الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نهاية 11 عاما من العزلة العربية..بشار الأسد في الإمارات|رسائل مهمة ودلالات قوية

زيارة الأسد للإمارات
زيارة الأسد للإمارات

أجرى الرئيس السوري بشار الأسد، زيارة إلى دولة الإمارات العربية، وتعد هذه الزيارة هي الأولى إلى دولة عربية منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، والتقى ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الجمعة، وجرى اللقاء في قصر الشاطئ، وأعرب ولي عهد أبوظبي عن أمنياته بأن تكون هذه الزيارة فاتحة خير وسلام واستقرار لسوريا الشقيقة والمنطقة جمعاء.

وأكد محمد بن زايد أن سوريا تعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي، وأن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية.

زيارة الأسد للإمارات

تعاون الإمارات مع سوريا

من جانبه، استقبل رئيس مجلس الوزراء الإماراتي نائب رئيس الدولة حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الرئيس السوري في دبي، وأعرب عن خالص أمنياته لسوريا وشعبها الكريم أن يعم الأمن والسلام جميع أرجائها وأن يسودها وعموم المنطقة مقومات الاستقرار والازدهار بما يعود على الجميع بالخير والنماء.

وأضاف الشيخ محمد بن راشد قائلا: "دولة الإمارات حريصة على اكتشاف مسارات جديدة للتعاون البنّاء مع سوريا، ورصد الفرص التي يمكن من خلالها دفع أوجه التعاون المختلفة قُدماً بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين".

وربما تعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، للإمارات، هي الأولى له داخل دولة عربية، منذ اندلاع الأزمة السورية، ولكنها لم تكن الزيارة الأولى المتبادلة بين الجانبين، فقد سبق هذه الزيارة، جولة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، إلى دمشق وكانت في 9 نوفمبر الماضي، وضمت وفدا رفيع المستوى، وكان في استقبالهم الرئيس بشار الأسد.

زيارة الأسد للإمارات

في هذا التقرير نستعرض أبرز التطورات في العلاقات الإماراتية السورية، بعد أعوام من التوقف.

زيارة وزير الخارجية الإماراتي لدمشق

في 9 نوفمبر 2021، استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، وكانت أول زيارة لمسئول إماراتي رفيع منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من 11 سنوات، وضم الوفد الإماراتي عددا من المسئولين، من بينهم علي محمد الشامسي، رئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ.

وذكرت الرئاسة السورية، أن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية بينهما، وسبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون.

وأضاف البيان أن الرئيس الأسد أكد قوة العلاقات بين البلدين ووصف مواقف الإمارات بـ "المواقف الموضوعية والصائبة"، مؤكدا أن الإمارات وقفت دائما إلى جانب الشعب السوري.

زيارة وزير الخارجية الإماراتي لسوريا

تقارب سوري إماراتي

وفي هذا الصدد، قال الدكتور خالد شنيكات، أستاذ العلوم السياسية الأردنية، إن زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى سوريا، لم تكن مفاجئة، وإنما كان هناك مواقف عربية سابقة أيدت عودة سوريا بشكل علني إلى الجامعة العربية، وكان هناك اجتماع لدول الطاقة العربية مصر، وسوريا ولبنان والأردن، لبحث ملفات الطاقة، وسبل إرسال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، وكذلك ربط لبنان كهربائيا بالبلدين.

وأضاف شنيكات، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن تلك المواقف توضح بما لا يدع مجالا للشك، أن هناك خطوات ملموسة من دول الخليج ومصر والدول العربية باتجاه إعادة سوريا، إلى حضنها العربي، وإلى جامعة الدول العربية.

الأمن وإعادة الإعمار

وأكد أستاذ العلوم السياسية الأردني، أن سوريا دولة كبير على مستوى الإقليم، واستقرارها يدعم استقرار الإقليم، وهناك رؤية دولية حول كيف التعامل مع الملف السوري خلال الفترة المقبلة، وبالفعل بما صدر قانون قيصر الأمريكي بفرض عقوبات على سوريا، ظهر أنه له استثنئات وعلى ما يبدو أن أمريكا تريد بطريقة غير مباشرة عمل تسوية مع النظام السوري على الأقل ضمان عملية سياسية تضمن حلحلة الوضع.

