EN 
بعد سنوات من البحث عن فرصة عمل تعينه على مواجهة أعباء المعيشة وتحقق له حالة من الرضا عن النفس، استطاع عادل، ابن قرية أولاد عمرو، بمحافظة قنا، الحصول على شهادة محو الأمية، متحدياً إعاقته الحركية باليد والقدم، ليثبت للجميع أن الإعاقة لم تكن يوماً من الأيام عائقاً أمام تحقيق الأحلام والطموحات.
التحدى الذى سطره الشاب عادل بجسد نحيل بلا يدين، لم يجد آذاناً صاغية لدى المسئولين لتحقيق حلمه بالحصول على وظيفة أو مشروع صغير يعينه على تلبية احتياجاته المعيشية واستكمال حياته مثل أقرانه من الشباب الذين يتطلعون لحياة جديدة بعد فترة الطفولة التى كانوا يعيشون فيها تحت مسئولية ورعاية والديهم.
إمساك القلم وسطر الكلمات على الأوراق دون أخطاء أو ارتباك، كان وحده بمثابة إعجاز مبهر، لكن من يرى الشاب المكافح، وهو يرسم الكلمات على الورق فى مشهد مبهج، محتضناً القلم بين أضلاعه، ليسطر الكلمات التى تملى عليه سواء أمام لجنة الامتحانات التى وقف أمامها بكل شجاعة ليثبت لهم أنه قادر على التحدى والإبداع.
تحدى عادل لم يقتصر على تعلم القراءة والكتابة رغم الإعاقة، لكنه بجانب ذلك يحاول اكتساب خبرات ومهارات جديدة تساعده فى استكمال مسيرة حياته دون الاعتماد على الآخرين قدر الإمكان، فضلاً عن محاولة إمتاع نفسه بقيادة الدراجات الهوائية، مطالباً الرئيس عبد الفتاح السيسى، بإنصافه وتحقيق أمنيته بوظيفة أو مشروع صغير، كما أنصف الكثير من ذوى الإعاقة على مدار السنوات الماضية.
وقال عادل عبد العاطى، 19 عاماً: "ولدت بإعاقة فى 3 أطراف "اليدين والساق اليمنى"، اليدين غير مكتملتي النمو، أما الساق فتم تركيب طرف صناعى لها، جعلنى أتمكن من المشى بشكل طبيعى، وأمارس حياتى مثل بقية الناس والحمد لله على كل حال، فالإعاقة لم تمنعنى عن مزاولة حياتى مثل بقية الناس".
وأضاف: “رغم الإعاقة لكننى ألعب الكرة وأقود دراجة هوائية وأستطيع قيادة التوك توك بشكل جيد، وحاولت قيادة سيارة لكن لا أحد يسمح لى، خوفاً على ولعدم امتلاكى رخصة قيادة، وحتى لا أكون مادة للسخرية والاستهزاء أو التقليل من شأنى، قررت أن أتعلم القراءة والكتابة ولا أكون أقل من أى شخص، وتمكنت من إجادة القراءة والكتابة بعد فترة طويلة من التعليم، ونجحت فى الامتحان لكن حتى الآن يرفضون تسليمى شهادة محو الأمية”.
وأوضح أنه أصر على شهادة محو الأمية، حتى يثبت لنفسه أنه قادر على تحقيق أحلامه وطموحاته وأنه ليس أقل من أقرانه فى السن، وحتى تكون بداية للاعتماد على النفس خلال مراحل حياته القادمة.
وتابع: “كل ما أحلم به توفير وظيفة أو سيارة مجهزة للمعاقين لكى أعمل عليها وأنفق بها على نفسى بدلًا من الاعتماد على والدى الذى لا يتأخر معى فى شىء، خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أوصى بحسن معاملة ذوى الاحتياجات الخاصة وتلبية احتياجاتهم قدر الإمكان”، لافتاً إلى أنه يتمنى مقابلة الرئيس مثل النماذج التى يشاهدها معه فى التليفزيون.
