الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العشر من ذي الحجة والأعمال المستحبة.. موعدها وأفضل أذكارها

العشر من ذي الحجة
العشر من ذي الحجة والأعمال المستحبة

العشر من ذي الحجة والأعمال المستحبة .. يبحث الكثيرون عن موعد عشر ذي الحجة 2022، وفضلها، وما ورد في فضل المداومة على الطاعة والعبادة فيها، خاصة وأنها عشر ذي الحجة 2022 التي أقسم الله تبارك وتعالى بها.

ومن خلال التقرير التالي نوضح فضل عشر ذي الحجة 2022، وما يستحب لغير الحاج أن يقوم به خلالها.

العبادة في العشر من ذي الحجة

العشر من ذي الحجة والأعمال المستحبة

مع بدء العد التنازلي لنهاية شهر ذي القعدة ، بدأ كثير من المسلمين في شتى أنحاء العام بالبحث عن موعد غرة شهر ذي الحجة ، لمعرفة  متى يبدأ صيام العشر من ذي الحجة ، وموعد عيد الأضحى المبارك ، وعشر ذي الحجة 2022 تبدأ فلكياً يوم الخميس الموافق 31 يونيو الجاري  ليكون أول أيام الصيام في العشر من ذي الحجة، وعشر ذي الحجة 2022 تعد من أعظم الأزمنة والأوقات؛ فقد فضلها الله، وأفردها عن غيرها من الأوقات، وميزها عن أوقات أخرى بالعديد من الفضائل والميزات؛ شحذا للهمم والعزائم.

وقد فُضِّلت الأيّام العَشر من ذي الحِجّة على غيرها من أيّام السنة من عدّة وجوهٍ، وبيان هذه الوجوه فيما يأتي: ‏ أقسم الله -عزّ وجلّ- بها في القرآن الكريم، والله -تعالى- لا يُقسم إلّا بشيءٍ عظيمٍ؛ قال الله -تعالى-: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، والمقصود بالليالي العَشر؛ العشر من ذي الحِجّة على الصحيح ممّا ورد عن المُفسِّرين والعلماء، و تشمل الأيّام العشر من ذي الحجّة أفضل الأيّام، مثل: يوم عرفة؛ وهو يوم الحَجّ الأكبر الذي تُغفَر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتَق فيه الرِّقاب من النار، ومنها أيضاً يوم النَّحر؛ لقَوْل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ).

ولـ عشر ذي الحجة 2022 كثير من الفضائل التي وردت في بعض أحاديث الرسول  صلى الله عليه وسلم  التي منها :

الحديث الأول : عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال : يقول رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : " ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ ( يعني أيامَ العشر ) . قالوا : يا رسول الله ، ولا الجهادُ في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء " .

الحديث الثاني : عن جابرٍ  رضي الله عنه  عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال :" إن العشرَ عشرُ الأضحى ، والوترُ يوم عرفة ، والشفع يوم النحر "

الحديث الثالث : عن جابر  رضي الله عنه  أنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : " ما من أيامٍ أفضل عند الله من أيامَ عشر ذي الحجة ".  قال : فقال  رجلٌ : يا رسول الله هن أفضل أم عِدتهن جهاداً في سبيل الله ؟ قال : " هن أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله "  .

الحديث الرابع : عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال : " ما من عملٍ أزكى عند الله ولا أعظم أجراً من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى . قيل : ولا الجهادُ في سبيل الله ؟ . قال : " ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء . قال وكان سعيد بن جُبيرٍ إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يُقدرُ عليه " .

الحديث الخامس : عن جابر  رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال : " أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعني عشر ذي الحجة ".  قيل : ولا مثلهن في سبيل الله ؟ . قال " ولا مثلهن في سبيل الله إلا من عفّر وجهه في التُراب " .

 

عيد الأضحى


أذكار العشر الأوائل من ذي الحجة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العشر من ذي الحجة هي أفضل أيام السنة كما أن ليلة القدر هي خير ليالي السنة.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هذه العشر أو التسع من ذي الحجة أيام ذكر وعبادة وتعبد .. أيام صيام، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصومها وينصح بصيامها .. أيام دعاء، وقال ابنُ عبٍّاسٍ: «وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَات»: أَيَّامُ العشر. والأيَّامُ المعدودات: أيَّامُ التشريق.
وأضاف أنه كان ابنُ عمر وأبو هريرة يخرُجانِ إِلى السِّوقِ في أيامِ العَشرِ، يُكبِّرانِ وَيكبِّرُ الناسُ بتكبيرِهما .

