الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: صلح الحديبية يرسخ لحسن التفاوض والتفكير المستقبلي في جميع أمورنا

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا في صلح الحديبية حسن التفاوض والتفكير المستقبلي في جميع أمورنا، فقد كانت القوى التي تحارب الإسلام حينذاك ثلاثة، اليهود وقريش وغطفان، فلما صالح النبي صلى الله عليه وسلم قريشا في صلح الحديبية فك الحصار الجنوبي عن المدينة.

حسن التفاوض والتفكير المستقبلي

وتابع علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: اتفق المشركون في الجنوب واليهود في الشمال في حصن خيبر على سحق المدينة المنورة بالزحف عليها من كل جهة، فكان صلح الحديبية خطوة لتنحية المشركين وإبطال اتفاقهم مع اليهود، ثم جاء فتح خيبر ليفك الحصار عن شمال المدينة، فتفرغ صلى الله عليه وسلم للدعوة عموما، ودخل الناس في دين الله أفواجا.

وأبان علي جمعة أنه قد نص في صلح الحديبية: على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض.. وأنه من أحب أن يدخل في عهد قريش وعقدها فعل، وأنه من أتى محمدا منهم بغير إذن وليه رده إليه، وأنه من أتى قريشا من أصحاب محمد لم ترده وأن محمدا يرجع عنا عامه هذا بأصحابه ويدخل علينا في عام قابل في أصحابه فيقيم ثلاثا، لا يدخل علينا بسلاح إلا سلاح المسافر السيوف في القرب (السيرة الحلبية 2/779).

ولفت إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تأكد أن قريشا لا تعرف للسلم قيمة وغلب على أهلها الحقد على الإسلام ودولته، وصارت مكة بما فيها غير مأمونة الجانب على دولة الإسلام، فجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم لفتح مكة، والذي جاء بعد نقض قريش لعهدها مع رسول الله، لتظهر النظرة الثاقبة لرسول الله في الصبر على الأعداء، وتحمل ما يبدو ظلما وجورا للوصول إلى الهدف الأسمى من تبليغ دعوة الإسلام للعالمين دون عراقيل، وتحقيق التعايش السلمي مع الآخر داخل المدينة وخارجها.

وشدد علي جمعة على أنه مما سبق نتعلم كيفية التعامل مع الأحداث وترك التسرع في الحكم علي الأمور، لئلا ننزلق في مهاوي الفتنة، فتؤدي بنا إلى ما لا تحمد عقباه، في حين أنه يمكننا التغلب على ما يعتري المجتمع من مشكلات وأزمات بدراستها والوقوف على أسبابها، والصبر على غصص معالجتها، والنظر إلى مآلاتها وهذا أحرى بأن نتغاضى عن صغائر الأمور وما يتبع ذلك من محاولات لإثارة الفتنة وإشاعة البلبلة في المجتمعات الآمنة، خاصة في أوقات ضعف الأمة وكثرة المتربصين بها.