الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحلام ما بعد الثانوية العامة

يُنسج الطالب خلال مرحلة الثانوية العامة  الكثير من أحلام المستقبل الذاتى، وفق رغبة الالتحاق بكلية من كليات القمة، لكن قد تتحطم هذه الأحلام على صخرة المجموع وتنسيق القبول بالكليات، ما يجعله يعانى مشاعر سلبية عديدة تجعله يعتقد أنها نهاية المطاف.

فالثانوية العامة، أشبه بملحمة، يخوضها الطلاب لمدة ثلاث سنوات، بعد أن ينتهى من السنة الأولى والثانية يدخل فى تحدِ صعب ومرهق فى السنة الثالثة ويكون الحصول على أعلى مجموع هو الهدف والغاية حتى يلتحق بكليات القمة، ليصبح طبيباً مثل أبن عمه، أو مهندساً مثل أبن خالته.

وفى ظل هذا يقع الطالب فى حيرة كبيرة بين والده الذى يرغب فى أن يكون أبنه طبيباً، ووالدته التى ترغب فى أن يلتحق بكلية الصيدلة، وحال كونه شعبة رياضة فالجميع يرغب فى التحاقه بكلية الهندسة ولو شعبة أدبى تكون كلية الاعلام أو الاقتصاد والسياسة كل الأمل والمُنى، حتى الأهل والأقارب والجيران تجدهم يتدخلون فى مستقبل طالب الثانوية العامة.

كل هذا دون مراعاة لميول الطالب نفسه أو قدراته أو استيعابه للمقررات الدراسية، سواء كان شعبة علمى أو أدبى، فالطالب يسمع من هنا ومن هناك ويقع تحت ضغوط نفسية وعصبية ويستسلم لمقولة أن السنة الثالثة هى سنة "تحديد المصير" وتحديد المستقبل العلمى والعملى.  

هنا يصبح الطالب بين نارين، حلم أسرته وأقاربه الذين يرغبون فى التحاقه بإحدى كليات القمة وهو يريد أن يكون عند حسن الظن وسبباً فى تحقيق حلم والديه وأقاربه، وحلم الطالب نفسه الذى يرغب فى تحقيقه للتعبير عن ذاته، ولكن تقابله مرحلة خوف ورهبة من فشله فى عدم تمكنه من تحقيق أحلامه وأهدافه، وإذا فشل بالفعل يصيبه الحزن والهم ويمر بحالة من الاكتئاب وتصيبه الأمراض النفسية.

أرى أنه من الطبيعى أن يشعر الإنسان بالحزن إذا لم يحقق هدفاً كان يخطط له، لكنه يجب التخلص سريعاً من ذلك الشعور، ويبدأ في تخطيط جديد وفق المعطيات الجديدة، لأن الاستمرار فى الحزن بشكل مبالغ فيه يجعلنا فريسة الإحباط ما قد يتسبب فى الدخول فى أحاسيس الفشل وفقدان الثقة فى النفس.

ومن الظلم لأى شاب أن يعتقد أن عدم توفيقه في دخول كلية قمة هو نهاية المطاف وضياع لمستقبله، فهو إحساس كاذب يجب عليه سريعاً التخلص منه، وطى صفحته، كذلك يجب البحث عن نماذج للناجحين في مجال دراسته الجديدة واتخاذهم قدوة، والأهم هو وضع أهداف جديدة بسيطة ومحدودة المدة لأن تحقيقها سيعيد الثقة فى النفس بشكل كبير.

أما عن دور الأهل، فأى طالب أخفق في دخول كلية معينة كان يتمناها هو أو أهله، يقع على أسرته دور مهم فى تخطيه هذه العقبة من خلال دعمه معنوياً ونفسياً والتوقف عن التحدث عن الماضى والإخفاق، ومساعدته على التخطيط من جديد لمستقبله حتى يكتسب الثقة وينجح ويتفوق فى حياته الدراسية والعملية ويكون من الناجحين النابغين، فخراً لأنفسهم وأهاليهم ووطنهم.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط