الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ

د. علاء الشال
د. علاء الشال

مشكلات الحياة وضغوطاتها تحجم الإنسان كثيرا عن تنفيذ خططه المستقبلية، وقد يؤجل كثيرا مشروعاته الحياتية ولكن ينبغي على الإنسان دوماً أن يفعل نعمة الشكر في كل شئون حياته، فمن رأى الله منه الشكر على النعمة والصبر على البلية أعطاه ما تمنى وصرف عنه ربه ما يكره 
بل لقد وصل الحال ببعض العباد والزهاد أنه كان يشكر الله على البلية كما يشكره على العطية، ويشكر الله أنها لم تكن في دينه فكل ما دون الله هين. 

والشكر نعمة مستدامة والشكر باللسان أوجب؛ لأن اللسان تعبير البيان، الشكر بالرجلين يكون في سعيهما إلى طاعة الله تعالى. 

الشكر بالرأس يكون بالسجود بين يدي الله تعالى، وجميع الجوارح ينبغي أن تؤدي فاتورة الشكر أو ضريبة الشكر، ومن لم يشكر فقد كفر

{لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)} [إبراهيم:7]، فالنعمة التي تلازم الإنسان على مدى حياته كلها هي نعمة الشكر؛ لأن المسلم كل يوم في زيادة والشكر زيادة، كل شكر يؤدي بك إلى زيادة، وكل زيادة لا تأتي لك إلا من الله تعالى الكريم الواسع.

الشكر تعبير عن حال الرضا وأن يكون الإيمان في داخلك معبرًا عن حالة الرضا.

بعد كل صلاة نقول: "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" لأن الشكر بعد كل صلاة يعني أنك تؤدي الصلاة شكرًا لكي تدفع ضريبة الشكر.

{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًاۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)} [سبأ:13]، فالشاكر يعبر عن حالة يقين واستسلام لله تعالى. 

الشيطان يحاول معك أن تأخذ في الشكر صفرًا يقول تعالى: {ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} [الأعراف:17].

وفي الحديث  «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرٌ سُرُورٌ، أَوْ يُسَرُّ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا، شَاكِرًا لِلَّهِ تَعَالَى» صحيح لغيره:أخرجه أبو داوود في السنن: 2774.

وَلقد سَجَدَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بُشِّرَ بِتَوْبَةِ اللَّه تعالى عليه.
و عندما تسمع خبرًا طيبًا فاسجد سجود الشكر لربك جل جلاله.

يمكن أن نؤدي الشكر بأكثر من وسيلة كالصيام والنذر والاستغفار والذكر وكلها أبواب من أبواب رحمة الله تعالى. 

انتظامك على الصلوات الخمس في موعدها شكر لله تعالى، انتظامك على ختم الصلاة شكر لله تعالى.

بقي أن يقال إن الشكر مرتبط بالمؤمن الصابر الذي يربط حياته بالله صلاة وذكرا وثناءً حتى وهو في أحلك المواقف وأشد الأوقات يشكر الله على نعمة العبادة والثناء. 

كذلك عليك أن تشكر الناس كي نشكر رب الناس ومن لم يشكر الناس لا يشكر رب الناس.

اللهم حبب إلينا ذكرك، وحبب إلينا شكرك، وحبب إلينا حسن عبادتك، اللهم ارزقنا همة حتى نشكر وارزقنا صحبة الأخيار ورفقة الأبرار.