EN 
سلطت الحلقة 14 من مسلسل الاختيار 3، الضوء على أحد أخطر القيادات السلفية، كما كشفت عن أحد التسريبات لـ القيادي الإخواني، عبد المنعم أبو الفتوح، متحدثا عن هذا القيادي السلفي وهو حازم صلاح أبو إسماعيل.
وقال أبو الفتوح إن وصول هذا الرجل للسلطة كارثة، وقد أخبره بهذا نصا: "أنت لو وصلت للسلطة في مصر يا ابني كارثة، إيه اللي بتعمله ده؟! هي مصر تستحمل الهباب اللي انت بتعمله؟!"
وتابع أبو الفتوح في التسريب: “لكن للأسف كان له مناصرون ومؤيدون، وجت من عند ربنا، والله لا كنت أعرف إن أمه أمريكية ولا خالته إيه ولا أي حاجة”، ويظهر في التسريب فرح عبد المنعم أبو الفتوح، بسبب فشل صديقه المقرب منه حازم صلاح أبو إسماعيل، في الترشح في الانتخابات الرئاسية، وتعجبه واستنكاره لأفعاله الإرهابية.
في هذا التقرير نستعرض أبرز المعلومات وجرائم حازم صلاح أبو إسماعيل.
من هو حازم صلاح أبو إسماعيل؟
حازم صلاح أبو إسماعيل، هو قيادي سلفي، رشح نفسه لرئاسة الجمهورية عام 2012، بتأييد من 152.835 ناخب، و47 نائبا بمجلسي الشعب والشورى، ولكنه استبعد لأن والدته تحمل الجنسية الأمريكية.
وتسبب حازم صلاح أبو إسماعيل، في الكثير من أحداث العنف والدمار التي شهدتها مصر في الأعوام الماضية، ومنها حصار مدينة الإنتاج الإعلامي، والتهديد بالحرق والخراب، على يد الجماعات التي كان يترأسها وهي جماعة "حازمون"، وقد أطلق العنان لها بالفعل بعد ثورة 30 يونيو.
وتسبب حازم صلاح أبو إسماعيل، وأنصاره في حركة حازمون، التي أسسها في 4 ديسمبر 2012، في إثارة الشغب والتخريب، ففي 1 مايو عام 2012 عندما دعا أبو إسماعيل وأنصاره، لاعتصام مفتوح في ميدان التحرير ومختلف الميادين ومليونية أطلقوا عليها "مليونية إنقاذ الثورة"، وفي نهاية المظاهرات بدأ العديد منهم بالتوجه في مسيرات كبيرة صوب وزارة الدفاع بميدان العباسية بالقاهرة، مقررين الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم، والتي تمثلت بتعديل المادة 28 من الإعلان الدستوري الخاص بعدم قابلية الطعن في قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.
جرائم حركة حازمون
وسرعان ما حدثت اشتباكات دامية يوم 2 مايو 2012 في منطقة العباسية، ووقع فيها أكثر من 11 قتيلا وعشرات الجرحى من المتظاهرين، والقوات المسلحة، وكان العديد منهم من أنصار حازم أبو إسماعيل، وحاولوا اقتحام مقر وزارة الدفاع للمطالبة بتسليم السلطة وإلغاء مادة تحصين لجنة انتخابات الرئاسة من الطعن.
وفي 6 ديسمبر 2012، دعا حازم صلاح أبو إسماعيل أنصاره لـ حصار مدينة الإنتاج الإعلامي، والوقوف أمام البوابتين رقم 2 و4، لتعلن 16 قوة إسلامية أخرى، انضمامها لدعوة أبو إسماعيل؛ لوقف ما وصفوه بـ الإعلام الضال التحريضي، وبحجة تجنب ضياع الشرعية وزوالها، وكان يوم 7 ديسمبر 2012، أول أيام الاعتصام، ونظموا مسيرات أمام بوابات مدينة الإنتاج الإعلامي لدعم المعزول محمد مرسي وكتب أبو إسماعيل لأنصاره قائلًا: "مهما سمعتم عن تراجعات فإن موعد الحشد اليوم أمام مدينة الإنتاج الإعلامي قائم بلا تردد وبكل قوة".
وتمكنت الحركة وقتها من منع دخول بعض الإعلاميين للمدينة، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بإطلاق الأعيرة النارية لإرهاب الإعلاميين، واستمر الاعتصام عدة أيام بعدما أسموها مدينة الإنتاج الإسلامي، ثم قاموا بحصار مدينة الإنتاج الإعلامي مرة أخرى بعد أزمة الإعلان الدستوري في ديسمبر 2012، وأعلنوا أن هدفهم تطهير الإعلام المصري، وهددوا المعتصمين السلميين أمام قصر الاتحادية، بإعلان الخلافة الإسلامية في مصر.
