أطاح البرلمان الباكستاني، أمس السبت، برئيس الوزراء عمران خان من السلطة، وذلك بالتصويت على حجب الثقة عن حكومته.
جاء ذلك بعد أن قضت المحكمة العليا في باكستان، الخميس، بأن عمران خان خالف الدستور، الأحد الماضي، عندما عرقل تصويت على الثقة، وحل البرلمان، ودعا لإجراء انتخابات مبكرة، لتصدر المحكمة أمرًا بانعقاد البرلمان مرة أخرى، خاصة بعد قرارات رئيس الوزراء والتي أثارت غضب العديد من المعارضين، حيث اتهمه البعض بالخيانة لعرقلة التصويت.
ولم ينج خان في تصويت بحجب الثقة، فصوت 174 نائبًا لصالح هذا القرار، حيث يتطلب عزله 172 صوتا، ليفشل رئيس الوزراء الباكستاني في استكمال فترة ولايته التي كان من المقرر أن تنتهي في 2023.
ويعد خان أول رئيس وزراء باكستاني يُطاح به من خلال تصويت لحجب الثقة عنه في البرلمان.
وحسب شبكة "سي إن إن"، كان التصويت على سحب الثقة مدعومًا من قبل تحالف من السياسيين يضم أكثر من 10 منشقين عن حزبه السياسي.
وعقب التصويت على القرار ، غادر عمران خان إلى مقر إقامته في بني جالا تاركا منزل رئيس الوزراء.
خان والمعارضة
وقبل التصويت، أعلن رئيس البرلمان الباكستاني قاسم سوري ــ الذي يعتبر حليفًا لخان ـــ استقالته من منصبه، في خضم معركة على سحب الثقة من حكومة عمران خان.
وعقب الإطاحة به لم يعلق خان علنًا على الأمر، لكن حتى قبل التصويت، كان قد دعا إلى الاحتجاجات، وقال في خطاب للأمة يوم الجمعة "سأكافح".
وقالت أحزاب المعارضة إنه أخفق في إنعاش الاقتصاد الذي تضرر من جائحة كورونا، ولم يف بوعوده لاستئصال الفساد من البلاد وبجعل باكستان أمة مزدهرة تحظى بالاحترام على الساحة العالمية.
ومن المقرر أن يعقد البرلمان الباكستاني جلسة خاصة، غدًا الاثنين، لانتخاب رئيس جديد للحكومة، حيث ترشح فيها الكتل الكبرى "تحالف المعارضة سابقا"، وحزب الإنصاف الذي يقوده عمران خان، مرشحا لمنصب رئيس الوزراء..
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، سيظل رئيس الحكومة في السلطة حتى أكتوبر 2023، حيث من المقرر إجراء الانتخابات المقبلة.
ووفقًا لما نقله موقع "إن دي تي في" الهندي، من المقرر أن يقدم المرشحون لمنصب رئيس الوزراء الباكستاني المقبل أوراق ترشيحهم، اليوم، الأحد بعد أن أنهى نجم الكريكيت السابق مسيرته في السلطة.
ويلزم المرشح الفائز الحصول على دعم 172 من نواب البرلمان، بحسب ما أفاد موقع "سكاي نيوز عربية".
المرشح الأوفر حظَا
ويعتبر زعيم المعارضة في باكستان شهباز شريف، زعيم حزب الرابطة الإسلامية، الذي قاد إسقاط عمران خان، هو المرشح الأوفر حظًا لتولي منصب الوزراء.
وقال شهباز شريف 70 عامًا للبرلمان عقب تصويت اليوم الأحد: "بدأ فجر جديد .. هذا التحالف سيعيد بناء باكستان".
وأضاف: "نشكر الجميع على تضحياتهم، والآن باكستان تعمل على أساس الدستور والقانون"، معربا عن أمله في أن يدفع التحالف الذي يقوده البلاد نحو التقدم.
وشهباز شريف هو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف، ويتزعم المعارضة في البرلمان الباكستاني منذ أغسطس 2018، وشغل منصب رئيس وزراء إقليم البنجاب لسنوات وله سمعة كمسؤول إداري فعال.
ومن المتوقع أن تكون مهامه الأولى هي إصلاح العلاقات مع الجيش، والميل إلى النظر إلى الاقتصاد المتعثر.