الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلق الله آدم على صورته ستون ذراعا .. فما معنى هذا الحديث؟

علي جمعة
علي جمعة

"خلق الله آدم على صورته ستون ذراعا" .. حديث نبوي شريف بين الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من خلال أحد دروسه العلمية.

خلق الله آدم على صورته

وقال علي جمعة، إن الحديث له كماله تقي الوجه فلا يضرب وجهه، فإن الله خلق على صورته أي صورة المضروب وأن المراد ألا يضرب وجهه.

وشدد على أن النص ليس فيه ما يدل على أن لله تعالى صورة تشبه صورة آدم عليه السلام، أو أن آدم على صورة ربه جل شأنه، لكن المراد هنا أي يتقي كل منا ضرب الوجه أو اللطم تعظيما للخالق، موضحاً وكان طول آدم ستون ذراعاً.

وأرجع علي جمعة الخلل في التفسير إلى ما قام به بعض الناس من القول بأن الله خلق آدم على صورة الرحمن وهو حديث ضعيف مرده النقل عن التوراة والتراجم التي خرجت منها، آدم بشر وهناك فارق بين المخلوق والخالق.

حقيقة الإسلام وسماحته أمام العالمين

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والمفتي السابق، إن نموذج التعايش في مكة مع الآخر قبل البعثة‏ -‏وكان المقام فيه ‏(مقام التعايش والوفاء والتعاون على البر والخير‏)-‏ يدفع المسلمين الذين يعيشون في مثل تلك الظروف‏-‏في أي زمان أو مكان‏-‏ إلى التمسك بعقيدتهم وعدم التفريط في ثوابت وأصول الإسلام مع الالتزام بمكارم الأخلاق التي تؤسس وترسخ تلك العلاقة مع الآخر بما يضمن السلم والاستقرار الاجتماعي‏,‏ ويكشف عن حقيقة الإسلام وسماحته أمام العالمين‏.‏

ولفت علي جمعة إلى من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أنه من مظاهر تعاونه ﷺ مع قومه قبل البعثة مساعدته إياهم في حقن دمائهم‏, ‏ورفع التنازع بينهم‏,‏ ودفع شر مستطير كان سيحيق بهم‏,‏ وذلك‏: ‏أنه في السنة الخامسة والثلاثين بنت قريش الكعبة وتقاسمتها أرباعا‏,‏ فلما انتهوا إلى موضع الحجر الأسود تنازعت القبائل أيها يضعه موضعه حتى كادوا يقتتلون‏,‏ ثم اتفقوا على أن يحكموا أول داخل عليهم من بني هاشم‏, ‏فكان ﷺ هو أول داخل‏, ‏فقالوا‏:‏ هذا محمد‏,‏ هذا الصادق الأمين‏,‏ رضينا به‏,‏ فحكموه‏,‏ فبسط رداءه ووضع الحجر فيه‏,‏ وأمر أربعة من رؤساء القبائل الأربع أن يأخذوا بأرباع الثوب‏,‏ فرفعوه إلى موضعه‏,‏ فتناوله ﷺ بيده المباركة‏,‏ فوضعه في موضعه ‏(سيرة ابن إسحاق ص‏119).‏

وبين أنه على مستوى أسرته ﷺ نراه يرد الجميل لعمه أبي طالب الذي رباه‏,‏ فيأخذ منه عليا رضي الله عنه ليربيه‏,‏ حين أصيبت قريش بأزمة اقتصادية شديدة‏,‏ وكان أبو طالب ذا عيال‏، موضحا أنه بتلك الأمثلة وغيرها ينبغي على المسلمين أن يقتدوا في تعاملهم مع الآخر‏,‏ حيث يضعون نصب أعينهم هدي الرسول ﷺ في التعامل مع غير المسلمين وحرصه على التمسك بالأخلاق والمبادئ الإسلامية القويمة التي تحث على الوفاء والصدق والأمانة‏.

وشدد علي جمعة أنه صلى الله عليه وسلم كان يعرف في مكة قبل البعثة بأنه الصادق الأمين‏;‏ ولم يعرف عنه أبدا أنه خان أمانة أو نقض عهدا أو كذب يوما‏.‏ وهذا ما أدركته السيدة خديجة رضي الله عنها حين واسته بقولها‏: ‏أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا‏,‏ إنك لتصل الرحم‏,‏ وتصدق الحديث‏,‏ وتحمل الكل‏,‏ وتكسب المعدوم‏,‏ وتقري الضيف‏,‏ وتعين على نوائب الحق ‏(البخاري).‏


-