الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لواء الثورة والأنصار وحسم.. الإخوان وجماعات الدم وجهان لـ عملة واحدة

الإخوان الإرهابية
الإخوان الإرهابية

أذرع جماعة الإخوان الإرهابية.. والتي استغلتها الجماعة في السنوات الأخيرة، تعددت أسمائها إلا أن أفكارها توحدت ضد البلاد، ووجهت أعنف الضربات الإرهابية إلي مصر التي فقدت العزيز والغالي من أبنائها فداء لترابها بدمائهم الطيبة.

مع مرور الأيام وفضح الوجه الحقيقي لجماعة الإخوان.. ظهرت مخالبها وأذرعها العسكرية في عمليات إقتحام الحدود الشرقية وأيضا السجون، ومن ثم تكليفات قيادات الدم والتخريب في الجماعة لنشر العمليات النوعية والإرهابية في البلاد.

أطلقت الجماعة عدة عمليات نوعية في الفترة ما بعد عام 2011، ما بين استهداف لمقر الأمن المركزي في الأحراش ومن ثم الأكمنة الشرطية في سيناء، وسلسلة هجمات تحدث عنها اللواء حسن عبدالرحمن مدير جهاز أمن الدولة خلال شهادته في إحدى القضايا المتهم فيها قيادات الإخوان "أن سيناء كانت خالية من العناصر وأن الهجمات كانت تنفذ بسيارات مجهزة تعبر المنافذ الشرقية لمصر صوب أهدافها دون التجهيز داخل الأراضي المصرية".

مع بدايات عام 2012، تغيرت نبرة الإرهاب في مصر حين تعرض 7 جنود مصريين للاختطاف على يد عناصر إرهابية مسلحة وخرجت حينها تصريحات على لسان المعزول محمد مرسي تشير إلى "المحافظة على أرواح الجميع سواء المختطفين أو الخاطفين"، وهي الكلمات التي حملت الكثير من علامات الاستفهام من قبل القوى السياسية والمواطنين المصريين، ومعها أنطلقت أولى رايات التنظيمات الإرهابية في مصر وبالتحديد في سيناء لإعلان قيام تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي بدأ ينفذ مخططاته ويجهز لعملياته داخل مصر.

وع اندلاع ثورة 30 يونيو عام 2013، خرجت قيادات الإخوان بتصريحات نارية عن الدماء وعن الوضع في سيناء، وتهديدات حول عمليات نوعية واستهداف، ولعل أبرزها كانت "الريس مرسي اللي هيرشه بالمية هنرشه بالدم"، ومنذ ذلك الحين خرجت الكيانات الإرهابية من رحم الإخوان، حين رفعت فتيات الشيطان رايات الدفاع والولاء إلى والدتهم الإرهابية التي ترعرعوا على ايديها في سيناء ورابعة والنهضة وبعض مناطق الصعيد والجمهورية، ما بين "حسم" و"ولاية سيناء"، و"لواء الثورة" وغيرهم.

كانت أولى أحداث عنف جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعها العسكرية، بمنطقة المقطم فيما  سمى إعلاميا "أحداث مكتب الارشاد الثانية"، والتي أكد فيها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق عنها بأنه تلقى اتصالا من المعزول حينها يستفسر عن الاحداث بالمقطم، وحين أكد له بأن الأمور متآزمة ويوجد عناصر تطلق النيران من داخل المكتب تجاه المتظاهرين، وطلب منه اعطاء امر بإيقاف اطلاق النيران من قبل عناصر الإخوان، فكان الرد حينها "اوعي تفكر إن 30 يونيو هتنجح .. ده من رابع المستحيلات وأنا هحاسبكم كلكم" طبقا لشهادته في أحد القضايا المتعلقة بالإخوان.

وفي غضون الأيام الأولي من ثورة 30 يونيو عقد التنظيم الدولي للإخوان عدة اجتماعات موسعة رصدتها اجهزة الأمن المصرية، الأمر الذي شهد محاولات ومخططات من الخارج لإسقاط الدولة المصرية، ومحاولة افتعال الازمات ونشر فوضي عن طريق استغلال الأحداث في الحرس الجمهوري وميدان رمسيس والدقي وبين السرايات والمنصة، وبدأت أذرع الجماعة العسكرية في تنفيذ التعليمات، حيث شهدت الستة أشهر المتبقية من عام الثورة 2013، مشاهد كثيرة لدماء الشهداء عقب تنفيذ الخلايا الإرهابية لبعض العمليات بمناطق مختلفة من الجمهورية.

