الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: نسائم العشر المباركات فاحت بالخير.. فاغتنموا نفحات رحمة الله

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، من المعلوم لدى كل مسلم أن الله جل في علاه، هو المتفضل على خلقه كافة بما لا كفء له من الفضل ولا حد لمنتهاه.

متفضل على خلقه كافة

وأضاف «غزاوي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة : فكم لله من أفضال على البريات، وكم أسبغ على العباد من عظيم النعم وجزيل الهبات، ورأس ذلك الفضل وأعظمه التوحيد، وهو الإقرار بأنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له وإخلاص الدين والعبادةِ له كما قال الله عن يوسف عليه السلام «وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَٰلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاس وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُون».

وأفاد بأن من فضل الله وكرمه بِعثة الرسل -عليهم السلام- وخاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي امتن الله على الأمة ببِعثته فقال عز من قائل «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ».

وأشار إلى أن من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة المحمدية الاصطفاءُ وإيراث الكتاب العزيز ، مستشهدًا بما قال الله عز وجل: « ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ».

مظاهر فضل الله على المؤمنين

وأوضح أن من مظاهر فضل الله على المؤمنين أن حبب إليهم الإِيمان وزينه في قلوبهم، وبغض إليهم الكفر والكبائر والصغائر وتوبته عليهم وتجاوزه عن خطاياهم وتوفيقهم لتزكية أنفسهم وتوفيقهم وتأديبهم وتعليمهم ما لم يكونوا يعلمون وإرشادهم إلى أنواع المصالح، والتحذير من حبائل الشيطان والعصمة من متابعته.

وتابع: كذلك من فضل الله ومنته ما ينعم به عليهم من الفتح والغنيمة والنصر والظفر والتمكين، ومن فضله عليهم أن يغنيهم من الفقر والفاقة وضيق العيش، كما أنهم يبتغون من فضل الله في المكاسب والمتاجر، ومن فضل الله على العباد أن جعل لهم الليل؛ ليسكنوا فيه، ويحققوا راحتهم، والنهارَ مضيئًا؛ ليُصَرِّفوا فيه أمور معاشهم، ومن فضل الله على الناس تركه معاجلتهم بالعقوبة على معصيتهم إياه وكفرهم به.

نسائم العشر المباركات

ونبه إلى أن نسائم العشر المباركات من شهر رمضان قد فاحت، حاملة الخير العميم والفضل العظيم، فاغتنموا نفحات رحمة الله وكريم فضله في هذه العشر المباركات، منوهًا بأنه قد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، ومن ذلك أنه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر، وكان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد مئزره، حاثاً على الإكثار من الطاعات والابتعاد عن إضاعة الأوقات وعمل السيئات.

ولفت إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا دخل العشر، أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر، فعلينا أن نتأسى به ونتعرض فيها لنفحات رحمة الله وكريم فضله، ونسأله مغفرته وعظيم عفوه، ونكثر فيها من الطاعات، ونتقرب بأنواع القربات، ونبتعد عن إضاعة الأوقات ونتجنب السيئات، فقد يحول بيننا وبين إدراكها مرة أخرى هازم اللذات.

وأكد أن الله سبحانه وتعالى، يعطي كل من عمل صالحًا جزاء عمله أجزل الثواب والفضل في الآخرة، فلا تسألوا الفضل إلا من الله وهو عليم بمن هو أهل للفضل، وأنه ما بالعباد من رزق ونعمة وعافية ونصر، فمن فضل الله عليهم، وإحسانه إليهم.