الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طوق الغرب وعم حربى

كريمة ابو العينين
كريمة ابو العينين

فى خضم هذا  العالم الذى أصبح فيه كل شىء مباحا ومتاحا وفى هذا العالم الذى اتضحت فيه حقائق وزيفت اخرى ، فى هذا العالم ظهرت لقطتان لخصا فيه الواقع الذى يعيشه عالمنا الحالى بكل متغيراته وتصعيداته .

الصورة الاولى التى تداولتها وسائل التواصل الاجتماعى ويظهر فيه مواطنان يتظاهران فى قلعة الحرية بلاد العم سام وإذا بالضباط يقومون بضربهما وتقييدهما وطرحهما أرضا ويرفضان تدخل أيا من الملتفين لفك أسر هذين المواطنين ، وفى نفس الفيديو تعالت صرخات المواطنين ولكن دون أى اعتبار رجال الشرطة العظماء . 

هذه اللقطة البشعة من المؤكد أنها تحدث فى منطقتنا وفى كل العالم ولكن الفارق هنا فى رد الفعل الإعلامى والعالمى فلو أنها صدرت من منطقتنا لتصدرت كافة الوسائل العالمية ولنرج علينا أصحاب حقوق الإنسان والشجر والحيوان بل من الممكن أن يتطور الامر ويطلب منا أصحاب الجمعيات إياها والمؤسسات  تقديم اعتذار علنى وإلا فإن الأمر سيتم تدويله فى محكمة العدل الدولية وسيتم اتهامنا بالسادية والتنمر ومناهضة الامن والسلام الدوليين .

 اللقطة لم تتغير ولكن ردة الفعل هى المحك والمقصد والتى تتفق مع قول أهلنا الطيبين فى أمثالهم (بأن القوي عايب ).. تلك اللقطة تذكرك أيضا بفيديو ظهر قديما فى واحدة من أحياء الولايات المتحدة لقطة تسقط من إحدى البنايات وتقوم الدنيا ولا تقعد ويأتى رجال الانقاذ والدفاع المدنى والأطباء ليتم نقل القطة المحظوظة المصاحبة ببكاء صاحبتها وتشحتفها عليها تنقل القطة إلى المستشفى المتخصص بعالم الحيوان او مايعرف بالمستشفى البيطرى لتجرى لها عملية لقدمها التى كسرت .

 نفس البشر الذين هبوا على قلب رجل واحد لمساعدة قطة وقعت من الشرفة وكسرت قدمها هم من ألقوا قنبلة نووية على اليابان وقتلوا ستة ملايين شخص فى غمضة عين ومازال يعانى من اثار  القصف النووى الامريكى ابرياء بالالاف . وهم ايضا نفس البشر الذين شنوا حربا انجلو امريكية على العراق واعادوها الى العصور الوسطى لمجرد معرفتهم بنية رئيسها بانتاج اسلحة كيماوية ، وهم ايضا من سمموا ربوع سوريا واراضى ليبيا بالقذائف والاسلحة ، ونفس الشعب وقياداته هم الذين دربوا الشباب على الثورة لكى يدمروا شعوبهم باسم الحرية والديمقراطية الحديثة ..

ويأخذنا الحديث الى اللقطة الثانية التى تناولتها وسائل التواصل الاجتماعى لشخص يسمى عم حربى وحوله مجموعة من البشر يلقون عليه الأموال الكثيرة التى تملأ الأرض وتغطيها ويرقص حربى وأصدقائه فوق هذه الآموال الكثيفة.

هذه اللقطة جاءت فى وقت يشكو فيه الكثير من شظف العيش وارتفاع الأسعار وأناس يبحثون عما يسد رمقهم فى صفائح القمامة ،عم حربى لايختلف كثيرا عن العم سام فكلاهما لايحب إلا نفسه ولايسعد إلا أياها على حساب الجميع أيا كانوا ... لابد أن يضع عم حربى يده فى يد العم سام لنقل حينها على الدنيا سلام ...