يدقون الطبل ويرفعون الرايات. ويحرص المسئولين حتى يومنا هذا من التنفيذيين على مشاركة أهل المدينة بالاحتفال وتامين الموكب حتى يتم اليوم في سلام.