ذكر ذلك البخاري في ترجمته لباب فضل أيام التشريق، وروى بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما: عنِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ما الْعَملُ في أيَّامِ العَشْر أفضلَ منَ العَمَلِ فِي هَذِهِ. قالوا: ولا الجِهادُ؟ قال: ولا الجِهادُ، إِلاَّ رجُلٌ خرَجَ يُخاطِرُ بنفسهِ وَمالهِ فلم يَرجِعْ بشيء» .
وأوصى قائلًا: نظفوا قلوبكم بذكر الله وبالصلاة على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذه الأيام، والتجئوا إلى الله أن يحقق لكم كل ما تتمنوه من خيري الدنيا والآخرة، ولا تنسوا في دعائكم لأمة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يجمع الله قلوبها على الحق، ولا تنسوا القدس وأنتم تدعون لله.
وتابع: لعل الله أن يستجيب لواحد منا، فيرينا في عدو الله وعدونا يوما قريبًا مُعَجَّلًا.. نراهم وقد أنزل الله فيهم ما يستحقون، وأمر الله غالب ونحن على قضائه وقدره صابرون ولأوامره مستعدون، وندعوه أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى سبحانه وتعالى.

فيما قال الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إنه على كل مسلم الحرص بأن يري الله سبحانه وتعالى منه صالح الأعمال خاصة في هذه الأيام العشر التي أقسم الله بها في كتابه العزيز.
واستشهد الغزاوي خلال خطبة الجمعة بالحرم المكي، بما قال الله تعالى: «وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)» من سورة الفجر، مشيرًا إلى أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد بين فضل العُشر الأول من شهر ذي الحجة، فقال –صلى الله عليه وسلم- : «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأيَّامِ الْعَشْرِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ».
وأوصي خطيب الحرم، بالإكثار من التهليل بقول «لا إله إلا الله»، والتكبير «الله أكبر»، والتحميد، في العشرة أيام الأوائل من شهر ذي الحجة.

حكم صيام عشر من ذي الحجة

حكم صيام عشر من ذي الحجة، ذهب الفقهاء إلى استحباب صيام الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة باستثناء يوم عيد الأضحى المبارك؛ أي يوم النحر؛ وهو اليوم العاشر من ذي الحجة؛ إذ يحرم على المسلم أن يصوم يوم العيد باتفاق الفقهاء، الذين استدلوا على ذلك بعموم أدلة استحباب الصوم وفَضله، وكون الصوم من الأعمال التي حث عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الذكر

فضل صيام عشر من ذي الحجة

فضل صيام عشر من ذي الحجة  ،  تُعَدّ العَشر الأوائل من ذي الحجّة من الأيّام المباركة في الشرع، وقد حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على استغلالها بالأعمال الصالحة وبجهاد النفس، ووصف العمل فيها بأنّه أفضل من الجهاد في سبيل الله -تعالى-؛ فقال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).

 فضل صيام عشر من ذي الحجة ، لم يُقيّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الأعمال الصالحة في هذه الأيّام بعملٍ مُعيَّن، وجعل الأمر مُطلَقاً؛ فالعمل الصالح أنواعه كثيرة، ويشمل ذلك ذِكر الله -تعالى-، والصيام، وصِلة الرَّحِم، وتلاوة القرآن، والحجّ؛ ممّا يعني اجتماع أجلّ العبادات في الإسلام وأفضلها في هذه الأيّام، ولفظ الأيّام الوارد في الحديث المذكور يدلّ على أنّ العمل الصالح يستغرق اليوم كلّه، واليوم في الشرع يبدأ منذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، وأفضل عمل يستغلّ به المسلم نهار هذه الأيّام هو الصيام، كما أنّ أفضل ما يُستغَلّ فيه الليل صلاة القيام، أمّا حُكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجّة فهو مندوب، بينما حُكم قيام الليل أنّه سُنّة.

 فضل صيام عشر من ذي الحجة ، ورد أنه قد حافظ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على صيام العَشر من ذي الحجّة؛ ودليل ذلك ما ورد في السنّة النبويّة من حديث حفصة -رضي الله عنها-، قالت: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ)، وعلى الرغم من عدم ثبوت صحّة بعض الأحاديث الواردة في فضل صيام هذه العَشر على وجه الخصوص، إلّا أنّه لا يمنع من صومها.

 فضل صيام عشر من ذي الحجة ، ورد أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- صام التسع الأوائل من ذي الحجة ليعلمنا أن أحب العبادة تشغل كل الوقت بذكر الله والصيام هى العبادة التي تستغرق الوقت الكثير، ومن نوى الصيام الله ففي كل لحظة من اللحظات يرتفع له عند الله أجر، حتى وإن كان نائما بالنهار.

كما أن خير عبادة في النهار الصيام، ويستحب أن يجعل له وردًا من القرآن أو أن ينوي ختم القرآن في هذه الأيام، وأعظم ما نستجلب به رحمة الله أن نعود لنصحح ما بيننا وبين الله، من خلال التوبة الصحيحة وتجديد العهد مع الله والمحافظة على الصلاة في جماعة والإكثار من الأذكار.