عقب أحداث ثورة 30 يونيو، شرعت الكيانات الإرهابية في اقتحام أقسام شرطة على مستوى الجمهورية، من بينها حلوان والأزبكية، ونفذت مذبحة بمدينة كرداسة حين اقتحمت قسم الشرطة وارتكبت واحدة من أبشع العمليات الدموية بمهاجمة مسلحون لقوات الأمن بأسلحة الآر بي جي والبنادق الآلية، وأشعل مؤيدو الرئيس المعزول حينها النيران في قسم الشرطة، مع تنفيذهم لعمليات سحل وتعذيب وتقطيع لشرطيين، الأمر الذي نتج عنه استشهاد العميد محمد جبر مأمور المركز، والعقيد عامر عبدالمقصود نائب المأمور، والنقيب هشام شتا والملازم أول محمد فاروق معاونا المباحث، و4 من الأمناء و6 مجندين آخرين.

واستمرت عمليات عنف الجماعة الإرهابية ومؤيديها وتنظيماتها العسكرية، حيث شهد عام الثورة احدى محاولات الاغتيال حينما استهدفت العناصر الإرهابية وزير الداخلية المصري الأسبق محمد إبراهيم، حين تعرض موكبه لهجوم إرهابي بعبوة ناسفة بالقرب من منزله بمنطقة مدينة نصر وأسفر الحادث عن اصابة العشرات بينهم رجال شرطة، مع انتهاء مرحلة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، كشفت الاحصائيات حينها عن وقوع 11 عملية إرهابية و22 شهيدا من قوات الأمن، خلال فترة حكمه، وهو ما أنذر بعلامات استفهام جديدة حول انخفاض معدل الارهاب وعلاقته بوجود الجماعة الإرهابية في الحكم.

بعد ذلك تابعت الجماعات الإرهابية، عملياتها باستهداف مبني المخابرات الحربية بمدينة رفح في 11 سبتمبر، ومن ثم تنفيذ مذبحة رفح الثانية في 19 أغسطس في غضون فض اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بمنطقتي رابعة العدوية والنهضة.

وتزايدت حدة العنف والتخريب من قبل جماعات الظلام، عقب فض شهر أغسطس من عام الثورة، حيث استهدف الإرهاب مبني المخابرات الحربية بمدينة الاسماعيلية في 19 أكتوبر، ومن ثم عملية كنيسة العذراء بمنطقة الوراق في ذات الشهر، وكذلك اغتيال المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني والمسئول عن احد ملفات الإخوان، واختتمت العام بواحدة من أقوى العمليات الإرهابية في تاريخ مصر باستهدافهم لمديرية أمن الدقهلية في ساعات الصباح الأولى بسيارة مفخخة.

في العام التالي لثورة الثلاثين من يونيو، توالت الأحداث سريعا وبدأ الإرهاب يعدل عن مساره، بتنفيذ عمليات إرهابية متتالية لإرهاق قوات الأمن ومحاولة زعزعة الاستقرار، حيث شهد شهر يناير استهداف للأكمنة والأقوال الأمنية بسيناء، ليس ذلك فقط بل امتدت الاذرع العسكرية للتنظيم إلي استهداف مبني مديرية أمن العاصمة، ما أسفر عن استشهاد 4 أشخاص وإصابة العشرات، وبدأت الاشتباكات بين قوات الأمن والعناصر المسلحة منذ ذاك الحين بمناطق سيناء.

وفي أبريل من ذات العام، استمر الإرهاب الخسيس في ضرب مقدرات الوطن وأراضيه، حين وقعت ثلاثة تفجيرات بمحيط جامعة القاهرة، أسفرت حينها عن استشهاد العميد طارق المرجاوي احد القيادات الشرطية الكبرى بقطاع أمن الجيزة، وإصابة آخرين، وبدأت جماعات الظلام حينها استهداف المنشآت السياحية لضرب السياحة المصرية التي كانت بالكاد تنتعش حين استهدف انفجار نقطة مرور بالقرب من فندق شراتون بمحافظة الجيزة، لا سيما استهداف تمركز أمني لقوات الانتشار السريع بشارع الهرم – محافظة الجيزة.

