الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول جمعة في رمضان.. علماء الأزهر والأوقاف ينتشرون بأربع محافظات

علماء الأزهر والأوقاف
علماء الأزهر والأوقاف

انطلقت أربعة قوافل دعوية مشتركة بين الأزهر والأوقاف إلى 4 محافظات ( القاهرة- شمال سيناء- أسوان- البحيرة)، اليوم الجمعة، وتضم كل قافلة عشرة علماء، خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: " الجوانب الإيمانية والأخلاقية في الصيام".

وأكد علماء الأزهر والأوقاف على أن الله (عز وجل) شرع الصيام لمقاصد سامية، وحكم جليلة، فهو مدرسة للإيمان والأخلاق، والمتأمل في القرآن الكريم يجد أن الحق (سبحانه وتعالى) قد ذكر الغاية من الصيام في كتابه العزيز، حيث يقول سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، والتقوى قيمة جامعة لخصال الخير؛ لذلك جاءت في القرآن الكريم مقترنةً بقيم إيمانية وأخلاقية متنوعة، حيث يقول الحق سبحانه: "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ".

كما أشاروا إلى أن قيمة المراقبة من الجوانب الإيمانية والأخلاقية في الصيام ،حيث إن الصيام سر بين العبد وربه، لا يطلع عليه أحد غير الله، وهو دليل يقين الإنسان باطلاع الحق سبحانه عليه في السر والعلن، حيث يقول سبحانه: "وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"، ولمعنى المراقبة كان أجر الصيام عظيمًا لا يعرف قدره إلا الله سبحانه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يُضاعفُ، الحسنةُ بعشرِ أمثالِها، إِلَى سَبْعِمائةِ ضِعفٍ، قال اللهُ تعالى: إِلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي"، وحري بالصائم الذي يراقب ربه في صيامه أن يراقبه (سبحانه) في عمله، وإنتاجه، وسائر معاملاته في رمضان وغيره.
  

وأكد أعضاء القافلة، أن الصيام مدرسة للصبر بكل صوره؛ ففي الصيام صبر على أداء الطاعات، وصبر على اجتناب المحرمات، وصبر على الامتناع عن الشهوات؛ لذلك وصف نبينا (صلى الله عليه وسلم) شهر رمضان بشهر الصبر، حيث يقول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ"، فجدير بالصائم أن يتخلَّق بخلق الصبر، فيكظمَ غيظه، ويعفوَ عمنْ ظلمه، ويعطيَ من حرمه، ويحسنَ إلى من أساء إليه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ، وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ".

كما أن الصائم الحق لا يكذب، ولا يغش، ولا يغدر، ولا يخون، ولا يغتاب أحدًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ".