الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معركة 40 عاما.. كواليس الفصل الأخير لاستعادة آثار إيرانية نادرة

استعادة آثار إيرانية
استعادة آثار إيرانية

أغلقت إيران الفصل الأخير في أزمة استرداد الإرث الثقافي، إذ استعادت مجموعة من القطع الأثرية القديمة إلى المتحف الوطني الإيراني بعد رحلة دامت 40 عاما، تضمنت العديد من القطع الأثرية الإيرانية أقدمها يرجع إلى القرن السابع قبل الميلاد.

من بين القطع المُستردة 51 قطعة زجاجية تم صنعها في مملكة “مانان” القديمة، في الفترة التي تتراوح بين القرنين السابع والعاشر قبل الميلاد، ظلت في قبو سويسري لعدة عقود، وتم اكتشاف الطوب الزجاجي لأول مرة بعد ثورة 1979 عندما عثر عليها مزارع يدعى “ميرزا” واكتشف أنها قطع أثرية مخبأة بمعبد بقرية “قاليشي” بالقرب من بلدة “بوكان” الكردية.

ولكن خلال الحرب العراقية الإيرانية عام 1985، أرسلت السلطات مجموعة من علماء الآثار إلى الموقع، وعندما بدأوا الحفر، أدركوا أن الأوان قد فات وأن الكنوز قد تم تهريبها إلى الخارج بواسطة صائدي الكنوز.

ووفقا لموقع “يورو نيوز”، يقول عالم الآثار يوسف حسن زاده، منظم المعرض الذي يعرض فيه الطوب الزجاجي: "على الفور بدأ الناس في نهب وبيع القطع الزجاجية مستغلين غياب سيطرة الحكومة".

المتحف البريطاني والشرطة السويسرية والدبلوماسية الإيرانية
وخلال هذا الوقت، تدخلت العديد من السلطات الإيرانية لاستعادة المجموعات من المتاحف الخاصة حيث يتم عرضها حول العالم، إذ يتميز الطوب الزجاجي بوجود نقوشات لحيوانات مجسمة مثل الأسود والأبقار المجنحة - وهي كائن أسطوري، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الأسطورية.

تم تزيين واجهات المعابد بهذه الطريقة أيضا، وفي عام 1991، علم المتحف البريطاني أن عائلة إيرانية كانت تبيع مجموعة من الزجاج المحفور في ميناء شياسو ، على الحدود الإيطالية السويسرية ، وتم إرسال أمين مجموعات الشرق الأوسط جون كيرتس للتفاوض لشراء محتمل للآثار.

وكشف زاده الخبير في الآثار الآشورية والإيرانية، أن هذه المجموعة تنتمي إلى بوكان بمجرد رأيتها، ونصح المتحف البريطاني والمتاحف الأوروبية الأخرى بعدم شرائها، فالطبيعة الفريدة للمجموعة تستلزم عدم تقسيمها وإعادتها إلى بلدها الأصلي.

لم يكن المالك الإيراني للمجموعة مستعدًا لإعادة الكنز إلى وطنه ، لذلك ظلوا وديعة في بنك سويسري ، حتى سيطرت عليهم الشرطة السويسرية بعد عقدين تقريبًا، ويقول جبرائيل نوكاندي، مدير المتحف الوطني: "بضغط من الجهاز الدبلوماسي الإيراني والشكوى الرسمية للمتحف الوطني في عام 2015..أخيرًا في 20 ديسمبر 2020 ، عادت المجموعة إلينا".

في العام الماضي، كان قد اتصل سليل هري جوبلو بالمستشار الثقافي الإيراني في باريس وأخبره أن لديه مجموعة من الآثار الإيرانية، ولكن لم يعرف أحد التفاصيل أو مكان البحث أو طريقة جمعها.

ويتابع نوكاندي أنه ربما عاش المهندس خلال الحرب العالمية الثانية، أو زار المواقع الأثرية الإيرانية ونقلها إلى فرنسا.