واتجهت انظار الجماعة حينها بعد ورود تعليمات من التنظيم الدولي، بتنفيذ عمليات اغتيال لقيادات الدولة، حيث اغتالت ايدي الارهاب الغاشمة اللواء الشهيد محمد سعيد، مدير المكتب الفني لوزير الداخلية، بطلقات الرصاص أمام منزله بمنطقة الطالبية، وعقب ذلك استشهد اللواء أحمد زكي أحد قيادات قطاع الأمن المركزي، إثر إستهداف سيارته بعبوة ناسفة بمدينة 6 أكتوبر، ومن ثم اغتيال الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام المصري – محامي الشعب كما قيل عنه، في استهداف موكبه بسيارة مفخخة اثناء مروره.

توالت الأحداث، ومع بدايات عام 2016 غيرت الجماعة الإرهابية من أفكارها وحاولت افتعال ازمات دينية، و استهدفت رجال الدين، واعلنت حركة "حسم الإخوانية" حينها مسوؤليتها عن محاولة اغتيال على جمعة – مفتي الجمهورية السابق، بالقرب من منزله بمدينة 6 أكتوبر، واستكمالا للمخطط قتل كاهن مصري على يد عناصر تنتمي لـ"ولاية سيناء" - تنظيم الدولة، حين أطلق مجهولون الرصاص على القس "روفائيل موسي" كاهن كنيسة مارجرجس بالعريش ويعلن التنظيم مسؤوليته عن الحادث.

واستمرت عمليات الاغتيالات من قبل العمليات الإرهابية، حين اعلنت حركة "لواء الثورة" مسؤوليتها عن اغتيال الشهيد العميد أركان حرب عادل رجائي – قائد الفرقة التاسعة مدرعات، أمام منزله، ومن ثم محاولة اغتيال المستشار زكريا عبدالعزيز النائب العام المساعد مدير التفتيش القضائي باستهداف موكبه بسيارة مفخخة بمنطقة التجمع الخامس، واستمرار عملياتهم الإرهابية حتى قيام مسلحون تابعون لتنظيم الدولة – ولاية سيناء بذبح أكبر مشايخ الطرق الصوفية بسيناء.

وفي صباح يوم الحادي عشر من ديسمبر لعام 2016، وجهت الكيانات الإرهابية انظارها تجاه دور العبادة، حين تم استهداف الكنيسة البطرسية الواقعة بالقرب من الكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية بالقاهرة، بعبوة ناسفة تزن مايقارب 12 كيلو جرام من المتفجرات، واستشهد حينها ما يقرب من ثلاثين شخصا وأصيب العشرات.

لم يغفل تنظيم الإخوان والاذرع العسكرية له، الهدف الرئيسي لمحاربة واسقاط وزعزعة الأمن باستهداف الشرطة المصرية والقوات المسلحة، حيث استهدفت عناصر مسلحة يحملون علم "تنظيم الدولة" أحد حافلات الشرطة التابعة لقسم حلوان، والتي استشهد بداخلها معاون مباحث القسم و7 أمناء شرطة آخرين.

استكملت الكيانات الإرهابية مخططاتها، ونفذت عملية تفجيرات أحد الشعانين، باستهداف كنيستي مارجرجس ومارمقس بمدينتي طنطا والإسكندرية، حيث أسفرا التفجيران عن استشهاد قرابة 50 شخصا، وإصابة العشرات، ومن استمرت عمليات استهداف الابرياء ودور العبادة، حين استهدفت العناصر الإرهابية حافلة تقل أقباط أثناء توجههم لزيارة دير الأنبا صموئيل غرب مدينة المنيا.

وفي واحدة من أبرز الحوادث الإرهابية في القرن الحادي والعشرين بل وأبشعها، استهدف هجوم إرهابي مسجد الروضة بمنطقة شمال سيناء، على بعد 50 كم من العريش، الحادث الذي استشهد جراء 305 أشخاص، ومايقرب من 130 مصابا، واستمر تخطيط الكيانات الإرهابية حتى نفذت عناصر التنظيم عملية إرهابية ضد قوات الأمن المصرية بمنطقة الواحات، حين استشهد مايقرب من 16 شرطيا وأصيب 13 آخرون، في تعامل لقوات الأمن مع عناصر إرهابية بصحراء الواحات، ولعل آخر لمسات العناصر الإرهابية على أرض الواقع كانت استهداف موكب اللواء مصطفي النمر، مساعد وزير الداخلية لقطاع امن الإسكندرية، حين تم زرع عبوة ناسفة أسفل سيارة وتم تفجيرها تزامنا بمرور الموكب، واسفرت العملية عن استشهاد شرطيين وإصابة آخرين.