الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا اختار الرئيس الفرنسي بورن كوزيرة أولى لبلده وليس فوترين؟

بورن ثاني رئيسة وزراء
بورن ثاني رئيسة وزراء لفرنسا

وفق ما ذكرت صحف دولية، فقد يفضل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أعيد انتخابه في 24 أبريل الماضي، اختيار كاترين فوترين، الوزيرة السابقة في عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك، كرئيسة للوزراء، إلا أن إليزابيث بورن استطاعت أن تفرض اسمها كوزيرة أولى وسط الأجواء التي يعيشها العالم اليسار وتحديداً من الحزب الاشتراكي. 

والسبب الأهم في ذلك، يأتي من أن ماكرون يريد رئيسة وزراء تساعده في تلافي تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية، الناجمة زيادة بفعل الحرب الأوكرانية، حيث إن ماكرون وعد خلال حملته الانتخابية بالالتفات إلى الشرائح الاجتماعية الأكثر هشاشة، وبالتالي إليزابيث بورن تستجيب للرغبة الرئاسية أكثر من منافستها فوترين القادمة من صفوف اليمين. 

وتتمتع بورن بخبرة وزارية استثنائية خلال عهد ماكرون الأول، إذ شغلت ثلاث حقائب مختلفة، حيث تنقلت بين وزارات النقل والبيئة والعمل.

 وبين مناصبها الثلاثة، أثبتت أنها متمكنة من ملفاتها، وأنها قادرة على الحوار والسير بالإصلاحات التي أرادها ماكرون خلال السنوات الخمس المنصرمة التي كانت خلالها عضواً بارزاً في الحكومات المتعاقبة.

يغلب على اختيار بورن الطابع المهني وليس السياسي ضمانة لأن تكون وفية للرئيس ولن تنافسه في أي من المجالات، خصوصاً أن ماكرون ينطلق في ولايته الثانية ولا يحق له الترشح لولاية ثالثة وفق الدستور الفرنسي.

ويؤكد ماكرون بتعيينه امرأة في ثاني منصب بأنه بعده يفي بأحد وعوده الانتخابية بتسليم القيادة للنساء.

تعد بورن ثاني امرأة تحتل هذا المنصب منذ انطلاق الجمهورية الخامسة أواخر ستينات القرن الماضي، وسبقتها إلى هذا المنصب أديث كريسون (1991 ــ 1992) التي اختارها الرئيس الاشتراكي الأسبق فرنسوا ميتران، إلا أنها تعرضت لحملات تشويه وقذف وسوء سمعة كبيرة، حيث وصل الأمر إلى القول إنها على علاقة بالرئيس ميتران ليختارها لهذا المنصب، أما الوضع الآن فيقبل ذلك، ولا توجد غضاضة من تولي امرأة لأي منصب.

وتبلغ بورن من العمر 61 عاماً، فائقة بذلك عمر الرئيس الأربعيني ماكرون، لكن اختيار ماكرون لها، لمجابهة  تحديين رئيسيين، يتمثل الأول في تشكيل حكومة جديدة تقترحها على ماكرون، والآخر تجاوز عتبة الانتخابات النيابية التي ستجرى يومي 12 و19 يونيو المقبل.