وفي 15 ديسمبر 2012، هاجمت الحركة مقر حزب الوفد واقتحمت أبوابه وقاموا بتحطيم المبنى ومحتوياته وحرق أجزاء من مقر الحزب وصحيفته، ولم يتوقف إرهاب حركة "حازمون" على الإعلام والأحزاب السياسية فحسب، بل امتد إلى القوى السياسية؛ حيث قام أعضاء الحركة بمهاجمة المقاهي والمتاجر في وسط القاهرة في 17 ديسمبر 2012، وقام مجموعة من أعضاء حازمون بمهاجمة المواطنين على مقاهي وسط البلد.
وفي 17 ديسمبر 2012، هاجم مجموعة من الحركة ضريح سلطان أبو العلا ببولاق أبو العلا، وحاولوا محاصرته وهدمه؛ لمعارضتهم للفكر الصوفي واتهامهم بالكفر والإلحاد.
جرائم حازم صلاح أبو إسماعيل
أما عن جرائم حازم صلاح أبو إسماعيل والتي قدمت فيها بلاغات إلى النيابة فكانت كالتالي:
في يناير 2013، تلقت نيابة الإسكندرية، بلاغًا ضد حازم صلاح أبو إسماعيل، بتهمة إهانة وسب وزارة الداخلية، حيث تلقى المستشار سعيد عبد المحسن، المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، البلاغ، ضد كل من «أبوإسماعيل»، و«جمال الدين»، يتهم فيه الأول بأنه «أصبح ظاهرة هو وأعوانه تطفو على سطح الأحداث بخرق القوانين والأعراف كأنهم ملوك الأرض يفعلون ما يشاءون دون حساب».
وأضاف البلاغ، الذي حمل رقم «13 لسنة 2013»: «رأينا أفعالهم في حصار مدينة الإنتاج الإعلامي وتفتيش من يخرج ويدخل، والتهديد والوعيد للجميع دون محاسبة ودون احترام للقانون والشرائع السماوية وحرمة الإنسان، ثم كان السب والتهديد لوزارة الداخلية ووصفها بالحثالة، ثم واقعة التعدي على مقر حزب الوفد، لتبدو أنها جماعة فوق القانون، وهو ما يتطلب المساءلة».
وفي 20 ديسمبر 2012، تقدم محامٍ ببلاغ رقم 3803 إلى المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية ضد حازم صلاح أبو إسماعيل، مطالبا بضبطه وإحضاره ومنعه من السفر لارتكابه أفعالا مجرمة قانونا بنص المادة 361 من قانون العقوبات من خلال جماعته «حازمون»، وقال البلاغ إنه بتاريخ 9-12-2012 حرض حازم صلاح أبو إسماعيل، جماعته التي أطلق عليها اسم «حازمون» بالتجمهر أمام مدينة الإنتاج الإعلامي ومحاصرتها وتهديد بعض الإعلاميين ببعض القنوات الخاصة لإرهابهم ومحاولة تكميم أفواههم وتهديدهم بالإيذاء في حالة طرحهم أفكارا تخالف أفكارهم.
كما اتهم أبو إسماعيل، بتحريض جماعة حازمون، التى يقودها، على الاعتداء على مقر حزب الوفد وإحراقه واطلاق الرصاص الحي والخرطوش والمولوتوف، وهو ما تسبب في إحداث تلفيات هائلة بمقر الحزب وإصابة بعض من المتواجدين بداخله، وإصابة بعض أفراد الشرطة ممن كانوا يقومون بتأمين مقر الحزب في ذلك الوقت.
وأكدت البلاغات أن حركة حازمون تحولت إلى ميليشيات مسلحة تعبث بأمن مصر وتنشر الفوضى والرعب وتروع مواطنيه، وتدهس سيادة القانون وتحول الدولة إلى فئات متصارعة، مما سيؤدي في النهاية إلى تفتت الدولة وتحولها إلى طوائف وجماعات متناحرة.
الأحكام على حازم صلاح أبو إسماعيل
في مايو 2019، أيدت محكمة النقض حكم الجنايات بمعاقبة حازم صلاح أبوإسماعيل، و5 آخرين، بالسجن لمدة 5 سنوات، لاتهامهم بحصار محكمة مدينة نصر، في شهر ديسمبر 2012.
صدر ضد أبو إسماعيل، حكم نهائي آخر بالسجن المشدد 7 سنوات؛ لإدانته بتزوير الإقرار الرسمي المقدم للجنة الانتخابات الرئاسية، وذلك في القضية المعروفة إعلاميا بـ "تزوير جنسية والدته"، بعدما رفضت محكمة النقض طعنه في 14 أبريل 2015.
وكانت محكمة جنايات القاهرة عاقبت، في أبريل 2015، المحامي حازم صلاح أبو إسماعيل بالسجن المشدد 7 سنوات، لإدانته بتزوير الإقرار الرسمي المقدم للجنة الانتخابات الرئاسية، الذي أثبت فيه عدم حمل والدته أى جنسية أجنبية أخرى بخلاف جنسيتها المصرية.
في 12 أبريل 2014، قضت محكمة جنايات القاهرة بحبس حازم صلاح أبوإسماعيل لمدة سنة مع الشغل بتهمة إهانة القضاء أثناء محاكمته بتهمة التزوير في قضية جنسية والدته الأمريكية.