واختتم قائلا: "هناك رؤية عربية تؤيد عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وهناك ملفات كبيرة بين وزير الخارجية الإماراتي والرئيس السوري، أبرزها تطوير التعاون في مجالات الأمن، والمجالات الاقتصادية بشأن إعادة الإعمار، وسوريا بالفعل تحتاج إلى الإمارات في هذا الشأن، وختاما عودة سوريا إلى الجامعة العربية".

العلاقات السورية الإماراتية منذ 2018

زيارة وزير الخارجية الإماراتي، جاءت بعد أقل من شهر على اتصال هاتفي جرى، في 20 أكتوبر، بين الرئيس السوري وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، ولم يكن الاتصال الأول بينهما، إذ أجرى محمد بن زايد اتصالا سابقا بالرئيس السوري، في مارس 2020، وقالت أبو ظبي وقتها إنه يهدف إلى مساعدة سوريا في دعم جهود مكافحة وباء كورونا.

وكانت الإمارات أعادت فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق وأعلنت عودة بعثتها الدبلوماسية للعمل، في ديسمبر 2018.

العلاقات التجارية بين الإمارات وسوريا

أما عن العلاقات الإماراتية السورية، فهي من أقوى العلاقات، حيث تعد أبو ظبي أحد أهم الشركاء التجاريين لدمشق، وتأتي في المرتبة الأولى عربيا والثالثة عالميا بالنسبة لحجم التجارة مع سوريا، حيث تمتلك أكثر من 14% من حجم تجارة سوريا الخارجية، وتشير بيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية إلى أن مليار درهم، أي ما يعادل 272 مليون دولار، هو حجم التبادل التجاري، غير النفطي، بين البلدين خلال النصف الأول من عام 2021.

وبلغ حجم التبادل التجاري، غير النفطي، بين الدولتين حوالي 2.6 مليار درهم، أي ما يعادل 707 مليون دولارخلال عام 2020.

تحسن العلاقات السورية العربية

وخلال السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات العربية السورية، انفتاحا كبيرا، فقد أجرى الرئيس السوري، بشار الأسد، اتصالا هاتفيا مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في 3 أكتوبر 2021، للمرة الأولى منذ 10 سنوات، كما أعيد فتح الحدود بين البلدين أمام حركة التجارة.

كذلك اجتمع سامح شكري، وزير الخارجية، مع نظيره السوري، فيصل المقداد، في سبتمبر 2021، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويعد الاجتماع الأعلى من نوعه بين مسئولي البلدين منذ بدء الأزمة السورية.

المواقف الأمريكية من التقارب السوري العربي

أما عن مواقف الولايات المتحدة الأمريكية عن هذه الزيارة، فلم تختلف طوال هذه الفترة، ففي زيارة وزير الخارجية الإماراتي في نوفمبر 2021 إلى دمشق، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس: “نحن قلقون من الزيارة ومن الرسالة التي قد تفهم من ورائها وأن واشنطن أبلغت شركاءها المقربين في المنطقة، بمن فيهم الإماراتيون، بموقفها بكل وضوح”، مؤكدا أن أمريكا لن تطبع أو ترقي علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا.

وأكدت الولايات المتحدة أنها لن ترفع العقوبات، بما فيها إجراءات تجميد أصول، عن أي شخص يتعامل مع سوريا بغض النظر عن جنسيته.

أما عن زيارة الأسد لسوريا، أمس، فقد أعربت الخارجية الأمريكية، عن شعورها بـ "خيبة أمل وانزعاج عميقين"، من زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل وانزعاج عميقين، من زيارة الأسد، واصفا إياها بأنها محاولة واضحة لإضفاء الشرعية على الرئيس السوري.

وقال برايس إن بلاده لن ترفع أو تلغي العقوبات ولا تؤيد إعادة إعمار سوريا حتى يكون هناك تقدم لا رجوع فيه نحو حل سياسي، وهو ما لم نشهده.

وكان الأسد وصل إلى مطار دبي الدولي، وكان باستقباله الشيخ منصور بن زايد، نائب رئيس الوزراء في دولة الإمارات وزير شئون الرئاسة، قبل أن يغادر البلاد من مطار البطين، حيث كان بوداعه الشيخ محمد بن زايد.